تكون أمراض القلب صعبة بما يكفي عندما تصيب البالغين، ولكنها قد تكون مأساوية بشكل خاص عندما تصيب الأطفال. يمكن أن تؤثر العديد من أنواع مشاكل القلب على الأطفال، وهي تشمل عيوب القلب الخلقية، وأمراض القلب المكتسبة في مرحلة الطفولة بسبب الأمراض أو المتلازمات الوراثية، كالعدوى الفيروسية التي تؤثر في القلب. والخبر السار هو أنه مع التقدم في الطب والتكنولوجيا، يستمر العديد من الأطفال المصابين بأمراض القلب في التمتع بحياة نشطة وكاملة.
أنواع أمراض القلب
هناك أنواع مختلفة من أمراض القلب التي تصيب الأطفال، ومنها:
مرض القلب الخُلقي
مرض القلب الخلقي هو نوع من أمراض القلب التي يولد بها الأطفال، وعادةً ما يكون سببها عيوب في القلب اكتُشفت عند الولادة. في الولايات المتحدة، ما يقدر بنحو 1% من الأطفال الذين يولدون كل عام يكونوا مصابون بأمراض الشرايين التاجية. وتشمل أمراض الشرايين التاجية التي تصيب الأطفال ما يلي:
- اضطرابات صمامات القلب، مثل ضيق الصمام الأبهري الذي يحد من تدفق الدم.
- متلازمة القلب الأيسر الناقص التنسج، حيث يكون الجانب الأيسر من القلب ناقص النمو.
- الاضطرابات التي تنطوي على ثقوب في القلب، عادةً تكون في الجدران بين الحجرات وبين الأوعية الدموية الرئيسية الخارجة من القلب، بما في ذلك:
1- عيوب الحاجز البطيني (وهو يقع بين حجرتي القلب السفليتين (البُطَينين)، اللتين تضخان الدَّم إلى الجسم.)
2- عيوب الحاجز الأذيني ( وهو يقع بين حجرتي القلب العلويتين (الأُذَينين)، اللتين تتلقّيان الدَّم من الجسم.)
3- القناة الشريانية السالكة (وهي فتحة دائمة بين الوعائين الدمويين الرئيسيين القادمين من القلب. تمثل الفتحة التي تُعرف باسم القناة الشريانية جزءًا طبيعيًا من جهاز الدورة الدموية لدى الطفل قبل الولادة، والتي تنغلق بعد الولادة بفترة قصيرة. ولكن في حالة بقائها مفتوحة، تُسمى بالقناة الشريانية السالكة.)
- رباعية فالو، وهي مزيج من أربعة عيوب، منها:
1- ثقب في الحاجز البطيني
2- ممر ضيق بين البطين الأيمن والشريان الرئوي
3- الجانب الأيمن السميك من القلب
4- نازح الأبهر
قد يكون لعيوب القلب الخلقية آثار طويلة المدى على صحة الطفل، وعادةً ما يتم علاجهم بالجراحة، وإجراءات القسطرة، والأدوية، وفي الحالات الشديدة يتم زرع القلب. يحتاج بعض الأطفال إلى مراقبة وعلاج مدى الحياة.
تصلب الشرايين
تصلب الشرايين، هو المصطلح المستخدم لوصف تراكم الدهون واللويحات المليئة بالكولسترول داخل الشرايين. حيث أنه مع زيادة التراكم، تتصلب الشرايين وتضيق، مما يزيد من خطر الإصابة بجلطات الدم والنوبات القلبية. عادةً ما يستغرق تطور تصلب الشرايين سنوات عديدة، ومن غير المعتاد أن يعاني منه الأطفال أو المراهقون. ومع ذلك، فإن السمنة، والسكري، وارتفاع ضغط الدم، وغيرها من المشكلات الصحية، تعرض الأطفال لخطر أكبر.
يوصي الأطباء بفحص ارتفاع الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال الذين لديهم عوامل خطر، مثل تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب، أو مرض السكري، والذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة. يتضمن العلاج عادةً تغييرات في نمط الحياة، مثل زيادة التمارين وتعديلات النظام الغذائي.
عدم انتظام ضربات القلب
عدم انتظام ضربات القلب هو عبارة عن إيقاع غير طبيعي للقلب. يمكن أن يتسبب ذلك في انخفاض كفاءة ضخ القلب. وقد تحدث أنواع مختلفة من عدم انتظام ضربات القلب عند الأطفال، بما في ذلك:
- معدل ضربات القلب السريع (عدم انتظام دقات القلب.) والنوع الأكثر شيوعًا عند الأطفال، هو تسرع القلب فوق البطيني.
- معدل ضربات القلب البطيء (بطء القلب.)
- متلازمة وولف باركنسون وايت. (وفيها يسبب المسار الكهربي الزائد بين حجرات القلب العلوية والسفلية سرعة ضربات القلب. وهذه الحالة المرضية تظهر عند الولادة.) قد تشمل الأعراض الآتي:
- الضعف
- الإعياء
- الدوخة
- الإغماء
- صعوبة في الرضاعة
وتعتمد العلاجات هنا على نوع عدم انتظام ضربات القلب وكيف يؤثر على صحة الطفل.
مرض كاواساكي
مرض كاواساكي، هو مرض نادر يصيب الأطفال في المقام الأول. ويمكن أن يسبب التهابًا في الأوعية الدموية في أيديهم، وأقدامهم، وفمهم، وشفتهم، وحلقهم، كما ينتج عنه حمى وتورم في الغدد الليمفاوية. وفقًا لجمعية القلب الأمريكية، يعد المرض سببًا رئيسيًا لأمراض القلب لدى ما يصل إلى 1 من كل 4 أطفال، ومعظمهم تحت سن الخامسة.
يعتمد العلاج على مدى انتشار المرض، ولكنه غالبًا ما يتضمن العلاج الفوري باستخدام غاما الجلوبيولين الوريدي أو الأسبرين، كما يمكن أن تقلل الستيرويدات القشرية أحيانًا من المضاعفات المستقبلية. وغالبًا ما يحتاج الأطفال الذين يعانون من هذا المرض إلى مواعيد متابعة طبية مدى الحياة؛ لمتابعة صحة القلب.
النفخة القلبية
النفخة القلبية هي صوت "صفير" يصدر عن الدم المتدفق عبر غرف القلب، أو الصمامات، أو عبر الأوعية الدموية القريبة من القلب. غالبًا ما يكون غير ضار، وفي أحيان أخرى قد يشير إلى مشكلة قلبية وعائية كامنة. قد تحدث النفخات القلبية بسبب أمراض الشرايين التاجية، أو الحمى، أو فقر الدم. إذا سمع الطبيب نفخة قلبية غير طبيعية لدى الطفل، فسوف يقوم بإجراء اختبارات إضافية للتأكد من صحة القلب. عادةً ما يتم حل النفخات القلبية "الحميمة" من تلقاء نفسها، ولكن إذا كانت النفخة القلبية ناجمة عن مشكلة في القلب، فقد تتطلب علاجًا إضافيًا.
التهاب التامور
تحدث هذه الحالة عندما يصبح الكيس الرقيق أو الغشاء المحيط بالقلب (التامور) ملتهبًا أو مصابًا. حيث تزداد كمية السائل بين طبقتين، مما يضعف قدرة القلب على ضخ الدم كما ينبغي. قد يحدث التهاب التامور بعد الجراحة لإصلاح أمراض القلب التاجية، أو قد يكون ناتجًا عن عدوى بكتيرية، أو صدمات صدرية، أو اضطرابات النسيج الضام مثل الذئبة. تعتمد العلاجات في هذه الحالة على شدة المرض، وعمر الطفل، وصحته العامة.
روماتيزم القلب
عندما تُترك دون علاج، فإن بكتيريا المكورات العقدية التي تسبب التهاب الحلق والحمى القرمزية، يمكن أن تسبب أيضًا أمراض القلب الروماتيزمية. يمكن لهذا المرض أن يضر بشكل خطير ودائم بصمامات القلب وعضلة القلب. وذلك عن طريق التسبب في التهاب عضلة القلب.
وفقًا "لمستشفى سياتل" للأطفال، تحدث الحمى الروماتيزمية عادةً في الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 15 عامًا. يمكن الوقاية من هذا المرض عن طريق العلاج الفوري لالتهاب الحلق بالمضادات الحيوية.
عدوى فيروسية
يمكن للفيروسات، بالإضافة إلى التسبب في أمراض الجهاز التنفسي أو الأنفلونزا، أن تؤثر أيضًا على صحة القلب. يمكن أن تسبب العدوى الفيروسية التهاب عضلة القلب، مما قد يؤثر على قدرة القلب على ضخ الدم في جميع أنحاء الجسم. الالتهابات الفيروسية للقلب نادرة وقد تظهر أعراض قليلة. عندما تظهر الأعراض، فإنها تشبه أعراض الإنفلونزا، بما في ذلك التعب، وضيق التنفس، وانزعاج الصدر. يشمل العلاج الأدوية والعلاجات لأعراض التهاب عضلة القلب.
قد يعاني الطفل المصاب بمشكلات في القلب من أعراض واضحة، في حين أنه من الممكن ألا تظهر على طفل آخر مريض. حيث أن تطور أعراض مرض القلب قد تختلف من طفل لآخر. يمكن أن يؤدي ظهور أعراض مرض القلب عند الأطفال التدريجي إلى تأخير التشخيص، عادةً ما يكون هناك تغيير واضح وملحوظ يشير إلى وجود مشكلة في القلب عند الطفل، مثل عدم انتظام ضربات القلب. ويمكن أن تختلف أعراض مشاكل القلب عند الأطفال حسب العمر.