
من المعروف أن النشاط البدني يعزز الطاقة، وذلك لأن التمارين تزيد من معدل ضربات القلب وتدفق الدم، مما يجعلك تشعر بالاستيقاظ والنشاط. إنها واحدة من الفوائد العديدة لممارسة التمارين. ومع ذلك، من الممكن أيضًا أن تشعر بالتعب بعد التمرين، هذا أمر شائع بشكل خاص بعد التدريبات عالية الكثافة. فبعد كل شيء، يتطلب النشاط البدني الكثير من الطاقة والقدرة على التحمل. إذا كنت تشعر بالتعب بعد التمرين، فقد ترغب في أخذ قيلولة. وفي هذه المقالة، سنناقش إيجابيات وسلبيات القيلولة بعد التمرين، إلى جانب نصائح للقيام بذلك بشكل صحيح.
هل أخذ قيلولة بعد التمرين أمرًا طبيعيًا؟
بشكل عام، لا يعد الشعور بالنعاس بعد التمرين سببًا يدعو للقلق. فمن الطبيعي أن تشعر بالتعب بعد بذل مجهود بدني. وهذا يحدث أكثر بعد التدريبات الكثيفة. على سبيل المثال، يمكنك توقع انخفاض مستويات طاقتك بعد فترة تدريب طويلة أو عالية الكثافة.
من ناحية أخرى، فإن التمارين الخفيفة، مثل المشي بوتيرة بطيئة ربما لن تجعلك متعبًا. فبعد كل شئ، كل شخص مختلف. بالرغم من ذلك. تعتمد طاقتك بعد التمرين على العديد من العوامل، بما في ذلك:
-
مستوى لياقتك
-
حميتك الغذائية
-
مستوى الماء في جسمك
-
نوع التمرين
-
مدة وشدة وتكرار التمرين
-
حالتك الصحية العامة
-
عدد ساعات وجودة النوم التي حصلت عليها في الليلة السابقة للتمرين
لماذا تشعر بالحاجة إلى أخذ قيلولة بعد التمرين؟
سبب النعاس بعد التمرين هو استجابة الجسم الطبيعية للراحة بعد بذل نشاط بدني. فعندما تمارس الرياضة، تنقبض عضلات جسمك بشكل متكرر. وفي تلك الأثناء يتم استخدام ثلاثي فوسفات الأدينوسين، وهو جزئ يوفر الطاقة لخلايا الجسم. تنخفض مستويات ثلاثي فوسفات الأدينوسين لديك أثناء متابعة التمرين، والذي بدوره يقلل من قدرة العضلات على العمل، مما يؤدي إلى إرهاق العضلات.
يلعب الجهاز العصبي المركزي دورًا أيضًا. أثناء التمرين، يطلق الجهاز العصبي المركزي بشكل متكرر إشارات لتنشيط عضلاتك. بالإضافة إلى ذلك، تزيد التمارين من الناقلات العصبية المختلفة، بما في ذلك الدوبامين والسيروتونين. وبعد التمرين، تقلل هذه التغييرات من قدرة الجهاز العصبي المركزي على تنشيط عضلاتك، مما يؤدي إلى الشعور بالتعب. نتيجة لذلك، قد تريد أن تأخذ قيلولة بعد انتهاء التمرين.
الإيجابيات والسلبيات
إذا كنت تفكر في أخذ قيلولة بعد التمرين، فيجب عليك التفكير في الإيجابيات والسلبيات المحتملة:
إيجابيات أخذ قيلولة بعد التمرين
- الإستشفاء العضلي: أخذ قيلولة بعد التمرين يمكن أن يدعم استشفاء العضلات. فعندما تنام، تطلق الغدة النخامية هرمون النمو. وتحتاج عضلاتك إلى هذا الهرمون لإصلاح وبناء الأنسجة، والذي بدوره يعد أمرًا ضروريًا لنمو العضلات، والأداء الرياضي، وجني فوائد النشاط البدني المبذول.
- تحسين النوم: الحرمان من النوم يعيق استشفاء العضلات. كما أنه يبطئ الوظيفة الإدراكية، ويضعف جهاز المناعة، مما يساهم في ضعف الأداء الرياضي. من خلال أخذ قيلولة، يمكنك تقليل آثار الحرمان من النوم عن طريق الحصول على مزيد من الراحة.
- تقليل الإجهاد الجسدي: الشعور بالنعاس بعد ممارسة الرياضة هو علامة على إرهاق العضلات. وبما أن القيلولة تشجع على استشفاء العضلات، فإنها تقلل من التعب. وهذا بدوره يمكن أن يسهل التعامل مع الالتزامات الأخرى في حياتك خلال بقية اليوم.
- زيادة اليقظة الذهنية: وبالمثل، فإن أخذ قيلولة بعد التمرين يمكن أن يمنحك دفعة من الطاقة العقلية. فإذا كنت تستيقظ مبكرًا لممارسة التمرين، فقد تساعدك القيلولة على تقليل شعورك بالتعب.
سلبيات أخذ قيلولة بعد التمرين
- جودة القيلولة ضعيفة: تزيد ممارسة الرياضة من الإندورفين ودرجة حرارة الجسم. يمكن لهذه التغييرات أن تبقي الدماغ والجسم مستيقظين. لهذا السبب يتجنب بعض الناس ممارسة التمارين قبل النوم مباشرة. لذلك، حتى إذا كنت تريد أخذ قيلولة، فقد يكون من الصعب الحصول على قسط من الراحة.
- زيادة الإحساس بخمول النوم: إذا كنت تأخذ قيلولة طويلة، فقد تدخل في مراحل نوم أعمق. مما سيشعرك بالارتباك عند الاستيقاظ. ويمكن أن يستمر هذا الشعور، المعروف باسم خمول النوم، لمدة تصل إلى 30 دقيقة.
- اضطراب النوم ليلًا: على الرغم من أن القيلولة يمكن أن تقلل من حرمانك من النوم، إلا أنها يمكن أن تؤثر سلبًا على النوم أثناء الليل. قد تواجه صعوبة في النوم في وقت لاحق ليلًا. بالإضافة إلى ذلك، إذا كنت تعاني من اضطراب في النوم، فقد تؤدي القيلولة إلى تفاقم الأعراض. تحدث إلى طبيبك إذا كنت تشعر بالحاجة إلى أخذ قيلولة بانتظام.
ما المدة التي يجب أن تستغرقها القيلولة؟
قلل مدة قيلولتك إلى 20 دقيقة. تجنب أخذ القيلولة لمدة تصل إلى 60 دقيقة. فقد تدخل في نوم عميق وتستيقظ مع حالة الجمود في النوم. إذا كنت تشعر بالتعب بعد التمرين المسائي، فقد يستحق ذلك الذهاب إلى الفراش مبكرًا بدلاً من أخذ قيلولة. تأكد فقط من ترطيب جسمك وتناول وجبة ما بعد التمرين أولاً.
نصائح أخرى
لتحقيق أقصى استفادة من قيلولة ما بعد التمرين، ضع هذه النصائح في الاعتبار:
- اختر الوقت المناسب: من الجيد تجنب القيلولة في وقت لاحق من اليوم. حاول أخذ القيلولة قبل الساعة 9 مساءًا. إذا غفوت في وقت متأخر من اليوم، فقد لا تتمكن من النوم ليلاً.
- قم بتمارين الإطالة: قم بإطالة عضلاتك قبل القيلولة إن لم تكن قد فعلت ذلك. سيساعد ذلك على تقليل إجهاد العضلات وتيبسها عند الاستيقاظ.
- الترطيب أولًا: من المهم شرب الماء بعد التمرين. تأكد من الترطيب قبل أخذ القيلولة. وبعد الاستيقاظ، استمر في شرب الماء لترطيب جسمك.
- حافظ على برودة غرفة النوم: بشكل عام، من المريح أكثر النوم في غرفة أكثر برودة. اضبط درجة حرارة الغرفة بين 60 إلى 67 درجة فهرنهايت.
- قلل الضوضاء: عندما يكون بقية العالم مستيقظًا، قد يكون من الصعب أخذ قيلولة هادئة. يمكن أن تساعد المروحة أو مكيف الهواء أو سدادات الأذن في حجب الضوضاء الخارجية.
- تعتيم الغرفة: جرب ارتداء قناع النوم أو غلق الستائر جيدًا. سيقلل ذلك من تعرضك للضوء الساطع، مما يسهل الحصول على راحة عالية الجودة. إذا كنت تخطط لجعل القيلولة جزءًا من روتينك اليومي، فكر في الاستثمار في ستائر تعتيم عالية الجودة.
- قم بإعطاء الأولوية للنوم ليلًا: القيلولة ليست بديلاً للنوم الليلي. اجعل النوم ليلًا أولوية للحصول على قسط كافٍ من النوم والراحة، حتى إذا غفوت أثناء النهار.
متى تحتاج أن تتحدث مع طبيبك؟
انتبه لما تشعر به بعد التمرين. تحدث إلى طبيبك إذا كنت:
-
تشعر بالنعاس الشديد بعد كل تمرين.
-
تجد صعوبة في الاستيقاظ من القيلولة القصيرة.
-
غير قادر على أخذ القيلولة على الرغم من أنك متعب.
قد تشير هذه الأعراض إلى حالة طبية لا علاقة لها بالنشاط البدني. ضع في اعتبارك التحدث إلى مدرب بدني أيضًا. يمكنه تقييم روتينك الحالي وتحديد ما إذا كان مناسبًا لمستوى لياقتك.
من الشائع أن تتعب بعد التمرين الطويل أو الصعب. بشكل عام، يحدث هذا لأن طاقة عضلاتك تنفد، مما يجعلك تشعر بالتعب. القيلولة يمكن أن تساعد في تسهيل استشفاء العضلات وتمنحك دفعة جديدة من الطاقة. قلل القيلولة لمدة 20 دقيقة لتتجنب الشعور بالإرهاق، وتجنب أخذ القيلولة بالقرب من وقت النوم، مما قد يعطل نومك في الليل. وبشكل عام، يجب أن يحسن التمرين مستويات طاقتك. تحدث إلى طبيبك إذا كنت تشعر باستمرار بالتعب بعد التمرين.