مرض الفرتيجو: أسبابه وأعراضه

الدكتورة هبه الزعبي

الدكتورة هبه الزعبي

طبيبة

الفرتيجو هو الإحساس بالدوار الذي يجعلك تشعر وكأن العالم يدور من حولك، ويمكن أن يكون خفيفًا أو شديدًا بما يكفي للتسبب في صعوبات في المشي وحتى السقوط. اعتمادًا على السبب الكامن وراء الدوار (على سبيل المثال، الأذن الداخلية، أو مشكلة في الأعصاب، أو الصداع النصفي)، قد تظهر أعراض أخرى، مثل الغثيان. إن الدوار يؤثر على إحساسك بالاتجاهات والإدراك المكاني لجسمك، ويمكن أن تستمر نوبات الدوار والغثيان في أي مكان من بضع دقائق أو أقل إلى عدة ساعات. قد تكون بالكاد ملحوظة أو مزعجة بشدة. على سبيل المثال، قد تفقد كامل توازنك لدرجة أنك لا تستطيع الوقوف دون السقوط.


تشمل الأعراض الشائعة للفرتيجو ما يلي:


  • الشعور وكأن ما حولك يدور
  • فقدان التوازن
  • صعوبة الوقوف أو عدم الثبات في المشي


قد يصاحب الفرتيجو بعض الأعراض الأخرى، وهي تعتمد على السبب الأساسي ورائها. يمكن أن تشمل هذه الأعراض:


  • الغثيان
  • التقيؤ
  • صداع الرأس
  • الحساسية للضوء والصوت
  • التعرق
  • حركات غير طبيعية في العين
  • فقدان السمع
  • طنين في الأذنين
  • طنين في أذن واحدة
  •  ألم الأذن


أسباب الفرتيجو


يمكن أن يكون الفرتيجو أحد أعراض العديد من الحالات، ويمكن تقسيم التشخيصات المرتبطة بالفرتيجو إلى تلك المتعلقة بالجهاز العصبي المحيطي والجهاز العصبي المركزي.


1- الجهاز العصبي المحيطي


يتكون الجهاز العصبي المحيطي من خلايا عصبية خارج المخ والحبل الشوكي، مثل الأعصاب القحفية والأعصاب الشوكية. تتضمن الأمراض التي تؤثر عليه ما يلي: 


  • دوار الوضعة الانتيابي الحميد


يُعتقد أن دوار الوضعة الانتيابي الحميد (BPPV) ناتج عن حطام الكالسيوم داخل الأذن الداخلية. عادةً ما يصف الشخص المصاب بدوار الوضعة الانتيابي الحميد إحساسًا بالدوران القصير عند تحريك رأسه بطرق معينة. على سبيل المثال، إمالة الرأس للخلف للنظر إلى السماء. قد يشعر بالغثيان أيضًا، ولكن نادرًا ما يتقيأ.


  • التهاب العصب الدهليزي


التهاب العصب الدهليزي هو حالة التهابية فيروسية تؤثر على العصب القحفي الثامن — ويعرف أيضًا باسم العصب الدهليزي القوقعي، والذي ينقل معلومات الصوت والتوازن من أذنك إلى عقلك. تسبب هذه الحالة دوارًا حادًا ومفاجئًا مصحوبًا بالغثيان والقيء والمشي غير المستقر.


  • مرض مينيير


ينتج مرض مينيير عن تراكم غير طبيعي للسوائل في الأذن الداخلية. وهو مرتبط بنوبات من الدوار الشديد تستمر من دقائق إلى ساعات، بالإضافة إلى طنين من جانب واحد وفقدان السمع. قد يحدث الغثيان، والقيء، وعدم التوازن أيضًا بشكل شائع أثناء نوبات الدوار.


  • التهاب الأذن الوسطى

التهاب الأذن الوسطى قد يسبب دوخة غير محددة، بالإضافة إلى ألم الأذن وضعف السمع.


2- الجهاز العصبي المركزي


يتكون الجهاز العصبي المركزي من المخ والحبل الشوكي. تتضمن أمثلة الأمراض التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي والتي قد تسبب الدوار ما يلي:


  • الصداع النصفي الدهليزي

يشير الصداع النصفي الدهليزي إلى الدوار الذي يحدث نتيجة للصداع النصفي، وهو عادةً صداع نابض من جانب واحد. بالإضافة إلى الدوار والصداع، قد تحدث أعراض أخرى، مثل الغثيان والحساسية للضوء والصوت.


  • السكتة الدماغية

السكتة الدماغية، وخاصةً في جذع المخ، قد تسبب الدوار، وعادةً ما تظهر أعراض أخرى أيضًا. فقد تؤدي السكتة الدماغية في جذع المخ إلى ازدواج الرؤية والتداخل في الكلام.


  • ورم العصب السمعي


هو ورم حميد (غير سرطاني) يتطور في العصب القحفي الثامن. بالإضافة إلى أنه يؤدي إلى الشعور بالدوار، قد يحدث طنين في الأذن وفقدان السمع. تجدر الإشارة إلى أن هذا النوع من الورم ينمو ببطء، وغالبًا ما يوصَف الشعور بالدوار بأنه شعور غامض بالتأرجح أو الإمالة أو عدم التوازن.


  • التصلب المتعدد


التصلب المتعدد هو أحد أمراض المناعة، وهو مرض عصبي يهاجم فيه الجهاز المناعي بشكل خاطئ الطبقة الواقية من الألياف العصبية (تسمى المايلين) داخل المخ أو النخاع الشوكي. إذا حدث تلف في طبقة المايلين في مناطق معينة من جذع المخ، فقد يؤدي ذلك إلى الشعور بالدوار.


أسباب أخرى مهمة


من المهم أن تضع في اعتبارك أن مشاكل القلب، مثل عدم انتظام ضربات القلب أو المنظار الوعائي المبهمي، يمكن أن تتسبب في الدوار. وإلى جانب مشاكل القلب، تشمل الأسباب المحتملة الأخرى للدوار ما يلي:


  • الآثار الجانبية للأدوية (مثل سمية الأمينوغليكوزيد)
  • المرض النفسي (مثل الاكتئاب أو القلق)
  • انخفاض ضغط الدم الانتصابي لعدة أسباب (مثل الجفاف، أو فقر الدم، أو الحمل)

 متى يجب عليك الذهاب إلى الطبيب؟


نظرًا لوجود عدد كبير من الأسباب المحتملة وراء الدوار (الفرتيجو) - وبعضها قد يكون خطير - فمن المهم تحديد موعد مع طبيبك إذا كنت تعاني من أحد هذه الأعراض بجانب شعورك بالدوار:


  • الصداع الشديد
  • الحمى
  • تغييرات في الرؤية
  • الإغماء
  • مشاكل في الأعصاب (على سبيل المثال، تدلى الوجه، وضعف في الذراع أو الساق، والتنميل أو الوخز، أو الصعوبة في التحدث)
  • ألم الصدر أو مشاكل التنفس
  • القيء الشديد

وينطبق الشيء نفسه إذا كنت تعاني من الدوار ولديك مشاكل قلبية أساسية، أو تاريخ من السكتة الدماغية، أو عوامل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، فحينها يجب ألا تتردد في الذهاب إلى الطبيب من أجل تلقي الرعاية المناسبة لحالتك.



إن الشعور بالدوار يعد من الأعراض المزعجة التي يمكن أن تكون منهكة جسديًا وعصبيًا. لذلك، إذا كنت تعاني من الدوار، فتأكد من الحصول على تقييم واضح لحالتك من قِبَل أخصائي الرعاية الصحية. فيمكن للطبيب أن يزودك بالإرشادات والعلاجات التي تحتاجها لتشعر بالراحة والتوازن. وتذكر أنه في حين أن معظم حالات الدوار ليست خطيرة، إلا أن هناك بعض الحالات التي قد تكون خطيرة، لذا من المهم إجراء بعض الفحوصات.

في الأخبار