ضيق التنفس الحاد والمزمن: الأعراض، والأسباب، والتشخيص، والعلاج

الدكتورة هبه الزعبي

الدكتورة هبه الزعبي

طبيبة

يعد ضيق التنفس من الأعراض الشائعة التي تدفع الأشخاص إلى زيارة الطبيب. قد تظهر هذه الأعراض بسرعة أو تظهر ببطء شديد بحيث لا يتم التعرف عليها في البداية. إذا كنت تعاني من ضيق في التنفس، فهذا لا يعني بالضرورة أن تقلق بشأن سرطان الرئة أو حالات خطيرة مثل أمراض القلب. هناك أسباب عديدة لضيق التنفس. ومع ذلك، نظرًا لأنه غالبًا ما يتم تجاهل الأسباب الأقل شيوعًا لضيق التنفس، فمن المهم تحديد موعد مع طبيبك لتحديد السبب.

الأعراض

ليس لدينا تعريف واضح لضيق التنفس، لكن معظم الناس يصفون هذه الأعراض على أنها إحساس شخصي بصعوبة التنفس. قد يكون لديك شعور بعدم القدرة على الحصول على ما يكفي من الهواء أو أن التنفس يتطلب مجهودًا أكبر من المعتاد. يصف بعض الناس أيضًا إحساسًا بضيق في الصدر. يمكن أن يحدث ضيق التنفس بشكل حاد في غضون دقائق أو ساعات، أو بشكل مزمن على مدار أيام، أو أسابيع، أو شهور، أو حتى سنوات.

متى ترى الطبيب؟

قد يكون من الصعب أحيانًا معرفة مدى خطورة ضيق التنفس لديك، وهنا يكون من المهم أن تتماشى مع حدسك. في الواقع، في بعض الأحيان، يمكن أن يكون ضيق التنفس الأكثر شدة شيئًا حميدًا، مثل فرط التنفس أو نوبة الهلع، ولكن يمكن أن تكون هناك أعراض أخرى مرتبطة بأسباب خطيرة للغاية، مثل:


  • ألم في الصدر
  • أصابعك وشفتيك مائلة للزُرقة
  • تورم أو شعور بالامتلاء في حلقك وشفتيك
  •  دوار
  • عدم القدرة على الكلام بسبب صعوبة التنفس
  • تفاقم في الأعراض
  •  سعال مصحوب بدم

يعتبر معدل التنفس الطبيعي لدى البالغين ما بين ١٢ و ٢٠ نفسًا في الدقيقة أثناء الراحة للبالغين، ويختلف حسب العمر. من المهم ملاحظة أنك قد تشعر بضيق في التنفس مع معدل تنفسك الطبيعي، والعكس صحيح أيضًا. فقد يكون لديك معدل تنفس غير طبيعي، ولكن لا تلاحظ أي صعوبة في التنفس. يُعد التنفس من أهم العلامات الحيوية التي لا يعطيها الكثير منّا أهمية؛ في حين أنها يمكن أن تُطهر لطبيبك في بعض الأحيان معلومات عن حالتك المرضية أو خطورتها أكثر من ضغط الدم أو النبض.

الأسباب

عند ٨٥٪؜ من الناس، الحالات المتعلقة بالقلب والرئتين هي المسؤولة عن ضيق التنفس. على الرغم من أن معظمنا يفكر في رئتينا أولاً إذا شعرنا بضيق في التنفس، إلا أنه يجب مراعاة حالات القلب بعناية. الدراسة التي نظرت إلى الأشخاص الذين يعانون من ضيق في التنفس باعتباره العرض الوحيد لأمراض القلب، لديهم نسبة خطورة أكبر من أولئك الذين يعانون من ألم في الصدر. تتضمن بعض الأسباب الأكثر شيوعًا ما يلي:


  • الربو
  •  مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)
  •  نوبة قلبية
  • الانصمام الرئوي (جلطة دموية تنفصل عن جلطة دموية أخرى (تجلط الأوردة العميقة) في الساقين أو الحوض، وتنتقل إلى الرئتين)
  • التهابات مثل التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي
  •  فشل القلب الاحتقاني
  •  استرواح الصدر (انهيار الرئة) 

تشمل الأسباب الشائعة الأخرى:


  • التدخين
  •  فقر الدم (مع فقر الدم قد تلاحظ أيضًا الإرهاق، وشحوب الجلد، والدوار)
  • أمراض الغدة الدرقية (قد يتسبب كل من فرط نشاط الغدة الدرقية وقصور الغدة الدرقية في ضيق التنفس) 

قد تشمل الأسباب الأقل شيوعًا ولكنها مهمة لضيق التنفس ما يلي:


  • الأورام الحميدة والخبيثة (بما في ذلك سرطان الرئة)
  •  نوبات القلق والذعر
  • مشاكل في صمام القلب
  • ارتجاع في المريء
  •  الحساسية المفرطة
  •  الأمراض العصبية مثل التصلب المتعدد
  •  أمراض الرئة الأخرى مثل الساركويد وتوسع القصبات
  •  قلة ممارسة التمارين الرياضية بانتظام (قبل استبعاد ضيق التنفس على أنه ناتج عن قلة النشاط، تحدث إلى طبيبك)


زيارة الطبيب 


من المهم تحديد موعد لرؤية طبيبك إذا أصبت بضيق في التنفس، حتى إذا كنت تعتقد أن هناك سببًا واضحًا للأعراض. عندما تزور طبيبك، فسوف يقوم بفحص بدني كامل. تتضمن بعض الأسئلة التي قد يطرحها الطبيب عليك ما يلي:


  • متى شعرت بضيق التنفس لأول مرة وكيف بدأ؟
  • هل تظهر أعراضك أثناء الراحة أم مع النشاط فقط؟ 
  •  إذا شعرت بضيق في التنفس أثناء النشاط فقط، فما الأنشطة التي يبدو أنها تسبب أعراضك؟
  •  هل تشعر بانقطاع النفس عند الجلوس أو الاستلقاء؟
  •  هل تعاني من أي أعراض أخرى مثل ألم الصدر، والسعال، والصفير عند التنفس، والحمى، وألم الساق، أو فقدان الوزن غير المبرر، أو التعب؟
  •  هل لديك تاريخ شخصي أو عائلي لأي مشاكل في القلب أو الرئة؟
  •  هل سبق لك أن دخنت؟ إذا كان الأمر كذلك، إلى متى؟
  •  هل سافرت مؤخرًا بالسيارة أو بالطائرة؟

ستعتمد الاختبارات التي سيوصي بها طبيبك على الأعراض الخاصة بك والنتائج الجسدية، ولكنها قد تشمل عادة:


  • قياس التأكسج النبضي، وهو اختبار يتم إجراؤه عن طريق وضع مشبك على إصبعك أو شحمة الأذن لتقدير كمية الأكسجين في الدم.
  • مخطط كهربية القلب (EKG) للبحث عن علامات النوبة القلبية أو عدم انتظام ضربات القلب.
  • تصوير الصدر بالأشعة السينية للبحث عن العدوى أو النمو في رئتيك (ضع في اعتبارك أن الأشعة السينية للصدر يمكن ألا تُظهر سرطان الرئة في المراحل المبكرة)
  • اختبارات الدم للبحث عن فقر الدم أو أسباب أخرى
  • اختبارات وظائف الرئة للبحث عن الربو، أو انتفاخ الرئة، أو حالات الرئة الأخرى 

قد تشمل الاختبارات الأخرى:

  • فحص بالتصوير المقطعي المحوسب (CT) لصدرك
  •  مخطط صدى القلب (هذا فحص بالموجات فوق الصوتية لقلبك للبحث عن مشاكل في صمامات قلبك، ومدى قوة قلبك أو إذا كان لديك أي مناطق تالفة في القلب)
  • تنظير القصبات (تنظير القصبات عبارة عن أنبوب مرن يتم إدخاله عبر فمك وصولاً إلى الشعب الهوائية للبحث عن الأورام أو الجسم الغريب)

ضيق التنفس ومرض الانسداد الرئوي المزمن

بالنسبة لأولئك الذين يعانون من مرض الانسداد الرئوي المزمن، فإن ضيق التنفس شائع جدًا ويمكن أن توفر درجة ضيق التنفس لديك الكثير من المعلومات حول شدة مرضك أو تفاقمه. للقيام بذلك، غالبًا ما يستخدم الأطباء ما يسمى بمقياس ضيق التنفس التابع لمجلس البحوث الطبية.


سيعتمد علاج ضيق التنفس على السبب، لكن الخطوة الأولى والأكثر أهمية هي التأكد من حصولك على ما يكفي من الهواء لتزويد رئتيك بالأكسجين الذي تحتاجه. وإذا تفاقمت حالتك، فيجب عليك التوجه إلى الطبيب. فإلى جانب اكتشاف سبب ضيق التنفس، سيتمكن الطبيب أيضًا من توفير الأكسجين الإضافي لمساعدتك على التنفس بشكل أسهل وتقديم العلاج المناسب لك.

في الأخبار