تعرفي على تقلبات النوم المختلفة أثناء الحمل

الدكتورة هبه الزعبي

الدكتورة هبه الزعبي

طبيبة

سواء كنتِ في الثلث الأول، أو الثاني، أو الثالث من الحمل، أو في بداية المخاض، يمكن أن يكون للحمل آثار عميقة على قدرتك على النوم. حيث أن التقلبات الهرمونية قد تُغير من طبيعة نوم المرأة الحامل. قد تتفاقم صعوبات النوم التي كانت موجودة مسبقًا، وقد تظهر مشاكل جديدة مع كل مرحلة من مراحل الحمل، مما يؤدي إلى ظهور تحديات جديدة.

تعرفي خلال هذه المقالة على كيفية النوم بشكل أفضل أثناء الحمل، بما في ذلك دور الهرمونات، والحلول الممكنة لمشاكل النوم، وأفضل الأوضاع لتخفيف آلام الظهر والأرق.

آثار الحمل على النوم

 

لا يمكن التقليل من الآثار الواسعة النطاق للحمل على النوم، حيث تحدث تغيرات في نوعية، وكمية، وطبيعة النوم ذاتها. وبالنسبة لأولئك الذين يعانون من اضطراب النوم الأساسي، قد تتفاقم هذه الحالات. علاوة على ذلك، هناك العديد من مشاكل النوم التي تظهر لأول مرة في الحياة أثناء الحمل. على الرغم من أن هذه المشكلات قد تبدأ بعد فترة وجيزة من الحمل، إلا أنها تزداد عادةً في وتيرتها ومدتها مع تقدم الحمل.

 

تلاحظ جميع النساء تقريبًا زيادة في معدل الاستيقاظ ليلًا، خاصةً خلال الثلث الثالث من الحمل. يمكن أن يكون هناك إرهاق جسدي، وتعديلات نفسية، وتغيرات هرمونية، وكلها يمكن أن تؤثر على النوم وتؤدي إلى النعاس المفرط أثناء النهار والتعب.

 

كيف تؤثر الهرمونات على النوم؟

 

كما يمكن أن تشهد أي امرأة حامل، هناك تغيرات هرمونية دراماتيكية تصاحب الحمل. تؤثر هذه التغييرات على العديد من جوانب الجسم والدماغ، بما في ذلك المزاج، والمظهر الجسدي، والتمثيل الغذائي. وتؤثر التغيرات الهرمونية أيضًا على نمط النوم أو جودة النوم. يعمل هرمون البروجسترون على إرخاء العضلات الملساء، وقد يساهم في كثرة التبول، وحرقة المعدة، واحتقان الأنف، وكلها تغيرات قد تكون مزعجة للنوم. كما أن هذا الهرمون يقلل من اليقظة أثناء الليل ومن مقدار نوم حركة العين السريعة (REM)، وهي مرحلة النوم التي تتميز بصور أحلام حية. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يقلل من مقدار الوقت الذي يتم استغراقه للنوم.

 

هرمون آخر مهم أثناء الحمل، وهو الإستروجين. يمكن أن يؤثر الإستروجين أيضًا على النوم إذا جعل الأوعية الدموية أكبر من خلال عملية تسمى "توسع الأوعية". قد يؤدي هذا إلى تورم أو وذمة في القدمين والساقين، وقد يزيد أيضًا من احتقان الأنف، ويعطّل التنفس أثناء النوم. بالإضافة إلى ذلك، مثل البروجسترون، يمكن أن يقلل هرمون الإستروجين من كمية نوم حركة العين السريعة.

 

قد تتغير هرمونات أخرى أيضًا أثناء الحمل، بتأثيرات متفاوتة. فقد أظهرت الدراسات أن مستويات الميلاتونين تصبح أعلى أثناء الحمل. أثناء الليل، قد تسبب المستويات المرتفعة من الأوكسيتوسين انقباضات تُعطِل النوم. وقد تؤدي هذه الزيادة في الأوكسيتوسين أيضًا إلى زيادة احتمالية حدوث المخاض والولادة أثناء الليل.

مشاكل النوم المحتملة أثناء الحمل

 

ما هي مشاكل النوم التي تحدث أثناء الحمل؟ بصرف النظر عن التغيرات في أنماط النوم ومراحل النوم، كما هو موضح أعلاه، يمكن أيضًا أن تكون هناك أعراض مهمة واضطرابات نوم قد تظهر أثناء الحمل. قد تجد النساء المصابات باضطراب نوم أساسي، مثل انقطاع النفس النومي أو متلازمة تململ الساقين، أنه يزداد سوءًا أثناء الحمل. علاوة على ذلك، فإن بعض النساء يعانين من اضطراب النوم لأول مرة في حياتهن أثناء الحمل. ويمكن تقسيم هذه المشاكل إلى فترات، وتبلغ ذروتها مع آثار المخاض والولادة:

الثلث الأول

 

قد تؤدي الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل إلى التعب والنعاس المفرط أثناء النهار. أظهرت الدراسات أن النساء الأصغر سنًا أو اللائي لديهن مستويات منخفضة من الحديد قبل الحمل، يزيد لديهن الشعور بالتعب. يشكو ما يصل إلى 37.5% من النساء الحوامل في عمر 6 إلى 7 أسابيع من النعاس. ويُعتقد أن هذا مرتبط بزيادة مستويات هرمون البروجسترون وتشتت النوم الناتج عنه.

وقد تؤدي مجموعة متنوعة من التغيرات الجسدية إلى قلة جودة النوم، بما في ذلك الغثيان، والقيء، وزيادة تكرار التبول، وآلام الظهر، وألم الثدي، وزيادة الشهية، والقلق. يمكن أن يكون القلق مشكلة خاصة إذا كان الحمل غير مخطط له أو إذا كان هناك نقص في الدعم الاجتماعي، وقد يؤدي هذا إلى الأرق.

الثلث الثاني

 

الخبر السار هو أن النوم يتحسن عادةً خلال الثلث الثاني من الحمل. يقل الغثيان وتكرار التبول مع تحسن مستويات الطاقة والنعاس. مع قرب نهاية هذه الفترة، قد تعاني النساء من تقلصات غير منتظمة (تسمى انقباضات براكستون هيكس) أو آلام في المعدة قد تعطل النوم. بالإضافة إلى ذلك، فإن حركات الجنين، وحموضة المعدة، والشخير بسبب احتقان الأنف قد تؤثر على النوم.  

الربع الثالث

 

يصبح النوم أكثر اضطرابًا خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل. تشير الأبحاث إلى أن 31% من النساء الحوامل يعانين من متلازمة تململ الساق خلال هذا الوقت، ويؤثر الاستيقاظ ليلًا على ما يقرب من 100% منهن. المشاكل التي تؤثر على النوم خلال فترة الحمل هذه عديدة، ومنها:

 

  • كثرة التبوّل
  • تشنجات الساق
  • ضيق في التنفس
  • الحموضة المعوية
  • ألم في الظهر
  • ألم المفاصل
  • متلازمة النفق الرسغي (وهي عبارة عن تنميل في اليدين)
  • كوابيس بسبب القلق

 

كل هذه المشاكل قد تؤدي إلى قلة النوم، وقد تشعر نصف النساء الحوامل بالنعاس أثناء النهار. قد يكون من الصعب العثور على وضعية نوم مريحة، وقد تحتاجين إلى استخدام الوسائد لتوفير المزيد من الدعم لأسفل الظهر. بالإضافة إلى ذلك، تزداد نسبة حدوث توقف التنفس أثناء النوم ومتلازمة تململ الساقين.



 

مرحلة الولادة وتأثيراتها

 

ليس من المستغرب أن يكون للولادة تأثير سلبي على النوم. بسبب ارتفاع الأوكسيتوسين الذي يصل إلى ذروته أثناء الليل، حيث أن العديد من النساء يعانين من تقلصات قوية تبدأ في الليل. قد يؤثر الألم والقلق المصاحبان للانقباضات أثناء المخاض سلبًا على النوم، وقد تؤثر الأدوية المستخدمة خلال هذه الفترة أيضًا على النوم. لسوء الحظ،، العديد من النساء الحوامل يكنّ غير قادرات على النوم أثناء المخاض، حتى مع استخدام مساعدات النوم.

 

يمكن أن يتغير نمط النوم خلال فترة الحمل. حيث تؤثر الهرمونات على بنية النوم، وقد تؤدي الأمراض الجسدية المصاحبة للحمل إلى اضطراب النوم. إذا وجدتِ أنكِ تكافحين من أجل النوم أثناء الحمل، فتحدثي مع طبيب الولادة الخاص بكِ. في بعض الحالات، قد تكون مناقشة اضطرابات النوم مع طبيبك الخاص مفيدة لعلاج الأرق ومتلازمة تململ الساقين.

في الأخبار