
اليوجا هي ممارسة تأملية لحركة "العقل والجسد" والتي شقت طريقها لأول مرة إلى أوروبا والولايات المتحدة من آسيا (معظمها من الهند) في منتصف القرن التاسع عشر. لم تبدأ بالفعل في اكتساب شعبية كبيرة حتى حوالي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. نظرًا لأنها تنطوي على كل من الحركة والتحكم في التنفس والتركيز، فإن العديد من فوائد اليوجا مماثلة لتلك التي في فنون الدفاع عن النفس. أنشأ الكثيرون مدارسهم الفريدة لليوغا وبدأت في جذب الملايين لممارستها. تعود جذور اليوجا إلى الهند القديمة، على الرغم من أن الممارسة نفسها ليست دينية بطبيعتها. تتكون اليوغا من العديد من الأنواع، كل هذه الأنواع تنبع من شكل من أشكال اليوجا يسمى هاثا. ولكل منها مجموعتها الخاصة من المبادئ الأساسية الفريدة وأساليب التدريس والمنهجيات والفوائد.
تعريف مجلة يوجا جورنال تُعرّف للهاثا يوجا:
مجموعة من التمارين البدنية المعروفة باسم الوضعيات، وتسلسل الوضعيات، المصممة لمحاذاة بشرتك وعضلاتك وعظامك. تم تصميم الوضعيات أيضًا لفتح العديد من قنوات الجسم - خاصة القناة الرئيسية والعمود الفقري - بحيث يمكن أن تتدفق الطاقة بحرية. مقارنةً بأشكال "التمارين" الشائعة الأخرى، تعد اليوغا أكثر شمولية في طبيعتها لأنها تجمع بين الحركة الجسدية وتقنيات التنفس التي تتحكم بها. في اليوجا، تعرف الوضعيات بإسم الأساناس، ويشار إلى تنظيم التنفس بإسم البراناياما. معًا، يتحدون لتحقيق تركيز تأملي كبير واسترخاء. وهذا هو بالضبط السبب في أن اليوغا تؤدي إلى تحسُن كبير في العضلات والعظام الجسدية والصحة العقلية.
ما هي فوائد اليوجا؟
وفقًا لمئات الدراسات التي أجريت على مدار الأربعين عامًا الماضية، فوائد اليوجا هي:
- تقلل التوتر والقلق
- تقلل أعراض الاكتئاب
- تؤدي إلى توازن ومرونة أفضل
- تحسن القدرة على النوم
- تقوي المناعة بسبب تحفيز الجهاز اللمفاوي
- تُزيل السموم من الجسم
- تُزيد القوة والقدرة على التحمل
- تُحسن تدفق الدم
- تُحسن أداء الجهاز الهضمي، بما في ذلك انخفاض أعراض القولون العصبي
- تقلل الأعراض المصاحبة للحمل واكتئاب ما بعد الولادة
- تقلل من الألم المزمن، بما في ذلك تلك التي تسببها مشاكل العضلات والعظام مثل آلام أسفل الظهر، أو الصداع المتكرر
وهناك استثمارات كبيرة في الكشف عن المزيد من فوائد اليوجا، حيث تُجرى دراسات كبيرة ممولة من الحكومة حاليًا للبحث في فوائد اليوغا فيما يخص الآتي: خطر مرض السكري، وفيروس نقص المناعة البشرية، وانخفاض وظائف المناعة، والتهاب المفاصل، وأعراض انقطاع الطمث، واضطراب الإجهاد، والإدمان، والإقلاع عن التدخين.
إليكم بعض من تلك الفوائد بالتفصيل:
1. تخفف التوتر
يمكن أن تساعد ممارسة اليوجا المنتظمة - خاصة عند دمجها مع مسكنات الإجهاد الأخرى مثل المشي بالخارج أو التأمل - في مكافحة العديد من الآثار الجسدية للتوتر والقلق. وذلك بسبب فوائد اليوجا التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي (CNS) والجهاز المناعي. تشير الأبحاث إلى أن فوائد اليوجا تشمل أيضًا تقليل أعراض القلق مثل تسارع ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم ومشاكل النوم.
2. تحسن جودة النوم
اليوغا هي واحدة من مساعدات النوم الطبيعية التي يمكنك الوثوق بها. تشير الدراسات إلى أن من ٤ إلى ٨ أسابيع من اليوجا يُنتج عنها تأثير إيجابي على كفاءة النوم، وإجمالي وقت النوم، وإجمالي وقت الاستيقاظ، عند الذين يعانون من اضطرابات النوم بما في ذلك الأرق. بالنسبة للكثير من البالغين، فإن قلة النوم هي نتيجة مستويات عالية من الإجهاد أو اختلال التوازن الهرموني أو الألم المزمن. ولأن اليوغا تساعد على تنشيط الجهاز العصبي السمبتاوي (PNS) وتقليل نشاط الجهاز العصبي الودي (SNS)، فيمكنها أن تقلل من اضطرابات النوم وتساعد في علاج أعراض الأرق.
3. تحسن المرونة ونطاق الحركة
أظهرت دراسة نشرت عام ٢٠١٦ في المجلة الدولية لليوغا أن ممارسة اليوغا المنتظمة يمكن أن تزيد من المرونة والتوازن وحتى مقاييس الأداء المختلفة للرياضيين. بعد ١٠ أسابيع من ممارسة اليوجا تحسنت قياسات المرونة والتوازن في الاختبارات التالية: المرونة في الجلوس ومرونة الكتف وزوايا المفاصل.
4. تساعد على تحسين التوازن ومنع السقوط
الحفاظ على التوازن هو شريان الحياة لكبار السن، يساعدهم على البقاء بصحة جيدة والحفاظ على الاستقلال. لذلك، في حين أن الأشخاص الأصغر سناً قد يأخذون التوازن كأمر مسلم به، فالتوازن مهم للغاية بالنسبة لنا جميعًا. وجد التحليل الذي نُشر في مجلة الطب البديل والتكميلي أن حوالي ٧٥ بالمائة من الدراسات الـ ١٥ التي تمت مراجعتها اكتشفت نتائج إيجابية قوية جدًا فيما يتعلق باليوجا. كانت الفوائد قوية بشكل خاص عند كبار السن الذين يمارسون اليوغا. غالبًا يأتي ضعف التوازن والخوف من السقوط نتيجة عوامل مشتركة متعددة، مثل العوامل النفسية والحالة الصحية واللياقة البدنية، واليوغا تساعد الجسم على استعادة لياقته البدنية وتحسين الحالة النفسية وزيادة المرونة.
5. تقلل من التعب
إن الإرهاق الناتج عن قلة النوم خلال فترة ما بعد الظهر، هو علامة طبيعية على أن ساعتك البيولوجية تسير بسلاسة. في حين أنه من الطبيعي تمامًا الشعور بانخفاض في الطاقة بعد ليلة طويلة، أو بالنسبة لبعض الأشخاص في وقت متأخر بعد الظهر، إلا أن التعب غير المبرر ونقص التركيز في أوقات أخرى يمكن أن يسبب مشاكل في العمل وكل نواحي الحياة الأخرى. تعتبر اليوجا غالبًا طريقة فعالة لتعزيز الوضوح والتركيز والطاقة. هذه ثلاث صفات مهمة للغاية للأداء البدني والعقلي. يمكن أن يوفر التمدد، حتى لفترات قصيرة من دقيقة إلى دقيقتين فقط، تأثيرات هائلة على مستويات الطاقة، خاصةً للأشخاص الذين يقضون ساعات طويلة في اليوم يجلسون في مكاتب أو يحدقون في شاشة الكمبيوتر.
6. تساعد في تخفيف الألم
تُظهر الدراسات أن بعض أوضاع اليوجا يمكن أن تساعد في تقليل آلام أسفل الظهر وآلام الرقبة والصداع النصفي. إلى جانب ذلك، تشمل فوائد اليوجا أيضًا تحسين القدرة على المشي والحركة، وإدارة أعراض التهاب المفاصل وتخفيف الانزعاج الهضمي. وجدت إحدى الدراسات الوطنية التي تحقق في علاجات آلام أسفل الظهر المزمنة أن الذين يمارسون اليوغا يتمتعون بألم مزمن واكتئاب وصعوبة في الحركة أقل بكثير بعد ٦ أشهر من ممارسة اليوغا.

وجدت العديد من الدراسات أن اليوغا يمكن أن تساعد في التغلب على مختلف حالات انعدام الأمان في الجسم ومحاربة الشيخوخة وتحسُن الحالة النفسية، وجوهرها يدور حول زيادة ثقة ممارسين اليوجا في أنفسهم. لذلك، إن ممارسة اليوجا تُفيد الجسم من جميع النواحي، وتعد من أفضل الرياضات التي يمكن أن يمارسها جميع الأعمار.