بضع دقائق من التمارين يمكن أن تزيد معدل ذكائك وتركيزك

الدكتورة هبه الزعبي

الدكتورة هبه الزعبي

طبيبة

 إن ممارسة التمارين ليست فقط فعالة من أجل بناء جسم أقوى، أو للتخلص من الدهون الزائدة، فهي يمكن أيضًا أن تزيد من تركيزنا وقدرتنا على حل المشكلات لمدة تصل إلى ساعتين بعد الانتهاء من التمرين. لا تحتاج سوى بضع دقائق من التمارين البسيطة حتى تشعر بالفرق في زيادة التركيز والقدرة على التفكير. لذلك، إذا كنت تكافح من أجل التركيز أثناء العمل من المنزل، قد يكون أخذ بضع دقائق لممارسة الرياضة هو بالضبط ما تحتاجه لزيادة تركيزك. 

وجدت مراجعة منهجية نشرت في مجلة Translational Sports Medicine، أن دقيقتين من التمارين يمكن أن تعزز الذاكرة بشكل مؤقت. ويمكن لفترات أطول من التمرين (حوالي ٦٠ دقيقة) أن تحسن الوظيفة الإدراكية. إن التمارين المتوسطة والعالية الكثافة تحسن الذاكرة، والتركيز، وقدرتك على حل المشكلات، والتركيز، ويمكن أن تستمر هذه التغييرات لمدة تصل إلى ساعتين. تابع القراءة وتحقق من الطرق التي تجعلك بها ممارسة الرياضة أكثر ذكاءً.


1- تزيد من الطاقة


كلما تحركت أكثر، زاد نشاطك، والنشاط البدني المنتظم يزيد من قوة عضلاتك ويزيد من قدرتك على التحمل، مما يمنحك الطاقة التي تحتاجها للتفكير بشكل أوضح والتوصل إلى أفكار جديدة. ١٥ دقيقة من التحرك، حتى لو داخل المنزل، تجعل جسمك ينتج المزيد من الطاقة من أجل إنجاز أي مهام أخرى.


2- تزيد من التركيز


يقول الدكتور جون راتي، مؤلف كتاب "سبارك - العلم الثوري الجديد للتمرين والدماغ،" أن التمرين يحسن أداء عقلك على المدى القصير عن طريق زيادة تركيزك لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات بعد الانتهاء من التمرين. إذا كان لديك أي مهمة تحتاج إلى تركيز، فحاول التمرين مسبقًا وستكون في ذروة تركيزك ونشاطك حينها. على المدى الطويل، يمكن أن يساعد ذلك في تخفيف أعراض شيخوخة المخ. فممارسة الرياضة تؤدي إلى المرونة العصبية، وهي قدرة المخ على تحسين أدائه بتدفق الدم ومستويات البروتين المشتق من المخ، وكل ذلك يأتي عن طريق التمارين المنتظمة. 


3- تحسن المزاج


تُطلق ممارسة الرياضة هرمون الإندورفين، وهو أهم مسكنات الألم التى تُفرز طبيعيًا من جسم الإنسان، وهو مسئول أيضًا عن الشعور بالسعادة، وحتى ثبُت أنه يحسن الذاكرة. كما تُفرز الرياضة أيضًا مادة السيروتونين التي تحسن المزاج وتخفف من أعراض الاكتئاب. وأثبتت الأبحاث أن البالغين المكتئبين الذين يمارسون الرياضة بانتظام، يتحسنون مثل أولئك الذين عولجوا بعلاجات الاكتئاب التقليدية.


4- تحسن من وظائف المخ


تساعد التمرينات في تحفيز هرمون الإندورفين، مما يحسن من تحديد أولويات وظائف المخ. فبعض أنواع الإندورفين تحسن من وظائف المخ وتحفز الإبداع والتفكير، مثل الدوبامين الذي له دور كبير في إبداع الأعمال الفنية، والموسيقى، والتأليف، وغيرها. وبعد التمرين، تتحسن قدرتك على ترتيب الأولويات، مما يسمح لك بحجب عوامل التشتيت والتركيز بشكل أفضل على المهمة التي تقوم بها.


5- تُحسن الذاكرة


يتذكر عقلك المعلومات بشكل أفضل عندما يكون جسمك نشطًا. ففي تجربة نُشرت في مجلة الكلية الأمريكية للطب الرياضي، طُلب من الطلاب حفظ سلسلة من الحروف، ثم سُمح لهم بالركض ورفع الأثقال أو الجلوس بهدوء. كان الطلاب الذين ركضوا و تمرنوا أسرع وأكثر دقة عند اختبارهم عن الطلاب الذين جلسوا بهدوء. 


6- تزيد من الإنتاجية والفاعلية


عندما تكون منتجًا وفعالًا، فإن ذلك يدفعك لتحقيق المزيد من النجاح. وبعد ممارسة الرياضة، فمن المرجح أن تكون أكثر لطفًا مع زملائك في العمل، وأن يتحسن أداؤك في عملك وتتحسن قدرتك على إدارة وقتك. كل هذا يؤدي إلى يوم أكثر إنتاجية، ويجعلك أكثر فاعلية. وسوف يتحقق كل ذلك فقط عن طريق بضع دقائق من التمرين!


7- تولد خلايا جديدة في المخ


التمرين هو الطريقة الأكثر فعالية لتحسين الذاكرة والانتباه. إن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام هم أقل عرضة بنسبة ٥٠٪؜ للإصابة بالخرف. بالإضافة إلى ذلك، عندما نمارس الرياضة، تولد خلايا دماغية جديدة في الحُصين - وهي بوابة المخ إلى ذكريات جديدة. هذا الاكتشاف رائع لأنه حتى وقت ليس ببعيد افترض علماء الأعصاب أن البشر ولدوا بعدد معين من خلايا المخ. لكن، من الواضح الآن أن خلايا جديدة يمكن أن تولد في منطقة المخ المسؤولة عن تكوين الذكريات الجديدة، ويتم تفعيل هذه العملية عن طريق التمرين. فعندما نمارس الرياضة الكثيفة، تكون النتيجة هي تكوين الخلايا العصبية - أو ولادة خلايا جديدة.


الرياضة والأطفال


بما أن التمارين المنتظمة تساعدنا على التفكير بشكل أفضل من خلال تحفيز نمو خلايا دماغية جديدة، وزيادة الروابط بين الخلايا، وتحسين الانتباه والتركيز، لماذا لا نعطي هذه المزايا لأطفالنا؟ ستسمح ساعة من التمارين يوميًا لأطفالك بالتركيز بشكل أفضل في المدرسة وفي أنشطتهم اليومية. التمرين يسمح لهم بالاحتفاظ بمزيد من المعلومات، وكتأثير جانبي كبير، ستؤدي التمارين الرياضية إلى تعديل الحالة المزاجية، وتحسين أنماط النوم، وبناء الثقة بالنفس لديهم.


بالإضافة إلى ذلك، الأطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه يستفيدون بشكل كبير من التمارين اليومية المكثفة، لأن التمرين يحفز مباشرةً القشرة الظهرية الوحشية - وهي مناطق في المخ في الشبكة التنفيذية الأمامية المسؤولة عن التركيز، والتنظيم، والتخطيط. عندما تعمل هذه المنطقة في المخ بجهد أكبر، فإن طفلك يركز بشكل أفضل. وإذا كان طفلك يتناول دواءً لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فيمكن أن يؤدي برنامج التمارين المنتظم إلى تحسين فعاليته. لكن، إذا كنت تبحث عن علاج لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند طفلك لا يتضمن أدوية، فإن التمرين هو الخيار الأفضل لك.


ليس عليك أن تكون نجم كرة قدم أو أن تكونِ لاعبة جمباز بميدالية ذهبية حتى يكون التمرين جزءًا منتظم من يومك، أو حتى تنعم بفوائده. كل ما عليك فعله فقط هو العمل على رفع معدل ضربات قلبك لمدة نصف ساعة من التمرين المتواصل في معظم الأيام. فالحرص على نمط حياة صحي يؤثر إيجابيًا على عقلك، وجسمك، ونفسيتك.

في الأخبار