
في حين أن النوم الجيد ليلًا ضروري لصحة جيدة، إلا أنه قد تم ربط النوم المفرط بمجموعة من المشكلات الطبية. من المهم أثناء التأكد من حصولك على قسط كافٍ من النوم كل يوم، أن تتأكد أيضًا من أنك لا تحصل على القدر الزائد من النوم. يمكن أن يوفر لك التعرف على مقدار النوم الذي تحتاجه كل ليلة معيارًا للتأكد من أنك لا تعرض نفسك لخطر الآثار السلبية للإفراط في النوم.
ما هو مقدار النوم الذي يعتبر مفرطًا؟
يختلف مقدار النوم المطلوب من شخص لآخر. حيث أنه يعتمد على مجموعة متنوعة من العوامل:
الجينات
تلعب جيناتنا دورًا كبيرًا في نومنا وإيقاعات الساعة البيولوجية، وهي نظام النوم البيولوجي الأساسي. وقد وجدت الأبحاث أن بعض الأشخاص لديهم طفرة جينية تسمح لهم بالشعور بالراحة مع أقل من أربع ساعات من النوم، وهذا الجين يعد نادر وموروث. ومع ذلك، يحتاج معظم الناس ما لا يقل عن سبع إلى ثماني ساعات من النوم كل ليلة؛ ليشعروا بالراحة والانتعاش خلال اليوم التالي.
العُمر
يحتاج الأطفال إلى مزيد من النوم أكثر من البالغين. ومن ناحية أخرى، يحتاج كبار السن إلى مزيد من النوم مقارنة بالشباب.
مستوى النشاط
كلما كان الشخص أكثر نشاطًا، كلما احتاج إلى مزيد من النوم. وذلك لأن النوم يتيح وقتًا للجسم للتعافي من المجهود البدني.
الصحة
عندما يتعامل الشخص مع مشاكل صحية، سيحتاج إلى مزيد من النوم. ينطبق هذا على الأمراض قصيرة المدى، مثل الأنفلونزا، والحالات المزمنة طويلة الأمد، مثل مرض السكري.
ما هي أسباب النوم الزائد؟
هناك عدة أسباب تجعل الشخص ينام كثيرًا، ومنها:
حالة الخدار
هذا هو اضطراب النوم العصبي. حيث لا يستطيع الدماغ التحكم في دورات النوم والاستيقاظ. يعاني الأشخاص المصابون بحالة الخدار من النعاس المفرط أثناء النهار وأثناء الأنشطة العادية، مثل القيادة.
توقف التنفس أثناء النوم
يتسبب اضطراب النوم هذا في توقف الأشخاص عن التنفس لفترات وجيزة. يمكن أن يتسبب أيضًا في زيادة الحاجة إلى النوم؛ لأنه يعطل دورة النوم الطبيعية.
الاكتئاب
الاكتئاب هو أحد الأسباب الأكثر شيوعًا التي تجعل الشخص ينام كثيرًا. يتسبب الاكتئاب في إرهاق الشخص طوال الوقت وعدم وجود طاقة لديه. وبالتالي، يحتاج الأشخاص المكتئبون إلى النوم أكثر.
الأدوية
قد تجعل بعض الأدوية لعلاج الحالات الصحية الشخص يشعر بالتعب والنعاس في كثير من الأحيان. لذلك، سوف يرغب في النوم أكثر من الطبيعي في كثير من الأحيان.
المشاكل الطبية المرتبطة بفرط النوم
النوم لفترات طويلة يمكن أن يكون ضارًا مثل النوم القليل جدًا. قد يؤدي الإفراط في النوم إلى تعريض الشخص للخطر بسبب عدد من الحالات الصحية الآتية:
أمراض القلب
يمكن أن يؤدي النوم كثيرًا إلى زيادة خطر إصابة الشخص بأمراض القلب، وهو السبب الأول للوفاة في الولايات المتحدة وفقًا "لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" (CDC). ويعد خطر الإصابة أعلى بالنسبة للنساء؛ لأنهن ينمن أكثر من الرجال.
زيادة الوزن
أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين ينامون كثيرًا يميلون إلى زيادة الوزن. من الممكن أن يكون الوزن الثقيل ناتجًا عن زيادة النوم وكون الشخص أقل نشاطًا. فكلما زاد نوم الشخص، قلت حركته وقلت عدد السعرات الحرارية التي يحرقها.
مرض السكري
يمكن للنوم المفرط أن يرفع نسبة السكر في الدم ويزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. ومع ذلك، قد يكون هذا الخطر مرتبطًا بشكل أكبر بقلة الحركة وزيادة الوزن بدلًا من ارتباطه بأي علاقة محددة بين مرض السكري، والنوم المفرط.
مشاكل التركيز
أفاد بحث نُشر في "مجلة الجمعية الأمريكية لطب الشيخوخة"، أن الإفراط في النوم يمكن أن يتسبب في شيخوخة الدماغ بشكل أسرع ويجعل من الصعب أداء أبسط المهام اليومية. قد يكون لهذا علاقة بعدد مرات استيقاظ الشخص أثناء الليل، مما يعني أنه قد لا يحصل على قسط كافٍ من النوم التصالحي الضروري لإنعاش الدماغ واستعادته.
الاكتئاب
يميل الاكتئاب والنوم إلى أن يكونا متشابكين. يمكن للاكتئاب أن يجعل الشخص ينام لفترة أطول. في المقابل، يمكن أن يؤدي النوم لفترة أطول إلى استمرار حالة الاكتئاب لدى الشخص.
الألم
عندما ينام الأشخاص المعرضون للصداع كثيرًا، فإنهم سيعانون من المزيد من آلام الرأس. يعتقد الباحثون أن هذا يحدث لأن النوم المفرط يحفز بعض الناقلات العصبية في الدماغ. قد يؤدي قضاء الكثير من الوقت في السرير إلى الشعور بالألم، خاصةً للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الظهر. يمكن أن يؤدي قلة الحركة أو الاستلقاء في وضع واحد لفترة طويلة أو حتى مرتبة سيئة إلى مزيد من الألم. يعاني الأشخاص الذين يعانون من الألم أيضًا من قلة النوم، مما يجعلهم يرغبون في النوم لفترة أطول.
متى تطلب المساعدة؟
يجب على أي شخص يجد نفسه ينام باستمرار لمدة 10 ساعات أو أكثر كل ليلة أن يرى الطبيب لتحديد سبب نومه الزائد. إذا كان الإفراط في النوم ناتجًا عن شرب الكثير من الكحول أو بعض الأدوية، فقد يساعد تقليل هذه المواد أو التخلص منها. وبالطبع إذا كان الإسراف في النوم ناتجًا عن تأثيرات الأدوية الموصوفة، فلا ينبغي إيقاف الدواء إلا بموافقة الطبيب. إذا كان النوم الزائد ناتجًا عن حالة صحية، فإن إدارة هذه الحالة وممارسة عادات نوم أفضل قد تساعد في تقليل الحاجة إلى النوم الزائد.
بغض النظر عن سبب النوم الزائد للشخص، فإن ممارسة عادات نوم جيدة يمكن أن تساعدك في الحصول على سبع إلى ثماني ساعات من النوم الجيد الذي تحتاجه. من الجيد أيضًا الذهاب إلى الفراش في نفس الوقت كل ليلة والاستيقاظ في نفس الوقت. تجنب الكافيين والكحول قبل موعد النوم. يمكن أن تحسن التمارين المنتظمة من جودة النوم أيضًا. وأخيرًا، تأكد من أن غرفة نومك مريحة وخالية من المشتتات.