ماذا تفعل عندما لا تكون لديك شهية؟

الدكتورة هبه الزعبي

الدكتورة هبه الزعبي

طبيبة

يمنح الطعام جسمك الطاقة التي يحتاجها للبقاء بصحة جيدة. حيث يعمل دماغك و أمعائك معًا لتحديد متى تحتاج إلى تناول الطعام ومتى تكون ممتلئًا. عندما لا تكون لديك شهية للطعام، فهذه علامة على أنه قد يكون هناك خطأ ما. قد ينتج فقدان الشهية عن مجموعة متنوعة من الأسباب الجسدية أو النفسية. إن فهم سبب فقدان الشهية هو المفتاح لتحديد أفضل طريقة للتعامل مع المشكلة.

 

الأسباب الجسدية

 

عادةً لا يكون فقدان الشهية هو المشكلة أساسية. بدلًا من ذلك، فهو أحد أعراض مشكلة أخرى. في بعض الأحيان، يكون السبب عابرًا، كما هو الحال في حالة حدوث خلل في المعدة. ولكن في أوقات أخرى، يمكن أن يكون طويل الأمد وقد يتطلب العلاج، ومنها المشاكل الآتية:

 

  • الشيخوخة: تتغير الشهية مع تقدم العمر. قد يفتقر كبار السن إلى الاهتمام بالطعام بسبب تغير حاسة التذوق، أو الخرف، أو المشكلات الصحية، أو الآثار الجانبية للأدوية، أو مشكلات الصحة العقلية. وفي بعض الأحيان يأكل كبار السن أقل؛ لأنهم قللوا من مستوى نشاطهم واحتياجاتهم من السعرات الحرارية أقل.
  • فقر الدم: يحدث فقر الدم عندما يكون هناك انخفاض غير طبيعي في مستوى الدم. يمكن أن يكون كل من فقدان الشهية وفقدان الوزن علامة على فقر الدم، خاصةً إذا اقترنا بالإرهاق.
  • السرطان: فقدان الشهية شائع بين الأفراد المصابين بالسرطان. قد يكون مرتبطًا ارتباطًا مباشرًا بالمرض، خاصةً عندما يتواجد السرطان في الجهاز الهضمي، مثل المعدة، أو البنكرياس، أو الرئة. قد يكون فقدان الشهية أيضًا أحد الآثار الجانبية لعلاجات السرطان.
  • نزلات البرد/الإنفلونزا: يعتبر تغير مذاق الطعام أثناء الإنفلونزا من الأسباب التي تؤدي إلى فقدان الشهية. عادةً ما تعود الشهية بسرعة، وذلك بعد زوال البرد أو الإنفلونزا.
  • داء السكري: قد لا يشعر المصابون بداء السكري بالجوع لعدة أسباب: في بعض الأحيان، يتحرك الطعام ببطء شديد عبر الجهاز الهضمي لأن مستويات الجلوكوز المرتفعة تلحق الضرر بالعصب المبهم. قد يؤدي عدم علاج ارتفاع نسبة السكر في الدم أيضًا إلى ارتفاع مستويات الكيتونات في الدم والبول. الكيتونات هي أحماض سامة، فعندما ترتفع نسبة السكر يبدأ الجسم في تحطيم الدهون للحصول على الطاقة، فتظهر الكيتونات وتؤدي إلى حدوث غيبوبة السكر.
  • قصور الغدة الدرقية: قد يُنقص قصور الغدة الدرقية الرغبة في تناول الطعام. قد يؤدي أيضًا إلى زيادة الوزن، وذلك على الرغم من استهلاك عدد أقل من السعرات الحرارية.
  • العدوى: قد تؤثر العدوى على رغبة الشخص في تناول الطعام. وعندما تختفي العدوى، تعود الشهية لطبيعتها.
  • الأدوية: على الرغم من وجود العديد من الأدوية التي قد تؤدي إلى انخفاض الشهية، إلا أن الحبوب المنومة، والمضادات الحيوية، وأدوية ضغط الدم، ومدرات البول، و الستيرويدات الابتنائية، ومسكنات الألم، هي الأكثر شيوعًا. وقد تسبب أيضًا الغثيان والتعب.
  • الألم: يمكن أن يسبب لك الألم الشديد الشعور بالغثيان من تناول الطعام. قد يتسبب الصداع النصفي، أو آلام المعدة، أو أنواع أخرى من الألم في فقدان الاهتمام بالطعام.
  • الحمل: قد تعاني السيدات الحوامل من الغثيان وفقدان الشهية، خاصةً في وقت مبكر من الحمل.
  • مشاكل المعدة: قد تؤدي مشاكل المعدة، خاصةً حالات الجهاز الهضمي، مثل متلازمة القولون العصبي ومرض كرون، إلى انخفاض الشهية.

 
الحالات العقلية المؤثرة على الشهية

 

هناك العديد من حالات الصحة العقلية التي قد تؤثر على شهيتك. حيث أن زيادة التوتر، أو الحزن، قد يتسببا في فقدان الرغبة في تناول الطعام. يمكن أن يؤدي تحسين صحتك النفسية إلى تحسين شهيتك. وفيما يلي بعض الأسباب النفسية الأكثر شيوعًا التي تُفقد الناس شهيتهم:

 

  • القلق: يصبح بعض الأشخاص الذين يعانون من القلق غارقين في قلقهم، وبالتالي يفقدون رغبتهم في تناول الطعام.
  • الاكتئاب: قد يفقد الأفراد المصابون بالاكتئاب الاهتمام بكل شيء، بما في ذلك الطعام. حيث أنهم قد يفتقرون إلى الطاقة لإعداد وجبات الطعام، وقد لا يهتمون كثيرًا بتناول الطعام. كما أنهم قد يعانون أيضًا من الغثيان.
  • الإجهاد: غالبًا ما تؤدي استجابة الجسم للإجهاد إلى فقدان الشهية (على الرغم من أن بعض الأشخاص يعانون من التأثير المعاكس، فهم يفرطون في تناول الطعام عند الشعور بالضغط والتوتر). الأعراض الجسدية المرتبطة بالتوتر شائعة، مثل الغثيان أو الإحساس "بعقدة في المعدة" مما يجعل الطعام غير جذاب.
  • استخدام المواد المخدرة: بينما يكتسب بعض الأشخاص الوزن من تعاطيهم للمخدرات، يفقده آخرون. حيث أنه قد يؤدي تعاطي المخدرات أو الكحول إلى تقليل شهية الفرد.

 إذا فقدت شهيتك لبضعة أيام، فعلى الأرجح لا داعي للقلق. من الطبيعي أن تعاني من تقلبات طفيفة في الشهية بمرور الوقت. ولكن إذا استمر لأكثر من بضعة أيام، أو إذا كان مصحوبًا بأعراض أخرى، مثل التعب، أو الألم، أو القيء، فاتصل بطبيبك.

 

كيف يتم علاج فقدان الشهية؟

 

يعتمد علاج فقدان الشهية على السبب. من المحتمل أن يسأل طبيبك أسئلة حول عدد المرات التي تأكل فيها خلال اليوم، وكيف تشعر بعد الأكل، وما إذا كان وزنك قد تغير، أو كم من الوقت كانت شهيتك مشكلة. قد يختار طبيبك إجراء اختبارات، مثل اختبارات الدم أو الموجات فوق الصوتية لمعدتك، وذلك اعتمادًا على الانطباعات الأولية من مقابلتك والفحص البدني. يمكن أن تساعد الاختبارات في تحديد السبب الجذري لفقدان الشهية.

 

عندما يكون فقدان الشهية جزءًا من مرض أكثر خطورة، فإن التغذية الجيدة والحفاظ على وزن صحي قد يكونان مهمين جدًا للشفاء. لذلك، قد يولي الطبيب الاهتمام الأكبر لمساعدتك على استعادة شهيتك في أسرع وقت ممكن. اعتمادًا على التشخيص، قد يوصي طبيبك بما يلي للعلاج:

      

  • جدول نوم أفضل
  •  نظام غذائي خاص يساعد في الحفاظ على التغذية السليمة
  •  تحسين الرعاية الذاتية
  •  زيادة النشاط البدني
  •   أدوية لزيادة الشهية

 في بعض الحالات، قد تتم إحالتك إلى اختصاصي تغذية يمكنه مساعدتك في تخطيط الوجبات وإدارة الأعراض. قد يُطلب منك تناول عدة وجبات صغيرة كل يوم أو قطع بعض الأطعمة أثناء إضافة وجبات أخرى. يمكن أن ينصحك اختصاصي التغذية أيضًا بشأن المكملات الغذائية التي قد تساعد في ضمان حصولك على جميع العناصر الغذائية التي تحتاجها.

 


يعتمد تشخيص فقدان الشهية بشكل كبير على السبب. بالنسبة للبعض، إنها مشكلة بسيطة يتم حلها من تلقاء نفسها. وبالنسبة للآخرين، يمكن أن تصبح مشكلة خطيرة تهدد الحياة وتتطلب تدخلًا طبيًا مكثفًا. سواء كنت أنت أو أي شخص تعرفه ليس لديه شهية، فإن قلة الاهتمام بالطعام وفقدان الوزن يمكن أن يكونا مخيفين. لكن لا تتجاهل المشكلة إذا استمرت أكثر من بضعة أيام. قد لا تكون مشكلة كبيرة، ولكنها قد تكون أيضًا علامة على وجود حالة كامنة تحتاج إلى علاج. تحدّث إلى طبيبك حول أي تغييرات في الشهية، وتعرف على أفضل طريقة لمعالجة المشكلة.

في الأخبار