كيفية تحسين عادات نومك

الدكتورة هبه الزعبي

الدكتورة هبه الزعبي

طبيبة

غالبًا ما يأتي النوم بشكل طبيعي وفقًا لاحتياجات الجسم. ولكن عندما لا يحدث ذلك، قد تجد نفسك مُتعبًا وتحاول الحصول على النوم بأي شكل. قد يكون الشعور بالأرق تجربة محبطة ومثيرة للأعصاب، ويتسم بصعوبة الاستغراق في النوم أو الاستمرار فيه. حيث أنك عندما تستيقظ صباحًا دون الشعور بالانتعاش، فسرعان ما تصبح هذه المشكلة عبئًا على حياتك وصحتك.


 ما هي أسباب عدم تمكنك من النوم؟ هل هناك طرق مجربة وحقيقية لمساعدتك على النوم بشكل أفضل في الليل؟ ماذا يجب أن تفعل إذا جربت كل شيء، بما في ذلك العلاجات المنزلية، ولم تنجح؟ دعنا نستكشف هذه المشكلات ونكتشف المساعدة التي تحتاجها لتحسين النوم.

 

ما الخطأ في نومك؟

 

غالبًا ما نتوقع نومًا مثاليًا. يتمثل في أننا سوف نزحف إلى الفراش وننام في غضون دقائق ودون انقطاع، ثم نستيقظ منتعشين ومستعدين لبدء يومنا. لكن هل هذا ما يحدث في الواقع؟ غالبًا ما يتم الاحتذاء بالأطفال على أنهم نموذج للنوم المثالي لأنهم (في الغالب) قادرون على فعل ما وصفناه تمامًا. حيث أننا عندما نكبر وننضج تتغير أجسادنا ويبدو أن نومنا يتغير أيضًا عن مُثُل الطفولة.


نحن نتعرض لضغوط مختلفة كل يوم، حيث يتعطل نومنا بسبب عوامل خارجية، بما في ذلك شركاء السرير، وأطفالنا، والمشاكل الصحية الأخرى، مثل التبول الليلي، وحرقة المعدة، وحتى الصداع. ومع تقدمنا ​​في السن قد نحتاج إلى نوم أقل، حيث يحتاج البالغون فوق سن 65 عامًا من 7 إلى 8 ساعات فقط في المتوسط. ونتيجة لذلك، قد لا نتمتع بالنوم الذي عرفناه في شبابنا.

 

وقد تكون بعض توقعاتنا بشأن النوم مضللة بعض الشيء. على سبيل المثال، قد نفكر في أننا سوف نستطيع النوم على الفور بعد بلوغنا سن التقاعد، وهذا غير صحيح. في الطبيعي يجب أن ندخل في النوم في أقل من 15 إلى 20 دقيقة، ولكن قد يستغرق ذلك ما يصل إلى 30 دقيقة مع تقدمنا ​​في السن. على الجانب الآخر، فإن الأشخاص الذين ينامون في أقل من خمس دقائق ربما ينامون بشكل مرضي. وهذا يعني أنهم يشعرون بالنعاس لدرجة أنهم ينامون أسرع من المعتاد. 

 

يعتقد بعض الباحثين في مجال النوم أنه قد يكون من الطبيعي أن يستيقظ البعض أثناء الليل. فمن الطبيعي أن تستيقظ لتتقلب، وتُعدّل الأغطية، وتستجيب للضوضاء، وربما حتى تستيقظ للتبول. حيث أن الاستيقاظ للذهاب إلى الحمام أمر شائع مع تقدمنا ​​في السن. ولكن تبدأ المشكلة عندما يضر قلة النوم بحياتنا. إذا بدأت صعوبة النوم أو الاستمرار في النوم ليلًا تسبب لك العواقب، فهناك دافع للبحث عن السبب.


الأسباب الشائعة لصعوبة النوم والأرق

 

عندما نجد أنفسنا مستلقين مستيقظين خلال الليل، يبدأ الشعور باليأس من النوم بسرعة في التصاعد. وهناك العديد من الأسباب المحتملة لحدوث ذلك:


  • توقيت النوم: قد يكون السبب الأكثر شيوعًا هو أنك لست متعبًا، حيث أنه سوف تتضاءل رغبتك في النوم بشكل كبير إذا كنت تحاول النوم في الوقت الخطأ. تخيل أنك مستلقٍ قبل ثلاث ساعات من موعد نومك المعتاد، فإن فرصة أن تكون قادرًا على النوم مباشرة ضئيلة جدًا. وذلك يرجع لأسلوب حياتك والمواعيد التي اعتاد جسمك النوم فيها. 

 

  • قيلولة النهار: القيلولة التي تأخذها أثناء النهار هي سبب آخر لصعوبة النوم خلال الليل. لذلك حاول عدم أخذ قيلولة في وقت مقارب لوقت النوم الخاص بك.

  • الإجهاد: من الأسباب الشائعة التي تتعلق بصعوبة النوم الإجهاد. فقد تواجه صعوبة في النوم في الليلة التي تسبق اختبار كبير في عملك أو دراستك، وأيضًا في فترات التوتر العاطفي، مثل بعد وفاة أحد أفراد أسرتك، قد تواجه مشكلة في النوم، وهذا ما يسمى الأرق الحاد. وعادةً ما ينتهي عند حل هذه الضغوطات.

 

  • التعرض للضوء: قد تندهش عندما تعلم أن التعرض للضوء في الليل، مثل من شاشة التلفزيون أو شاشة الكمبيوتر، قد يجعل من الصعب على بعض الناس النوم. 

  • ممارسة التمارين في وقت متأخر: قد تؤدي التمارين الهوائية في وقت متأخر من الليل إلى زيادة شعورك بالنشاط، مما يسبب لك الأرق. فمن المفترض أن تكون بيئة النوم مريحة وتسهّل النوم. ويجب أن تكون باردة وهادئة وخالية من المشتتات. 

 

  • تناول الطعام قبل النوم: سبب شائع آخر لصعوبة النوم هو الأنشطة التي تسبق موعد نومك. إذا كنت تأكل أو تشرب في وقت متأخر من الليل، فقد تعاني من حرقة المعدة، أو الذهاب إلى الحمام ليلًا بشكل متكرر. مما يتسبب في صعوبة نومك.

  • حالات طبية: وهناك حالات طبية قد تمنعك من النوم جيدًا في الليل. قد تكون هذه مشكلات شائعة، مثل حرقة المعدة، أو الألم، ولكن هناك أيضًا

اضطرابات نوم متعددة قد تسبب صعوبة في النوم. بعض هذه تشمل:

 

  • الأرق
  • توقف التنفس أثناء النوم
  • متلازمة تململ الساقين

مساعدة مهنية لعلاج صعوبة النوم


كيفية تحسين نومك


هناك إرشادات عامة لتحسين النوم، العديد من هذه الأشياء تهدف إلى تعزيز عادات النوم الإيجابية. حيث أنه يجب أن تنام وتستيقظ في نفس الوقت كل يوم، فقد تؤدي جداول النوم غير المنتظمة لاضطراب النوم. ويجب أن تتبع روتينًا لوقت قبل النوم، بما في ذلك الأنشطة الهادئة والمريحة للمساعدة على الدخول في النوم بصورة طبيعية. 


بالنسبة لأولئك الذين لا يزالون بحاجة إلى المساعدة في النوم بعد استنفاد التغييرات في روتين نومك والعلاجات المنزلية، قد يكون من الضروري اللجوء إلى أخصائي النوم. قد ترغب في البدء بمناقشة الأمر مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بك، ويمكنك أيضًا اختيار طبيب النوم. حيث أنه هناك اختبارات تشخيصية يمكن أن تكون مفيدة في تقييم مشاكل نومك، مع اختبارات خاصة للأرق. فيمكن أن تكون مفيدة في تحديد توقف التنفس أثناء النوم أو متلازمة تململ الساقين كمساهمين محتملين في الأرق.

 


تعتبر عواقب قلة النوم جادة، ويمكن أن تضر بصحتك. هناك أعراض خطيرة وآثار جسدية للحرمان من النوم، بما في ذلك الهلوسة وعدم القدرة على البقاء مستيقظًا، وقد يؤدي الحرمان من النوم أيضًا إلى الوفاة. بسبب كل ما سبق، من المفيد تمامًا الحصول على المساعدة التي تحتاجها للنوم جيدًا والاستيقاظ منتعشًا.

في الأخبار