
يبدو فقدان الوزن أثناء الحمل مقلقًا ولكنه شائع إلى حد ما. وفي بعض الأحيان، لا داعي للقلق من ذلك على الإطلاق، خاصًة إذا كان فقدان الوزن قصير الأجل وتتبعه زيادة الوزن الموصى بها. ومع ذلك، فإن فقدان الوزن أثناء الحمل مدعاة للقلق إذا كان بنسبة كبيرة، أو طويل الأمد، أو حدث بعد الأشهر الثلاثة الأولى. في هذه الحالات، قد تحتاجين إلى رعاية طبية ورؤية أخصائي تغذية. في هذه المقالة، ستكتشفين سبب حدوث فقدان الوزن أثناء الحمل، ومتى يجب القلق، وماذا تفعلين حيال ذلك.
في بداية الحمل، يكون الطفل صغيرًا جدًا ولا يحتاج إلا إلى الحد الأدنى من السعرات الحرارية والغذائية التي تأكلينها. لذا، فإن القليل من فقدان الوزن غير المقصود في هذه الفترة (عادًة ما يكون مرتبطًا بغثيان الصباح) لن يؤثر سلبًا على نمو طفلك. عادًة ما يتم تعويض هذا الوزن بسرعة عندما يقل الغثيان وتعود الشهية بحلول الثلث الثاني من الحمل.
لماذا تعتبر زيادة الوزن مهمة أثناء الحمل؟
بعد الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، تصبح الزيادة التدريجية في الوزن أمرًا حيويًا لصحة الطفل، وكذلك لبناء مخازن الدهون الأساسية لإعداد جسم المرأة لدعم نمو الطفل، والمخاض، والولادة، والرضاعة الطبيعية. لذلك، ليس من الحكمة عادةً اتباع نظام غذائي شديد التقييد أو خفض السعرات الحرارية بشكل كبير لأن النمو الأمثل لطفلك يعتمد على استهلاك السعرات الحرارية والعناصر الغذائية الكافية منكِ.
غثيان الصباح
يمكن أن يؤدي الحمل إلى غثيان الصباح، وعدم القدرة على الحفاظ على الطعام في المعدة، أو تشجيع النساء على اتباع أنماط طعام صحية لخوفهم من زيادة الوزن. وكلاهما يمكن أن يؤدي إلى فقدان الوزن في وقت مبكر من الحمل. تشمل أعراض غثيان الصباح ما يلي:
- إعياء
- غثيان
- قلة الشهية
- الحساسية للروائح
- التقيؤ
لذلك، تواجه العديد من النساء الحوامل صعوبة في الحفاظ على أكل الطعام بانتظام، وهذا هو السبب في حدوث القليل من فقدان الوزن. ولكن طالما أنكِ لا تزالين تأكلين قليلاً ولا تفقدين أكثر من بضعة أرطال، فإن غثيان الصباح الخفيف إلى المعتدل أو العرضي ليس شيئًا يدعو للقلق. فعادًة، تتحسن هذه الأعراض بحلول الأسبوع الرابع عشر وتبدأ مرحلة زيادة الوزن.
التقيؤ الحملي
ومع ذلك، في بعض الأحيان يمكن أن يتطور غثيان الصباح إلى غثيان الصباح الشديد الأكثر خطورة المعروف باسم التقيؤ الحملي (HG). في هذه الحالة، تعاني النساء من فقدان الوزن بنسبة أكبر. على سبيل المثال، المرأة المصابة بهرمون النمو والتي تبدأ حملها بوزن ١٤٠ رطلاً، ستفقد حوالي ٧ أرطال أو أكثر. حيث يتميز التقيؤ الحملي بالغثيان الشديد والقيء المستمر، مما قد يؤدي إلى الجفاف الشديد وعدم القدرة على الحفاظ على الطعام في المعدة. نتيجة لذلك، هناك احتمال لفقدان الوزن الشديد.
خيارات العلاج
لا توجد طريقة لمنع التقيؤ الحملي، ولكن هناك طرق عديدة لعلاجه. قد تشمل: التدخلات الطبية بالأدوية، بالإضافة إلى حقن السوائل في الوريد لتعويض السوائل المفقودة. في الحالات القصوى، يكون الدعم الغذائي ضروريًا وقد يتطلب إجراءً جراحيًا. بالإضافة إلى ذلك، قد يوصى الطبيب بالراحة التامة في الفراش، وبالعلاجات العشبية، والعلاج بالابر.
أسباب أخرى لفقدان الوزن
إذا لم يكن غثيان الصباح هو السبب، فإن فقدان الوزن غير المتعمد أثناء الحمل، وخاصة فقدان الوزن المفاجئ، يمثل مصدر قلق ويجب أن يتم تقييمه من قِبَل الطبيب في أسرع وقت ممكن. وبالمثل، فإن فقدان الوزن بسبب التغييرات في النظام الغذائي واضطرابات الأكل ليس آمن ويجب مناقشته مع طبيبك الخاص. تتضمن بعض الأسباب المحتملة الأخرى لفقدان الوزن أثناء الحمل ما يلي:
- اضطرابات المناعة الذاتية
- السرطانات
- اضطرابات الأكل
- اختلال توازن الغدد الصماء
- أمراض الجهاز الهضمي
- الالتهابات
- الاضطرابات النفسية
- فرط نشاط الغدة الدرقية غير المنضبط
- مرض السكري غير المشخص
- أمراض مزمنة مثل: السكر أو الضغط
الأخطار المحتملة لفقدان الوزن
عادة ما يكون فقدان بضعة أرطال من الوزن مقبولاً في بداية الحمل. ومع ذلك، بشكل عام، ارتبط فقدان الوزن أثناء الحمل بزيادة خطر انخفاض الوزن عند الولادة والولادة المبكرة. ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، تحدث الولادة المبكرة عندما يولد الطفل مبكرًا جدًا، أي قبل اكتمال ٣٦ أسبوعًا من الحمل. قد يكون الأطفال الذين يعانون من انخفاض وزن الجسم عند الولادة والمبتسرين عرضة للإصابة بحالات صحية أو تشوهات أخرى لأن أجسامهم لم تكن لديها القدرة على النمو بشكل كامل.
كيفية اكتساب الوزن الكافي
يمكن أن يساعدك تناول وجبات صغيرة كثيفة العناصر الغذائية بشكل متكرر على تلبية احتياجاتك من السعرات الحرارية، حتى عندما تشعرين بالغثيان، لمنع فقدان الوزن. عندما لا تكونين على ما يرام، قد يكون من الصعب تحضير الوجبة والتخطيط بنفسك لما تأكلين. لذلك، إذا كانت هذه مشكلة بالنسبة لك، فاطلبي من شريكك أو أحد أفراد أسرتك أن يساعدك في تحضير وجباتك. وإذا كنت لا تزالين تواجهين صعوبة في اكتساب الوزن الكافي، أو إذا استمر فقدان الوزن، فربما من الأفضل أن تتابعي حالتك الصحية مع أخصائي تغذية.
حيث يمكن أن يوفر أخصائي التغذية خططًا غذائية بناءً على احتياجاتك من العناصر الغذائية والسعرات الحرارية. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون من المفيد علاج أي أعراض تتداخل مع تناولك للطعام. قد تشمل العلاجات تناول الأدوية المضادة للغثيان، أو الاكتئاب، أو مضادات الغدة الدرقية، حسب حالتك الخاصة.

يمكن أن يكون فقدان الوزن أثناء الحمل المبكر أمرًا شائعًا، ولكن، بصرف النظر عن فقدان الوزن الطفيف بسبب غثيان الصباح المنتظم، فإن فقدان الوزن الشديد الغير مقصود وعدم القدرة على زيادة الوزن يتطلب تقييمًا طبيًا. فإذا كان فقدان الوزن ناتجًا عن حالة جسدية، يمكن لطبيبك أن يعالجها لمنع فقدان الوزن في المستقبل وحماية صحتك وصحة طفلك. ويمكن أن يساعد التقييم من قِبَل أخصائي التغذية في التوجيه الغذائي والتخطيط للوجبات التي تحتاجينها. الأهم من ذلك، هو أن تركزين على الأكل الصحي والمغذي (وما يكفي منه)، بدلاً من التركيز على الرقم المكتوب في الميزان، واتركي متابعة وزنك على الميزان لطبيبك الخاص.