-1.png)
يتعلم الأطفال كل شيء من آبائهم، أو على الأقل الآباء هم أول من يضعوا بصمتهم على أسلوب وسلوك أبنائهم، حتى أنهم يؤثرون بشكل كامل على صحتهم الجسدية. بداية من اتخاذ أول خطواتهم الحركية إلى طريقة تناول الطعام والتفاعل مع الآخرين، كل ذلك وأكثر يتحكم فيه الآباء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. ومع مرور الوقت، تزداد أواصر الثقة بين الآباء والأبناء قوة. فكل الأبناء متأكدون 100% من أن مع وجود أبائهم معهم لا يمكن أن يؤذيهم أحد، ومع ذلك، قد يضر الأب/الأم ابنهم بدون قصد عن طريق بعض الأفعال الغير مقصودة. وهنا في هذه المقالة قد أتينا بها كي نحذر الآباء من القيام بها.
الأمور التي تتسبب في العديد من المشاكل لطفلك:
-
الدغدغة
من منّا لا يحب أن يرى أطفاله يضحكون؟ غالبًا ما تكون الدغدغة هي أسهل طريقة لإضحاكهم. ومع ذلك، وفقًا لبحث من جامعة كاليفورنيا، فإن الدغدغة لا تثير نفس شعور السعادة الذي يُنتج بسبب نكتة. في الواقع، الضحك في حالة الدغدغة قد يكون نتيجة لرد فعل انعكاسي. حتى أن الشخص البالغ يتفاعل مع الدغدغة بنفس الطريقة. وفي الكثير من الأحيان، قد يضحك طفلك وهو لا يعجبه الأمر على الإطلاق، ليقلدك فقط.
-
وضع الألعاب معه في مهده
هدف الأباء هو راحة طفلهم. وهذا يدفعهم كثيرًا لملء مهد طفلهم بالكثير من الألعاب المحشوة أو الوسائد المنفوشة أثناء النوم. وهذا يمكن أن يضر بتنفس الطفل ويعيقه في بعض الأحيان، وقد يؤدي إلى الموت، لا قدر الله. كل ما يحتاجه طفلك هو مرتبة مريحة وملاءة رفيعة لينام بشكل مريح وهادئ.
-
هزه بقوة
هناك مواقف يتعرض لها جميع الآباء بشكل متكرر، ومنها بكاء طفلهم دون انقطاع. وكثيرًا يدفع هذا الكثير منهم، ما لم يكن الجميع، إلى هز الطفل من أجل تهدئته. يحذرنا الخبراء من هذا لأن متلازمة هز الرضيع إصابة خطيرة للغاية، وهي إصابة ناتجة عن الهز الشديد الذي يتعرض له الطفل. بالطبع، لا يوجد من يفعل هذا عن قصد، ولكن بشكل عام كن حذرًا في أثناء حمل طفلك الصغير بين ذراعيك.
-
الحفاظ على محيط معقم بشكل مبالغ
بالطبع النظافة في غاية الأهمية، وخصوصًا في وجود طفل في المنزل، ولكن هناك بعض الآباء الذين يبالغون في الأمر، ينظفون البيت بشكل يومي ومستمر ويُبعدون طفلهم تمامًا عن أي أوساخ مرئية أو غير مرئية. والنتيجة هي أن هؤلاء الأطفال الذين يُربون في مثل هذه البيئة المعقمة ينتهي بهم الأمر بالعديد من المشاكل الصحية. وعلى العكس من ذلك، كلما تعرض الأطفال في وقت مبكر لمسببات الأمراض أو الحساسية، كلما تطورت مناعتهم بشكل أسرع. وهذا لا يعني أن عليك أن تعرضهم للأوساخ بشكل مقصود، ولكن لا تبالغ في حمايتهم من الأمراض حتى لا تكون السبب في ضعف مناعتهم.
-
جعله يمشي على أرض مسطحة مبكرًا
في هذه النقطة، قد تتسائل "ما الخطأ في ذلك؟" الحقيقة هي أن العظام والمفاصل في القدم البشرية ليست ثابتة في وضع دائم، فيسمح هذا للقدم بالتكيف مع المخالفات السطحية أثناء المشي. عندما تجعل طفلك يمشي على أرض مسطحة، تحرم قدمه من النمو الطبيعي للعضلات والأعصاب والعظام.
-
إجباره على إنهاء طبق طعامه
هل تتذكر الوقت الذي طلب فيه آباؤنا منّا إنهاء الأطعمة المقدمة في أطباقنا، حتى أنهم كانوا من الممكن أن يعاقبوننا على ذلك الأمر؟ لا تفعل ذلك مع طفلك؛ اتضح إنها عادة سيئة. إذا أجبرت طفلك على ذلك، فمن المحتمل أن يبدأ طفلك في ربط الطعام بتجربة غير سارة عندما يكبر. فبدلًا من إعطاء طفلك الحصة المقررة له مرة واحدة، من الممكن أن تقسمها له على أكثر من مرة أو تقدمها له كلما شعر بالجوع.
-
المساعدة في إطعامه
وفقًا لإيمي براون، الأستاذة المساعدة في الصحة العامة للأطفال بجامعة سوانسي، لا ينبغي علينا مساعدة الأطفال الذين يعرفون كيفية حمل الملعقة على تناول الطعام. ففي حالة إطعامهم، ينتهي بهم الأمر بالإفراط في تناول الطعام. عندما يأكل الأطفال بمفردهم بوتيرتهم الخاصة، يتعلمون تقدير مذاق الطعام، وبالتالي يطورون احساسًا صحيحًا تجاه الطعام، فيما يخص مسألة الشبع والجوع.
-
إجباره على مشاركة أشيائه مع الآخرين طوال الوقت
بالطبع المشاركة أمر يجب أن تربي أطفالك عليه، ولكن إذا أجبرتهم طوال الوقت على ذلك، سينتهي بهم الأمر بوضع سعادة الآخرين قبل سعادتهم ورغباتهم. في المستقبل، سينشأ هؤلاء الأطفال وهم يواجهون مشكلات كبيرة نفسية، مثل عدم القدرة على قول "لا" أو على اتخاذ موقف لأنفسهم. فنعم لتربية الأطفال على المشاركة والاهتمام بالآخرين، ولكن ليس على حساب استقلاليتهم وشعورهم بالذات.
-
إجباره على أن يكون مهذبًا للغاية
غالبًا ما يعلم الآباء الأطفال أن يكونوا مهذبين طوال الوقت وتجاه الجميع، بما في ذلك الغرباء. ولكن هناك جانبًا آخر لهذا الأمر أيضًا؛ في تجربة اجتماعية لدراسة عمليات الاختطاف، ابتعد 15 من 17 طفلًا مع غرباء (متطوعين) كانوا يعتزمون اختطافهم. كل ذلك لأن المتطوعين كانوا مهذبين معهم وقدموا المساعدة أو الحلوى. ولذلك، كن حذرًا، أثناء تعليم طفلك السلوك الجيد، عليك أن تعلمه أيضًا الفرق بين ما هو آمن وما هو ضار له.
إذا كنت قد أخطأت وفعلت أي نقطة من النقاط السابقة، لا تجزع، فقط قم بإصلاح الأمر بذكاء مع طفلك؛ فلا يوجد من هو معصوم من الأخطاء. وإذا أخذ طفلك وقتًا للتعوّد على أي تغييرات طبقتها عليه، فلا تيأس، سيصل في النهاية إلى مبتغاك. فقط استثمر وقتك في طفلك، ولن تندم أبدًا.