كيفية فهم التغيرات الجسدية والعقلية لسرطان الثدي

الدكتورة هبه الزعبي

الدكتورة هبه الزعبي

طبيبة


سرطان الثدي هو مرض يصيب الجسم والعقل. فإلى جانب الضغط الواضح للتشخيص والحاجة إلى طرق علاج متنوعة، قد تواجهين تغييرات جسدية لم تكوني تتوقعيها. خلال هذه المقالة سوف نتعرف على تأثير سرطان الثدي على الجسم والعقل، وكيفية التعامل مع التغييرات التي يحدثها في جسمك.


 ما هي أعراض سرطان الثدي؟

 

قد لا تعاني من أي أعراض أو قد لا تظهر أي علامات خلال المراحل الأولى من سرطان الثدي. ولكن مع تقدم السرطان، قد تلاحظين بعض التغيرات الجسدية، بما في ذلك:

 

  • وجود كتلة في ثديك أو سماكة أنسجة الثدي.
  • إفرازات غير عادية أو دموية تخرج من حلمتيك.
  • تغير حجم أو شكل الثدي.
  • تغيرات الجلد على أو حول الثدي.

 الاكتشاف المبكر هو مفتاح العلاج وفرصتك في النجاة والبقاء على قيد الحياة. يمكنك التحدث إلى طبيبك حول جدول فحص الماموجرام المناسب لك لتطمئن على نفسك. ويمكنك إجراء فحص بسيط في المنزل باتباع الخطوات التالية:

 

1- قفي أمام المرآة بدون ارتداء حمالة الصدر مع وضع ذراعيك على جانبك أولًا، ثم قومي برفع ذراعيك فوق رأسك.

2- ابحثي عن التغييرات في شكل، أو حجم، أو ملمس جلد ثدييك.

3- ثم استلقِ واستخدمي كف يدك وليس أطرافها؛ لتتحسسي ثدييك بالكتل.

4- كرري هذه الخطوة مرة أخرى أثناء الاستحمام. سيساعدك الصابون والماء على الشعور بمزيد من التفاصيل.

5- اضغطي برفق على الحلمتين للتحقق من وجود أي إفرازات أو دم.

 

عوامل الخطر

 

السبب الدقيق للإصابة بسرطان الثدي غير واضح تمامًا. حيث أن هناك عوامل بيولوجية وبيئية تزيد من فرصة إصابة الشخص بسرطان الثدي، فغالبًا ما يكون المزيج بين هذين الأمرين هو ما يعرض الشخص لخطر أكبر. تشمل عوامل الخطر البيولوجية ما يلي:

 

  • أن يكون سنها فوق 55 سنة.
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي أو المبيض.
  • وجود أنسجة في الثدي كثيفة.
  • مجئ الدورة الشهرية قبل سن 12 أو انقطاع الطمث بعد سن 55
.

 بينما تشمل عوامل الخطر البيئية ما يلي:

 

  • اتباع نظام غذائي سيء.
  • زيادة الوزن أو السمنة.
  • كثرة تناول المشروبات الكحولية.
  • التدخين.
  •  تلقي العلاج الإشعاعي لصدرك، خاصةً قبل سن الثلاثين.
  • استخدام حبوب منع الحمل.

 ومع ذلك، فإن 60 إلى 70% من الأشخاص المصابين بسرطان الثدي ليس لديهم أي من عوامل الخطر المعروفة هذه. لذلك، إذا انطبقت عليك أي من عوامل الخطر هذه، فهذا لا يعني بالضرورة أنك ستصابين بسرطان الثدي.

 

كيف يتغير الجسم أثناء العلاج؟

 

أثناء العلاج، من المحتمل أن تواجهي تغييرات تتراوح من تساقط الشعر إلى زيادة الوزن.

 

تساقط الشعر

 

يمكن أن يسبب العلاج الكيميائي تساقط الشعر، وذلك عن طريق مهاجمة خلايا بصيلات الشعر والتي عادةً ما تبدأ بعد أسبوعين من العلاج. غالبًا ما يكون تساقط الشعر أثناء علاج السرطان مشكلة مؤقتة. حيث أنه في الأغلب ينمو شعرك بمجرد الانتهاء من العلاج، وفي بعض الأحيان قد يبدأ في النمو قبل حتى أن ينتهي العلاج.

 

تغيرات الدورة الشهرية

 

يمكن أن تؤدي علاجات سرطان الثدي إلى تعطيل الإنتاج الطبيعي للهرمونات، وبالتالي تؤدي إلى انقطاع الدورة الشهرية. وهذا يعني أنكِ قد تواجهين:
    

  • تعرق ليلي
  • ألم المفاصل
  • زيادة الوزن
  • فقدان الرغبة الجنسية
  • جفاف المهبل

 بعض النساء تستأنف الدورة الشهرية المنتظمة بعد العلاج، بينما البعض الآخر لا يستعيد إنتاج الهرمونات الطبيعي. ونتيجة لذلك، يدخلن سن اليأس. من المرجح أن يحدث هذا عند النساء فوق سن الأربعين.

 

التورم

 

الوذمة اللمفية هي حالة يتجمع فيها السائل في أجزاء مختلفة من الجسم ويسبب التورم. تعرضك جراحة سرطان الثدي أو العلاج الإشعاعي لخطر الإصابة بالوذمة اللمفية في الثديين، والذراعين، واليدين. قد تتم إحالتك إلى اختصاصي الوذمة اللمفية بعد الجراحة لتقليل المخاطر أو تقليل الأعراض إذا كنتِ تعانين منها بالفعل.

 

تغيرات الجلد

 

إذا كان علاج سرطان الثدي لديكِ يعتمد على العلاج الإشعاعي، فقد تواجهين طفح جلدي أحمر يشبه حروق الشمس في المنطقة المصابة، وفي بعض الحالات يمكن أن يكون هذا شديدًا. قد تشعرين أيضًا أن أنسجة ثديك صلبة أو منتفخة. يؤثر الإشعاع على الجسم بعدة طرق. حيث أنه من الممكن أن يتسبب في:

 

  •  تساقط الشعر في منطقة تحت الإبط
  •  تورم الذراع أو الوذمة اللمفية
  •  تلف الأعصاب
  •  حدوث إعياء

زيادة الوزن

 

تكتسب العديد من النساء الوزن أثناء علاج سرطان الثدي. زيادة الوزن بشكل ملحوظ أثناء العلاج مرتبطة بخطر الإصابة بأمراض مرتبطة بالسمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري. قد تنجم زيادة الوزن عن العلاج الكيميائي، أو الأدوية الستيرويدية المختلفة، أو العلاجات الهرمونية.

 

كيفية التكيف مع التغييرات

 

يمكنك القيام ببعض الأشياء لمساعدة نفسك على التكيف مع جسمك الجديد وإدارة بعض التغييرات:

 

  •       للوقاية من زيادة الوزن، اتبعي نظامًا غذائيًا صحيًا يحتوي على الكثير من الفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، وقللي من تناول السكر، واشربي الكثير من الماء، ومارسي نشاطًا بدنيًا جيدًا.
  •       للمساعدة في علاج التورم الناتج عن احتباس السوائل، يمكنك أن تسألي طبيبك عن الأدوية المدرة للبول المختلفة التي تساعد الجسم على التخلص من الماء الزائد.
  •       بالنسبة لتساقط الشعر، ضعي في اعتبارك قص شعرك قبل بدء العلاج الكيميائي؛ حتى يصبح التساقط أقل حدة. يمكنك أيضًا شراء شعر مستعار بمجموعة متنوعة من الألوان والأطوال، كما يمكنك اختيار ارتداء وشاح أو قبعة.
  •       لتخفيف الشعور بعدم الراحة من الإشعاع، ارتدي ملابس فضفاضة لا تهيج بشرتك. كما يمكنك سؤال طبيبك عن الكريمات أو المراهم المختلفة التي قد تهدئ البشرة.

 في دراسة نشرتها مجلة Psychosomatic Medicine، اكتشف الباحثون العلاقة بين المشاكل النفسية والنجاة من السرطان. حيث أنهم قد جمعوا البيانات من أكثر من 200 شخص مصاب بالسرطان في وقت التشخيص ومرة ​​أخرى كل 4 شهور، لمدة تصل إلى 10 سنوات. وقد وجد الباحثون أنه في حال كانت  أعراض الاكتئاب واضحة، يمكن معالجتها ومن المتوقع أن يتم التعافي منها خلال فترة قصيرة.

 

قبل كل شيء، كوني لطيفة مع نفسك، وتأكدي من وجود أشخاص داعمة لكِ حولك، واطلبي المساعدة إذا كنت تشعرين بالضعف حيال تغيرات جسمك. وأخيرًا نريد التأكيد على أن التشخيص المبكر لسرطان الثدي يؤدي إلى معدلات نجاة أعلى بشكل عام.

في الأخبار