
بمجرد أن تسمع أي امرأة خبر حملها، أول شيء تُفكر فيه هو كيف ستكون ملامح طفلها القادم. هل سيحمل ملامحها أم ستكون أقرب إلى ملامح والده؟ دعيني أقول لك عزيزتي أن هناك عوامل كثيرة تلعب دورًا محوريًا في تحديد شكل طفلك قبل أن يأتي إلى عالمنا. بالطبع جيناتك أنتِ ووالده هي العامل الأكبر في تشكيل ملامح الطفل، ولكن هناك العديد من العوامل الأخرى التي قد تؤثر في تحديد شكل الطفل الخارجي، بعيدًا عن الحمض النووي الخاص بكما فقط.
بالتأكيد سمعتِ من الطبيب المتابع لحالتك أن هناك العديد من الأطعمة والمشروبات الممنوعة لك في هذه الفترة، وقد تسائلت عن السبب وراء هذا، السبب هو أن كل شيء تفعلينه يؤثر في مراحل نمو طفلك بشكل أو بآخر، وبالتالي يؤثر على تكوّن شكل طفلك الخارجي النهائي. لا يعتمد شكل الطفل فقط على الشريك الذي اخترته بل يعتمد على البيئة التي تعيشين فيها ونظامك الغذائي، وما إلى ذلك. في هذه المقالة سنعرض لكِ بعض الأشياء التي قد تؤثر على شكل جنينك قبل ولادته.
-
الجينات الوراثية
كلنا نعلم بالتأكيد أن العامل الأساسي الذي يلعب دورًا أساسيًا في تحديد شكل طفلك هي الجينات الوراثية. على الرغم من أن جينات الأبوين تشترك معًا لتحدد شكل الطفل النهائي، ولكن هذا لا يعني أن الطفل سيكون لديه كل جينات الأب والأم، ولكن سيكون طفلك عبارة عن مزيج من بعض من جيناتك وجينات والده.
يتحدد المظهر الخارجي للطفل عن طريق الجين السائد، سواء كان من الأم أو الأب، على سبيل المثال، إذا كان الأب لون عينيه بني، والأم لون عينيها أزرق، عند اجتماع الجينين معًا، عينين الطفل ستكون زرقاء إذا كان جين الأب جينًا متنحيًا، وجين الأم جينًا سائدًا. أما إذا كانت لون عيون الأبوين واحدة، سيحمل الجنين نفس اللون، لأنهما سيكونان متماثلين.
-
الجينات المتنحية
يُمكننا أن نعرف الكثير عن أي طفل، عن طريق النظر إلى الأب والأم. الأطفال يرثون الكثير من والديهم. كما قلنا من قبل، هناك ما يُعرف بإسم الجينات المتنحية، الجينات المتنحية هي التي لا تظهر على الشكل الخارجي للطفل ولكن تظل موجودة وتنتقل إلى الأجيال في العائلة الواحدة دون ظهورها خارجيًا. إذا تصادف أن الأبوين يحملان نفس الجين المتنحي، سيؤثر هذا الجين بالتأكيد على الشكل الخارجي للطفل، وعادة يحدث ذلك في جواز الأقارب، فقد وضحت الأكاديمية الأمريكية لطب العيون أن حالات مثل المهق تورث للأطفال عن طريق جينات متنحية مشتركة بين الوالدين.
-
الكحوليات
على الرغم من أنه غير شائع أن تشرب الأمهات أثناء فترة حملها الكحوليات في البلاد العربية، إلا أنه يجب علينا أن نقول لكِ أضراره نظرًا لخطورة الأمر. عندما تشرب الحامل الكحوليات بشكل مفرط، من الممكن أن تتسبب فيما يُعرف بإسم متلازمة الجنين الكحولي، وهي عبارة عن تشوهات جسدية واضطرابات عقلية يُصاب بها الطفل. مجلة New Scientist، مجلة علوم أسبوعية، وضحت العلامات الشائعة لمتلازمة الجنين الكحولي، وتشمل
- عيون صغيرة الحجم
- أنف صغير
- شفة علوية ناعمة
كما أن شرب الكحوليات بشكل مفرط من الممكن أن يؤثر على قدرات طفلك العقلية ونموه بشكل عام، لذا فالأمر أخطر مما يبدو، فهو لا يتعلق فقط بشكل الطفل الخارجي. كما أنه من الممكن أن يُسبب اضطرابات سلوكية ونقص الانتباه، بالإضافة إلى انخفاض معدل ذكائه.
-
فيتامينات ما قبل الولادة
يحاول أن يتجنب الطبيب حدوث أي مشاكل لجنينك، فستجدينه ينصحك بتناول فيتامينات ما قبل الولادة، ومن أهم تلك الفيتامينات لطفلك هو حمض الفوليك، الذي يساعد في تكوّن العمود الفقري لطفلك. نقصه في جسم الأم أثناء فترة الحمل من الممكن أن يسبب إصابة الطفل بسرطان الأطفال، لا قدر الله، أو تشقق في العمود الفقري.
-
السفر الجوي
30 ساعة من السفر جوًا يعادل التعرض لأشعة سينية واحدة على الصدر، كما تقول مجلة Pregnancy. وكما نعلم، في فترة الحمل التعرض للأشعة السينية أمر ممنوع تمامًا لأنه من الممكن أن يسبب للجنين عيوب خلقية ويعرضه لخطر سرطان الأطفال، كما أنه من الممكن أن يعرض الأم للإجهاض.

-
الكافيين
إذا كنتِ من محبين القهوة أو الشاي، أو أي مشروب يحتوي على الكافيين، يُفضل أن تمتنعين عنها تمامًا في فترة الحمل، لأنها من الممكن أن تؤثر على حجم طفلك عندما يحين وقت ولادته. فقد يولد الطفل أصغر حجمًا وأنحف من الطبيعي.
-
التمارين الرياضية
عاداتك الصحية والغير الصحية ستؤثر بالتأكيد على صحة جنينك، بما في ذلك عاداتك البدنية والغذائية. على سبيل المثال، إذا كانت الأم تعاني من السمنة، قد يعاني طفلها أيضًا من السمنة. لذا يفضل أن تمارسين الرياضة بشكل مستمر بإشراف من الطبيب المتابع لحالتك، وأن تأكلين طعامًا صحيًا، لمساعدة نفسك في تخفيف الآثار المترتبة على الحمل في وزنك ومساعدة طفلك في النمو داخل رحمك بشكل طبيعي وسليم.
-
أشعة الشمس
فيتامين د الذي نحصل عليه عند تعرضنا للشمس بشكل أساسي أو الأطعمة الغنية به، من أهم الفيتامينات التي نحتاجها جميعًا وليس فقط السيدات في فترة الحمل. عدم الحصول على كمية مناسبة من فيتامين د يوميًا، قد يؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية، ومنها تساقط الشعر والتهاب المفاصل والتصلب المتعدد وغيرها. وبالنسبة لكِ، نقصه في الجسم قد يؤثر على وزن طفلك وقد يولد صغير الحجم. لذا يرجى التأكد من حصولك على الحصة المناسبة من فيتامين د يوميًا، كما ينصحك طبيبك الخاص.
وفي نهاية مقالتنا، أحب أن أوضح لكي أن هذه العوامل ليست المؤثرة فقط على شكل طفلك الخارجي، ولكن هناك العديد والعديد من العوامل التي تؤثر على ذلك الأمر. لذا يرجى منكِ أن تلتزمي بكل ما يقوله طبيبك، حتى لا تُعرضين نفسك وطفلك لأي مشكلات صحية. وابتعدي عن كل المحظورات التي ذكرناها لك بالأعلى، على سبيل المثال شُرب الكافيين والسفر المتكرر، وحاولي أن تأخذي حصص مناسبة من الطعام الصحي المليء بالفيتامينات والعناصر الغذائية المفيدة لكي ولطفلك المنتظر.