هل هناك وقت مناسب لشرب الماء؟

الدكتورة هبه الزعبي

الدكتورة هبه الزعبي

طبيبة

ليس هناك أدنى شك أن الماء مهم لصحتنا. يمثل الماء حوالي 75% من وزن الجسم، ويلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم كل شيء، بدءًا من وظائف الدماغ إلى الأداء البدني وحتى الهضم – وأكثر من ذلك بكثير. مع ذلك، في حين أنه من الواضح أن شرب كمية كافية من الماء مهم للصحة، قد تتساءل عما إذا كان التوقيت مهمًا. في هذه المقالة سوف نُلقي نظرة على الأدلة لتقييم أفضل وقت لشرب الماء، بالإضافة إلى التركيز على فوائد شرب الكميات المناسبة من الماء.




في الصباح


إن تناول كوب من الماء أول شيء في الصباح هو طريقة بسيطة لبدء يومك بشكل صحي. قد يجد البعض أيضًا أن شرب الماء بمجرد الاستيقاظ من النوم يجعل من السهل الحفاظ على عادات الترطيب الصحية، كما يساعد الجسم في التخلص من السموم التي تتراكم فيه أثناء النوم.
فإذا كنت تعاني من الجفاف، فإن زيادة مُعدل استهلاكك اليومي من الماء يمكن أن يساعد في تعزيز مستويات الترطيب لديك، والذي بدوره قد يكون مفيدًا خصوصًا في تحسين المزاج، ووظائف الدماغ، ومستويات الطاقة.

 

كما تُظهِر الدراسات أن حتى الجفاف الخفيف يمكن أن يؤثر سلبًا على الذاكرة والتركيز، وأيضًا يساهم في الشعور بالتعب والإجهاد. مع ذلك، في حين يجد البعض أن شرب الماء في الصباح مفيد لهم، فإنه لا يوجد دليل واضح يشير إلى أن شرب الماء في الصباح مفيد أكثر من الأوقات الأخرى خلال اليوم.

 

قبل الوجبات

 

إذا كان هدفك هو محاولة إنقاص وزنك، فإن تناول كوب من الماء قبل الأكل قد يكون جزءًا من استراتيجية جيدة لتحقيق هذا الهدف. حيث أن القيام بهذه الخطوة لا يساعد فقط على تعزيز شعورك بالامتلاء، ولكن أيضًا يُقلّل من كمية الأكل التي تتناولها خلال الوجبات. على سبيل المثال، وجدت إحدى الدراسات التي أُجريت على 24 شخص من كبار السن أن شرب 500 مل من الماء قبل الإفطار بـ 30 دقيقة يقلل من السعرات الحرارية المستهلكة بنسبة 13%. وأظهرت دراسة أخرى أُجريت على 50 شخصًا من كبار السن أن شرب 300 – 500 مل من الماء قبل وجبة الغداء يقلل من الشعور بالجوع ومن السعرات الحرارية المستهلكة.

 

من الأفضل شرب الماء البارد، وذلك لأن الجسم سوف يقوم باستخدام طاقة إضافية لتحويل الماء لدرجة حرارة الجسم، وبالتالي يستهلك سعرات حرارية أكثر. ومع ذلك، في حين أن جميع المشاركين في الدراسات السابقة قد أبلغوا عن زيادة شعورهم بالامتلاء، لم يُلحظ اختلافات كبيرة في معدل تناول السعرات الحرارية أو مستويات الجوع لدى الشباب. لذلك، على الرغم من أن شرب الماء قبل الوجبات يمكن أن يكون طريقة فعالة لزيادة ترطيب الجسم، إلا أنه يجب إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد ما إذا كانت هذه الطريقة في شرب الماء يمكن أن تساعد في فقدان الوزن لدى الشباب مثل كبار السن أم لا.

قبل وبعد التمرين

 

عندما تمارس الرياضة، فإنك تفقِد الماء من خلال العرق. لذلك، من المهم شرب الكثير من الماء قبل وبعد التمرين للحفاظ على الترطيب في جسمك وتعويض أي سوائل يفقدها جسمك خلال التمرين. حيث أن فقدان السوائل المُفرط أثناء التمرين يمكن أن يؤدي إلى الإضرار بأدائك البدني ويسبب خلّل في وظائف الجسم. وبما أن العضلات تتكون من حوالي 80% من الماء، فقد ثبت أن شرب الماء الكافي يقلل من الإجهاد التأكسدي الذي يحدث أثناء التمرين عالي الكثافة. تكمن خطورة الإجهاد التأكسدي في أن تصبح ذرات الأكسجين حُرة، فتصل إلى المادة الوراثية الموجودة في خلايا الجسم، وتؤثر عليها وتجعلها عُرضة للتحول إلى خلايا سرطانية.

 

يوصى بشرب الماء مباشرةً بعد التمرين لتعويض أي سوائل مفقودة، وتحسين وظائف الجسم، والمساعدة في عملية الاستشفاء خصوصًا إذا كنت تمارس الرياضة بشكل مكثف.

 

الاستمرارية والثبات هما كلمة السر

 

يُنظِّم الجسم توازن الماء فيه خلال فترة النهار، ويتم إخراج الماء الزائد من الجسم عن طريق الجلد، الرئتين، الكليتين، والجهاز الهضمي. على الرغم من أنه غير مألوف، إلا أن شرب الكثير من الماء يمكن أن يؤدي إلى تعطيل مستويات الصوديوم في جسمك وتوازن السوائل فيه، مما يتسبب في حدوث آثار جانبية خطيرة مثل الصداع، التوتر، التعب، والغيبوبة. لذلك، بدلًا من شرب كميات كبيرة من الماء في المرة الواحدة، من المهم توزيع كميات الماء التي يجب تناولها على مدار اليوم للحفاظ على ترطيب الجسم.


ومن أجل الوصول لهدفك، عليك القيام بالآتي: 

 

  • استخدم هاتفك في ضبط أوقات معينة في اليوم لتذكيرك بشرب الماء.

  • احتفظ بكوب ماء في متناول يدك طوال اليوم.

 

قد يساعد تناول كوب ماء أول شيء في الصباح على الحفاظ على العادات الصحية وزيادة معدل استهلاكك اليومي من الماء.

ما هي فوائد الماء؟

 

أظهرت العديد من الدراسات أن الماء يمكن أن يخفف من الصداع لدى أولئك الذين يعانون من الجفاف، ويعتمد ذلك أيضًا على نوع الصداع نفسه. ولا يمكننا أن نغفل أهمية شرب الماء في علاج مشكلة كبيرة مثل الإمساك. حيث أن قلّة السوائل بشكل عام، والماء بشكل خاص، تساهم في صعوبة حركة الأمعاء. كدليل مادي عن مدى أهمية شرب الماء بكميات كافية، فقد أظهرت دراسات أجريت على أعمار مختلفة، بدءًا من الأطفال إلى كبار السن، أن الجفاف البسيط يمكن أن يُضعِف الذاكرة ويؤثر على أداء الدماغ والحالة المزاجية بشكل عام.

 

أيًا كان هدفك، عليك المحافظة على تناول 8 أكواب على الأقل من الماء خلال اليوم للحفاظ على جسمك رطبًا وتفادي حدوث خلل في وظائف الجسم الذي يُسببه قلة حصول الجسم على الماء الكافي. 

في الأخبار