٦ أنواع شائعة من اضطرابات الأكل وأعراضها

الدكتورة هبه الزعبي

الدكتورة هبه الزعبي

طبيبة

اضطرابات الأكل هي مجموعة من الحالات النفسية التي تتسبب في تطوير عادات الأكل غير الصحية. قد تبدأ بهوس بالطعام أو بوزن وشكل الجسم. في الحالات الشديدة، يمكن أن تسبب اضطرابات الأكل عواقب صحية خطيرة، وقد تؤدي إلى الوفاة إذا تُرِكت دون علاج. يمكن أن يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل مجموعة متنوعة من الأعراض، ومعظمها يتضمن تقييدًا صارمًا للطعام أو الانغماس في الطعام أو سلوكيات مثل القيء أو الإفراط في ممارسة الرياضة. على الرغم من أن اضطرابات الأكل يمكن أن تؤثر على الأشخاص في أي سن، إلا أنها غالبًا ما يتم الإبلاغ عنها في المراهقين. في الواقع، قد يعاني ما يصل إلى ٢٣٪؜ من الشباب من اضطراب غذائي واحد على الأقل في سن ٢٠ عامًا.


 ما الذي يسبب اضطرابات الأكل؟


يعتقد الخبراء أن اضطرابات الأكل قد تكون ناجمة عن مجموعة متنوعة من العوامل، وأحد هذه العوامل هي الوراثة. على سبيل المثال، إذا أصيب أحد التوأمين باضطراب في الأكل، فإن الآخر لديه احتمال ٥٠٪ لتطوير هذا الاضطراب. السمات الشخصية هي عامل آخر، على وجه الخصوص: العصابية، السعي للكمال، والاندفاع. تلك السمات شخصية غالبًا ما ترتبط بزيادة خطر الإصابة باضطراب الأكل. بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل الحزن، الاكتئاب، والضغط الذي يتعرض له الآخرين من وسائل التواصل الاجتماعي عن الجسم المثالي والحميات الغذائية.


أنواع اضطرابات الأكل: 


1- اضطراب فقدان الشهية العصبي (أنوركسيا)


 يُعد فقدان الشهية العصبي من أكثر اضطرابات الأكل شهرة. يتطور بشكل عام خلال فترة المراهقة أو البلوغ ويميل إلى التأثير على النساء أكثر من الرجال. ينظر الأشخاص الذين يعانون من فقدان الشهية بشكل عام إلى أنفسهم على أنهم يعانون من زيادة الوزن، حتى لو كانوا يعانون من نقص الوزن بشكل خطير. يميلون إلى مراقبة وزنهم باستمرار، وتجنب تناول أنواع معينة من الأطعمة، وتقييد سعراتهم الحرارية بشدة.


 تشمل الأعراض الشائعة لفقدان الشهية العصبي: 


  •  نقص الوزن بشكل كبير 
  •   خوف شديد من زيادة الوزن 
  •  السعي الدؤوب للنحافة وعدم الرغبة في الحفاظ على وزن صحي
  •  إنكار نقص الوزن بشكل خطير والاحتفاظ بنظرة مشوهة للجسم طوال الوقت
  • صعوبة في تناول الطعام في الأماكن العامة 
  • أعراض الوسواس القهري


 يُصنف فقدان الشهية إلى نوعين: التقييد في الأكل، والإفراط في الأكل. الأفراد من النوع المُقيد يفقدون الوزن فقط من خلال اتباع نظام غذائي أو الصيام أو ممارسة الرياضة المفرطة. ويمكن للأفراد الذين يعانون من الإفراط في تناول الطعام الإفراط في تناول كميات كبيرة من الطعام أو تناول القليل جدًا. في كلتا الحالتين، بعد تناول الطعام، يقومون بتطهير معدتهم باللجوء إلى القيء أو تناول الملينات أو مدرات البول أو ممارسة الرياضة بشكل مفرط.


2- اضطراب الشره العصبي (بوليميا)


يميل الشره المرضي، مثل فقدان الشهية، إلى التطور خلال فترة المراهقة والبلوغ المبكر، وهو أقل شيوعًا بين الرجال. غالبًا ما يتناول الأشخاص المصابون بالشره المرضي كميات كبيرة من الطعام بشكل غير عادي في فترة زمنية محددة. وعادةً ما يستمر الشخص في تناول الطعام بنهم حتى تمتلئ معدته بشكل مؤلم. أثناء الإفراط في تناول الطعام، يشعر الشخص عادةً بأنه لا يستطيع التوقف عن أو التحكم في كمية الطعام التي يتناولها. يمكن أن يحدث الانغماس في الأكل مع أي نوع من الطعام، ولكنه يحدث غالبًا مع الأطعمة التي يتجنبها الفرد عادةً.


ثم بعد ذلك، يحاول الأفراد المصابون بالشره المرضي تطهير معدتهم للتعويض عن السعرات الحرارية المستهلكة والتخلص من الانزعاج الهضمي. تشمل سلوكيات التطهير الشائعة، القيء القسري والصوم والملينات ومدرات البول والحقن الشرجية والتمارين الرياضية المفرطة. يحتفظ الأفراد المصابون بالشره المرضي عادة بوزن طبيعي نسبيًا، ولا يعانون من نقص الوزن بشكل خطير.


تشمل الأعراض الشائعة للشره المرضي العصبي ما يلي:


  • نوبات متكررة من الإفراط في تناول الطعام مع شعور بانعدام السيطرة
  •  نوبات متكررة من سلوكيات التطهير غير المناسبة لمنع زيادة الوزن
  •  احترام الذات يتأثر بشكل مفرط بشكل الجسم والوزن
  •  خوف من زيادة الوزن 
  •  التهاب الحلق الملتهب وتورم الغدد اللعابية ومينا الأسنان 
  • تسوس الأسنان والارتجاع الحمضي وتهيج الأمعاء والجفاف الحاد والاضطرابات الهرمونية 


3- اضطراب الشراهة عند تناول الطعام


 يُعتقد أن اضطراب الأكل بنهم هو من أكثر اضطرابات الأكل شيوعًا. يبدأ عادةً خلال فترة المراهقة والبلوغ المبكر، على الرغم من أنه يمكن أن يتطور لاحقًا. يعاني الأفراد المصابون بهذا الاضطراب من أعراض مشابهة لأعراض الشره العصبي و اضطراب فقدان الشهية. على سبيل المثال، يأكل الأشخاص كميات كبيرة من الطعام بشكل غير عادي في فترات زمنية قصيرة نسبيًا ويشعرون بفقدان السيطرة أثناء الأكل. الاختلاف فقط أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشراهة لا يحدون من السعرات الحرارية في طعامهم ولا يستخدمون سلوكيات التطهير، مثل القيء أو التمارين المفرطة، للتعويض عن السعرات الحرارية.


تشمل الأعراض الشائعة لاضطراب الشراهة ما يلي:


  •  تناول كميات كبيرة من الأطعمة بسرعة وفي سرية حتى الامتلاء على الرغم من عدم الشعور بالجوع
  •  الشعور بنقص السيطرة أثناء نوبات الأكل بنهم
  •  الشعور بالضيق من النفس مثل العار أو الاشمئزاز أو الذنب  
  • عدم استخدام سلوكيات التطهير، مثل تقييد السعرات الحرارية، والتقيؤ، وممارسة الرياضة المفرطة، أو استخدام ملين أو مُدر للبول 


 غالبًا ما يعاني الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشراهة عند تناول الطعام من زيادة الوزن أو السمنة. وقد يزيد هذا من خطر حدوث مضاعفات طبية مرتبطة بالوزن الزائد، مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري من النوع الثاني.


4- اضطراب بيكا (pica)


 البيكا هو اضطراب آخر في الأكل ينطوي على تناول أشياء لا تعتبر طعامًا. هذا الاضطراب يتوق فيه الأفراد إلى تناول مواد غير غذائية مثل الثلج والأوساخ والأتربة والطباشير والصابون والورق والشعر والقماش والصوف والحصى ومنظفات الغسيل أو نشا الذرة. يمكن أن تحدث بيكا عند البالغين، وكذلك الأطفال والمراهقين. ومع ذلك، تتم ملاحظة هذا الاضطراب بشكل متكرر في الأطفال والنساء الحوامل والأفراد ذوي مشاكل عقلية. قد يكون الأفراد المصابون بالبيكا في خطر متزايد من التسمم والالتهابات وإصابات الأمعاء ونقص التغذية. واعتمادًا على المواد التي يبتلعها الفرد، قد تكون البيكا قاتلة.


5- اضطراب اجترار الطعام


هذا الاضطراب يصف الحالة التي يعاني فيها الشخص من ارتجاع الطعام الذي مضغه وابتلعه سابقًا، ثم يعيد مضغه، ثم يعيد ابتلاعه أو يبصقه. عادةً ما يحدث هذا الاجترار خلال أول ٣٠ دقيقة بعد الوجبة. على عكس الحالات الطبية مثل الارتجاع، فالاجترار طوعي وليس قسري. يمكن أن يتطور هذا الاضطراب أثناء الطفولة أو البلوغ. عند الأطفال، يميل إلى التطور بين ١٢-٣ شهور من العمر وغالبًا ما يختفي من تلقاء نفسه. عادةً يحتاج الأطفال والبالغون المصابون بذلك الاضطراب إلى علاج لحله. وإذا لم يتم حله عند الرضّع، يمكن أن يؤدي اضطراب الاجترار إلى فقدان الوزن وسوء التغذية الحاد الذي يمكن أن يكون مميتًا. يمكن للبالغين المصابين بهذا الاضطراب تقييد كمية الطعام التي يتناولونها، خاصة في الأماكن العامة، وهذا قد يؤدي بهم إلى فقدان الوزن الشديد.


6- اضطراب تجنب وتقييد تناول الطعام


 هذا الاضطراب يتطور بشكل عام أثناء الطفولة أو الطفولة المبكرة، إلا أنه يمكن أن يستمر حتى سن البلوغ. والأكثر من ذلك، أنه منتشر بشكل متساوٍ بين الرجال والنساء. الأفراد الذين يعانون من هذا الاضطراب يكون إما بسبب عدم الاهتمام بالأكل أو الكراهية لبعض روائح الطعام أو أطعمة محددة أو الألوان أو القوام أو درجة حرارة الطعام.



 تشمل الأعراض الشائعة لهذا الاضطراب ما يلي:


  • تجنب أو تقييد تناول الطعام الذي يمنع الشخص من تناول ما يكفي من السعرات الحرارية والعناصر الغذائية
  •  فقدان الوزن أو ضعف النمو 
  •  نقص المغذيات أو الاعتماد على المكملات الغذائية أو التغذية الأنبوبية


في النهاية، إن الكلام المذكور يهدف إلى توفير فهم أفضل لاضطرابات الأكل الأكثر شيوعًا. اضطرابات الأكل هي حالات صحية نفسية تتطلب عادةً العلاج، كما أنها يمكن أن تضر بالجسم إذا تُركت دون علاج. إذا كان لديك اضطراب في الأكل أو تعرف شخصًا قد يكون مصابًا به، فاطلب المساعدة من طبيب رعاية صحية متخصص في اضطرابات الأكل.

في الأخبار