
منذ اللحظة الأولى، عند سماع خبر الحمل السعيد، تصبح مشاعر الأم والأب متناقضة، حيث أن على الرغم من أنه قد يكون من أسعد الأخبار التي يتلقاها أي زوج وزوجة، إلا أنه قد يسبب القلق والضغط لديهما، وهذا طبيعي، حيث التفكير في كل شيء يخص الطفل، بداية من صحته داخل رحم الأم إلى كل الأشياء التي سوف يحتاجها عندما يأتي إلى عالمنا، قد يجعل الأم والأب في حالة من القلق الدائم جراء سعيهم الدائم المستميت لتلبية تلك الاحتياجات التي مع انعدامها قد يحدث الكثير من المتاعب.
وعند التفكير في صحة الطفل داخل بطن والدته، يصبح الشغل الشاغل للأم هو أن تلتزم بكل توصيات الطبيب، من تناول الأطعمة الصحية والمكملات الغذائية إلى الالتزام بحضور كل جلسات المتابعة. ومن أهم الأمور التي تسأل فيها الأمهات الطبيب هو حجم ووزن الطفل. في بعض الأحيان قد يولد الجنين أصغر حجمًا من المتوسط المحدد وفقًا لمخططات الولادة. بشكل عام، في الأسبوع الثاني والثلاثين من الحمل، يفحص الطبيب الأم ليتأكد من أن وزن جنينها يتناسب مع متوسط الوزن المتعارف عليه. من المفترض أن يصل وزن الجنين في هذا الأسبوع إلى 1702 جرام، إذا وجد الطبيب أنه يقل عن 10% من هذا الوزن، ستعتبر هذه مشكلة.
ولأن هناك العديد من العوامل التي قد تساهم في أن يولد جنينك أصغر حجمًا من الطبيعي، قد جئنا بهذه المقالة لنعرض لك العديد من الأسباب المساهمة في حدوث ذلك.
ملاحظة: وزن الطفل الطبيعي يكون ما بين 2 كيلو ونصف إلى 4 كيلو عند الولادة.
إليكم بعض الأسباب وراء صغر حجم الجنين عند الولادة:
-
جنين مولود قبل الأوان
من الممكن أن يكون السبب وراء ولادة الطفل أصغر حجمًا هو ولادته قبل الأوان، قبل إكمال فترة الحمل البالغة 37 أسبوعًا. لا يوجد سببًا واضحًا وراء ولادة الطفل قبل أوانه، ولكن الأسباب الأكثر شيوعًا هو أن الأم تعاني من مشاكل صحية مثل الالتهابات (عدوى المثانة، أو الحصبة الألمانية، أو مرض الزهرى، أو فيروس نقص المناعة، إلخ،) أو أمراض الكلى، أو المشكلات المتعلقة بعدم كفاءة عنق الرحم. في بعض الأحيان تمزق الأغشية المبتسر (وهي حالة تتمثل في نزول ماء الأم من الكيس السلوي قبل ولادة الطفل بأكثر من ساعة) من الممكن أن يسبب ولادة الطفل قبل أن يكمل المدة الطبيعية داخل رحم والدته.
-
سوء التغذية
بالتأكيد تؤثر عادات الأم الغذائية في صحة الطفل المناعية وفي وزنه عند الولادة. فإذا لم تلتزم الأم بنظام غذائي صحي محدد أثناء فترة الحمل، فلن يتلقى الطفل المغذيات اللازمة كي ينمو بشكل صحي وسليم، وهذا يعني أن وزنه سيتأثر بالسلب كنتيجة لذلك. لذا على كل حامل أن تهتم بتناول كل الطعام الذي ينصح به الطبيب، وأن تولي اهتمامًا لكل ما ينقصها من عناصر غذائية حتى لا تؤثر على صحة جنينها بشكل مباشر.

-
عوامل وراثية
إذا كان أحد أو كلا الوالدين لديهم جسم صغير، فهناك احتمال كبير أن يولد الطفل بحجم أصغر من الطبيعي. العامل الوراثي يلعب دورًا كبيرًا في هذا الأمر. وينطبق الشيء نفسه على ولادة الأطفال ذات الأوزان والأحجام الكبيرة، فالأطفال تميل إلى أن تكون في نفس نطاق وزن والديهم. على سبيل المثال، إذا كان وزنك عند ولادتك 4 كيلو، فمن غير المحتمل أن تأتي بطفل وزنه 2 كيلو ونصف.
-
ضغط الدم وأمراض القلب
إذا كانت الوالدة تعاني من أي مشاكل في القلب أو ارتفاع في ضغط الدم، من المحتمل أن يقل إمداد الطفل بالأكسجين والمغذيات المطلوبة. حتى أن في بعض الحالات قد يسبب هذا للأم حالة صحية خطيرة تُعرف باسم مقدمات الارتجاع، وهي حالة تحدث أثناء الحمل، وتتلخص في ارتفاع ضغط الدم، ونزول بروتين في البول (الذي يرتبط بمشاكل في الكلى وانخفاض أعداد الصفائح الدموية،) وحدوث انتفاخ في الوجه، واليدين، والقدمين، وهذه الحالة إذا لم تعالج، قد تسبب تشنجات وفقدان الوعي، ومن ثم من الممكن أن تصل إلى الغيبوبة والموت، لا قدر الله. ومن الممكن أن تسبب هذه الحالة ولادة الطفل بحجم صغير عن المعتاد. وهناك بعض الدراسات أثبتت أن من الممكن أن يعانوا هؤلاء الأطفال من ارتفاع ضغط الدم عندما يصبحوا بالغين.
-
الحمل في أكثر من طفل واحد

إذا كنت حاملًا في أكثر من طفل واحد، فهناك فرصة كبيرة أن يولدوا بحجم صغير. حيث أن ليس هناك أي مساحة لهم كي ينمون بشكل طبيعي وصحي. ولكن، لا تقلقي، إذا لم يعانوا من أي أمراض أو مضاعفات صحية بعد ولادتهم، ففي الأغلب، سيكبرون في الحجم ليصلوا إلى الوزن الطبيعي حسب عمرهم.
من الممكن أن طفلك يولد بحجم صغير عن الحجم الطبيعي بسبب مشاكل في قلبك أو ارتفاع ضغط الدم، أو عوامل وراثية، أو سوء التغذية، أو ولادته قبل الأوان، أو حملك في أكثر من طفل واحد. لا تقلقي، فإذا ولد طفلك بوزن أقل من الطبيعي وحدث له أي مضاعفات أو مشاكل صحية نتيجة لذلك، فيمكن معالجتها بالتدخل الطبي الفوري. ولكن، بصرف النظر عن ذلك، لا تدعي الأمر يشغل تفكيرك الآن أثناء الحمل ويسبب لك القلق الدائم، إذا لم يبلغك طبيبك بأي مشكلة يعاني منها طفلك، فكل ما عليكِ هو أن تهتمين بتغذيتك من خلال نظام غذائي متوازن، وبهذا ستساعدين طفلك عن طريق تهيئة وخلق البيئة المثلى له لنمو وتطور سليم، لا يحفه أي مخاطر.
فقط تحدثي مع طبيبك إذا شعرت بأي مخاوف تخص عادات لديك قد تكون خاطئة أو أي أعراض تشعرين بها، ولا تؤجلين أي شيء يسبب لكِ الازعاج المستمر، قد تحصلين على إجابة مُرضية، أو تنقذين نفسك من حالة خطيرة قد تعرضك أو تعرض طفلك للخطر.