دليلك لرعاية طفلك المصاب بالإكزيما

الدكتورة هبه الزعبي

الدكتورة هبه الزعبي

طبيبة

في حين أن الإكزيما هي حالة جلدية شائعة يمكن أن تؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، إلا أنها قد تكون صعبة بشكل خاص عندما يتم تشخيص طفلك بها. بصفتك الوالد أو مقدم الرعاية لطفل مصاب بالإكزيما، فأنت تعلم الإحباط الذي يسببه هذا، ليس فقط للطفل، ولكن أيضًا لمشاهدته يعاني ويشعر بالعجز عن فعل أي شيء للتخفيف من انزعاجه. تراكم الحكة، والنوم المضطرب، والخدش المستمر، والتهيج، وعدم الراحة، والقلق بشأن إزعاج الأطفال الآخرين له في المدرسة؛ كل ذلك يكون له آثاره النفسية عليه. في هذه المقالة، نشارك بعض الأساليب التي يمكنك اتباعها للمساعدة في الرعاية بطفلك وإعدادكما للتعامل مع الإكزيما بشكل أفضل.


1- العناية ببشرة طفلك

اختر منظفًا لطيفًا للاستحمام خالٍ من الرائحة ولا يحتوي على صابون لتقليل تهيج جلد طفلك. اقرأ الملصقات الخاصة بالمنظفات للبحث عن تلك المصممة خصيصًا للإكزيما أو اطلب من طبيبك أن يوصي بمنظف موثوق. تجنب الاستحمام لفترات طويلة أو النقع في حوض الاستحمام، وتجنب المنتجات ذات العطور والبارابين والإضافات المتعددة لطفلك.  


2- الترطيب بكميات وفيرة

مفتاح السيطرة على الإكزيما هو الحفاظ على ترطيب الجلد بالكامل، وهذا يعني تطبيق مرطب خالٍ من العطور وخالٍ من الإضافات وأن يكون مصممًا لعلاج الإكزيما. يوضع المرطب حسب الحاجة، على الأقل مرتين في اليوم. ويجب أن يتم الترطيب مباشرة بعد الاستحمام لأن المياه تجفف الجلد. وقت آخر مناسب للترطيب هو قبل وقت النوم مباشرة حتى يظل الجلد رطباً وليساعد على تقليل الحكة أثناء النوم. إذا لم تكن متأكدًا مما إذا كنت تستخدم كمية كافية، فيجب ألا يستمر الأنبوب العادي أكثر من أسبوعين. 


3- تجنُب المنتجات المهيجة للبشرة

قد تؤدي المنتجات التي تحتوي على العطور والمساحيق والمواد المضافة إلى زيادة تهيج بشرة طفلك، لذا اقرأ جميع الملصقات بعناية لتجنب وضع مثل هذه المنتجات على بشرة طفلك.


4- التعامل مع الالتهابات الجلدية

تعد الالتهابات الجلدية التي تسببها المكورات العنقودية الذهبية شائعة عند الأطفال المصابين بالإكزيما التي لا يمكن السيطرة عليها بشكل جيد. وذلك لأن الخدش يكسر حاجز الجلد ويسمح للبكتيريا بالدخول أحيانًا حتى في مجرى الدم. في بعض الحالات، قد يحتاج طفلك إلى دورة قصيرة من المضادات الحيوية. لمنع مثل هذه الالتهابات الجلدية، استخدم الغسول المطهر خلال فترات الإكزيما الشديدة. تساعد هذه الغسولات على تقليل كمية البكتيريا الموجودة على الجلد وتقليل الالتهاب. نظرًا لأن هذه الغسولات تميل إلى تجفيف الجلد، فاحرص على وضع المرطب بحرية بعد ذلك أيضًا. هناك أيضاً علاج آخر مطهر لطفلك وممتعًا جدًا له، وهو جلسة في حمام السباحة. يساعد الكورين الموجود في الماء في الحفاظ على نظافة الجلد. بعد السباحة، اغسل الكلور الزائد من على بشرة طفلك ورطبها بوفرة، واجعل طفلك يستحم فورًا بعد ذلك ورطب بشرته بشكل متدفق.


5- استخدام الستيرويدات عند الحاجة

يجب أن تهدف للسيطرة على إكزيما طفلك حتى لا تضطر إلى الاعتماد على المنشطات. ومع ذلك، في بعض الأحيان، قد يوصي طبيبك بدورة قصيرة من كريمات الستيرويد للسيطرة على الحالة. نظرًا لأن الاستخدام المطول أو غير الصحيح لهذه الكريمات يمكن أن يسبب احمرار في الجلد وترققه، فاتبع دائمًا نصائح الطبيب وإرشاداته.


6-اختيار الملابس المناسبة

اختر ملابس قطنية لطفلك وتجنب المواد الاصطناعية لأنها لا تسمح للجلد بالتنفس وتسبب التعرق والتهيج. اغسل الملابس الجديدة قبل الاستخدام لتقليل محتوى المواد الكيميائية المضافة أثناء عملية التصنيع. استخدم منظفات معتدلة ولطيفة على البشرة.


7- اتباع التغذية الصحيحة

يعاني ما يصل إلى ثلث الرضع والأطفال الصغار من بعض أشكال الحساسية الغذائية التي يمكن أن تؤدي إلى اندلاع الإكزيما، ولكن من غير المحتمل أن يحدث هذا مع تقدم الطفل في السن. إذا كنت تشك في وجود حساسية عند طفلك تجاه طعام محدد، فمن المهم استشارة أخصائي الحساسية الذي قد يقوم بإجراء اختبار وخز الجلد أو فحص الدم إذا كان هناك اشتباه سريري بحساسية الطعام. تجنب إزالة العديد من الأطعمة من نظام طفلك الغذائي دون استشارة طبيب لأن خلال استبعاد الأطعمة المتعددة من النظام الغذائي لطفلك، فإنك تخاطر بالتأثير على تغذيته وقد ينتهي به الأمر بعدم الحصول على نظام غذائي متوازن.

عند الأطفال الصغار، لا يُنصح بوضع الكريمات أو المستحضرات التي تحتوي على مكونات من الدرجة الغذائية مثل الشوفان وجوز الهند وما إلى ذلك على الجلد حيث توجد أدلة متزايدة على أن التطبيق الموضعي لمكونات غذائية قبل التعرض الغذائي الفموي يمكن أن يؤدي إلى تطوير الحساسية الغذائية الحقيقية. على العكس من ذلك، قد يساعد الإدخال الفموي المبكر للأطعمة في عمر ٦-٤ أشهر في تقليل تطور الحساسية الغذائية لدى الأطفال المصابين بالإكزيما. سيتمكن أخصائي الحساسية الخاص بك من المساعدة في إرشادك في عملية الفطام هذه.

عند الأطفال الأكبر سنًا، قد تؤدي حساسية عث غبار المنزل إلى إثارة الأكزيما. اتخذ الاحتياطات اللازمة لتقليل حمل عث الغبار في المنزل عن طريق الحفاظ على نظافة البيت. استخدم أغطية مضادة للغبار أو اغسل الفراش بالماء الساخن مرة كل أسبوعين أو أكثر. نظرًا لأن عث الغبار يزدهر في البيئات الداخلية، اسمح لطفلك أن يكون له أسلوب حياة نشط في الهواء الطلق حيث سيؤدي ذلك أيضًا إلى تقليل تعرضه لعث الغبار.


8- استخدام الفيتامينات

هناك بعض الأدلة على أن مكملات فيتامين (د) وفيتامين (هـ) لدى الأطفال المصابين بالإكزيما قد تساعد في تقليل مدى وشدة الأكزيما. وقد ثبت أن لهذه الفيتامينات خصائص مضادة للالتهابات ويمكن أن يكون لها آثار إيجابية على سلامة حاجز الجلد المصاب بالأكزيما. الأطفال الذين يعانون من نقص فيتامين (د) معرضون لخطر الإصابة بإكزيما أكثر حدة.


9- إدارة الأنشطة المدرسية والرياضية

لا ينبغي أن تؤثر الإكزيما على استمتاع طفلك بالمدرسة ولا ينبغي إخضاعه لمعاملة خاصة. لذلك، يجب تشجيع طفلك بشكل كامل على المشاركة في الأنشطة الرياضية. فقط تأكد من أن المدرسين يعرفون أن طفلك يجب أن يستحم أو يستخدم منشفة مبللة لمسح العرق فورًا بعد انتهاءه من أي نشاط لأن العرق الزائد قد يسبب تهيجًا في الجلد. اجعل المدرسين يدركون روتين التنظيف والترطيب اللازم وأنه يجب السماح لطفلك بالتغيير إلى ملابس جافة وجديدة. إذا تسببت حالة جلد طفلك في أي تنمر أو مضايقة له من زملائه، فقم بإخبار المعلم المسئول الذي يتمتع بخبرة في التعامل مع الموقف وتوجيه الأطفال.


10- حماية الجلد أثناء التنزه

 رتب للخروج لأوقات أكثر برودة وأقل رطوبة في اليوم لتقليل التعرق لدى طفلك. استخدم واقي للشمس مناسب للأطفال المصابين بالإكزيما. قد ترغب في إجراء "اختبار التصحيح" للمنتجات الجديدة قبل استخدامها، عن طريق وضعها على منطقة صغيرة من الجلد للتحقق مما إذا كانت تهيج بشرة طفلك.


11- التخطيط للرحلات الخارجية

نظرًا لأن التعرق يمكن أن يهيج الجلد الملتهب بالإكزيما، فكر في المناخ الأكثر اعتدالًا لقضاء عطلتك. إذا كنت تسافر إلى بلدان استوائية، فامنح فترات راحة متكررة لمسح عرق طفلك وتغييره لملابس جديدة. تأكد من أنك تحزم في شنطة طفلك ملابس نظيفة ومرطبًا يكفيه طوال الرحلة. قم بتطبيق المرطب بشكل متكرر أثناء الرحلات الجوية الطويلة للحفاظ على رطوبة جلد طفلك.

 

12- تعزيز احترام طفلك لذاته

عزز احترام طفلك لذاته من خلال تعزيز نقاط قوته باستمرار ومساعدته على إدراك أنه لا ينبغي الحكم عليه من خلال حالة بشرته أو أي مظهر جسدي آخر. اعمل مع طفلك لبناء استراتيجيات مقبولة للتعامل مع مضايقة الآخرين له أو التنمر عليه. ومن المهم عدم زيادة وصم الإكزيما عن طريق كبح أنشطة طفلك أو منعه من الانضمام إلى أقرانه. من المعروف أن الإجهاد النفسي يلعب دورًا في زيادة الأكزيما. ترقب أي ضغوط في المنزل أو المدرسة يمكن أن يكون لها تأثير على الصحة العقلية لطفلك والتصرف مبكرًا لمساعدة طفلك على التأقلم معها.


إذا أظهر طفلك أي علامات تدل على مزاج متدني أو اكتئاب مستمر، أبلغ طبيبك بذلك. قد يستفيد بعض الأطفال من رؤية أخصائي مثل طبيب نفسي أو معالج لمساعدتهم على التعامل مع هذه المشكلات بشكل أفضل. على الرغم من أن التغييرات في نمط الحياة يمكن أن تساعد في التحكم بشكل أفضل في الإكزيما، فمن المهم ألا يقوم الآباء بإجراء الكثير من التغييرات مرة واحدة. استشر طبيب الأطفال قبل إجراء أي تغييرات مهمة في نمط حياته.

في الأخبار