٧ أسئلة شائعة عن الأحلام

الدكتورة هبه الزعبي

الدكتورة هبه الزعبي

طبيبة

يريد الجميع أن يعرفوا ماذا تعني الأحلام التي يحلمون بها، فنحن جميعاً مفتونون بالأحلام ونشعر دائماً بالفضول تجاه معانيها، وهذا أمر مفهوم. الحلم عملية غريبة وغامضة - ما زلنا لا نفهمها بالكامل. لذلك، دعونا نلقي نظرة دقيقة عن بعض الأسئلة الشائعة عن الأحلام.


1- لماذا نحلم؟


هناك العديد من النظريات حول سبب حدوث الأحلام، ويعتقد البعض أن الحلم ليس له غرض أساسي محدد، وأن أحلامنا قد تكون نتاجًا ثانويًا لأشياء أخرى تحدث في المخ أثناء النوم. لكن العديد من الباحثين الذين يدرسون النوم والأحلام يعتقدون أن هناك هدفًا أساسيًا لأحلامنا. تشير بعض النظريات إلى أن الأحلام هي:


  • طريقة لمعالجة الذاكرة والتعلم، ونقل الذكريات من التخزين على المدى القصير إلى التخزين على المدى الطويل.
  •  طريقة للحفاظ على التوازن العاطفي، من خلال الحلم بالأفكار والمشاعر والتجارب الصعبة والمعقدة والمقلقة.
  •  حالة وعي مختلفة توحد الماضي والحاضر والمستقبل - لمعالجة المعلومات.
  •  نوع من التمرينات للمخ لتحضيره لمواجهة التهديدات والأخطار والتحديات في الحياة اليقظة.

 2- ما هي الأحلام؟ وهل جميعنا نحلم؟


الحلم هو مجموعة من الصور والانطباعات والأحداث والعواطف التي نمر بها أثناء النوم. في بعض الأحيان، تحتوي الأحلام على قصص حقيقية مع مؤامرات وشخصيات تكاد تكون كالأفلام. في أوقات أخرى، تكون الأحلام أكثر انطباعية، مليئة بالعواطف والصور البصرية. عادةً، يقضي الشخص ساعتين أو أكثر يحلم، ويختبر فيما بين ٣ إلى ٦ أحلام على مدار الليل، ومعظم الأحلام تستمر من ٥ إلى ٢٠ دقيقة.

 

3- لماذا لا يتذكر البعض أحلامهم؟


تختلف القدرة على تذكر الأحلام بشكل كبير من فرد لآخر. يتذكر بعض الناس بانتظام أحلامهم، في حين أن البعض الآخر قد يكون لديهم ذكريات ضبابية فقط مما حلموا به - أو لا يتذكرون على الإطلاق. وهناك عدد من التفسيرات المحتملة لهذا الغرض. تشير الدراسات إلى أن استدعاء الحلم قد يكون مرتبطًا بأنماط النشاط في المخ. قد يكون لتغيير مستويات الهرمون طوال الليل أيضًا دورًا في قدرتنا على تذكر أحلامنا. 


أثناء نوم حركة العين السريعة (REM)، تكون مستويات هرمون الكورتيزول عالية، وقد تتداخل مع الاتصال بين مناطق المخ التي تشارك في توطيد الذاكرة. يحدث حلمنا الأكثر نشاطًا أثناء نوم حركة العين السريعة، ويقضي البالغون ما يقرب من ٢٥٪؜ من وقت نومهم في نوم حركة العين السريعة. بالإضافة إلى نوم حركة العين السريعة، تحتوي دورات النوم على ثلاث مراحل أخرى. يمكن أن يحدث الحلم في كل مرحلة من مراحل النوم. لكن تبدو الأحلام أثناء نوم حركة العين السريعة أكثر وضوحًا وغرابة من الأحلام خلال مراحل النوم الأخرى.


4- هل هناك أنواع مختلفة من الأحلام؟


تشمل أحلامنا مجموعة مذهلة من المشاعر والأحداث - وأحيانًا تكون غريبة تمامًا. يمكن أن تكون الأحلام مضحكة ومخيفة وحزينة وغريبة. هناك عدة أنواع مختلفة من الأحلام، بما في ذلك الأحلام المتكررة والأحلام الواضحة. قد تحتوي الأحلام المتكررة على محتوى أكثر تهديدًا وإزعاجًا من الأحلام العادية.  تشير الأبحاث إلى وجود روابط بين الأحلام المتكررة والضيق النفسي لدى كل من البالغين والأطفال.


الأحلام الواضحة هي شكل رائع من الأحلام. في الأحلام الواضحة، يدرك الحالم حقيقة أنه يحلم. غالبًا ما يكون عند الحالم الذي يختبر هذا النوع من الأحلام القدرة على التلاعب أو التحكم في أحلامه عند ظهورها. الحلم الواضح مرتبط بمستويات مرتفعة بشكل غير معتاد من نشاط المخ. أظهر أصحاب الحلم الواضح ترددات موجات دماغية أعلى بكثير من الحالمين العاديين، بالإضافة إلى زيادة النشاط في أجزاء من الفص الجبهي للدماغ. هذه المنطقة من الدماغ مرتبطة بوعينا وإحساسنا بالذات، بالإضافة إلى اللغة والذاكرة.  


5- ما هي أكثر الأحلام شيوعًا؟


تختلف تجارب الحلم على نطاق واسع، ولكن هناك بعض الأحلام الراسخة بين العديد من الحالمين عبر الأعمار والثقافات المختلفة، بما في ذلك:


  • أحلام المدرسة (الدراسة وإجراء الاختبارات)
  •  أحلام المطاردة
  •  أحلام جنسية
  • أحلام الهبوط 
  •  أحلام الجري
  • أحلام التحليق في السماء
  • أحلام التعرض لهجوم جسدي
  •  الحلم بشخص ميت، أو الحلم بموت شخص على قيد الحياة في الحقيقة

يقوم العلماء الآن بتحليل نشاط المخ أثناء النوم لفك شفرة محتوى الأحلام. تمكنت مجموعة من العلماء في اليابان من التنبؤ بمحتوى الأحلام باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي بدقة ٧٠٪؜. اكتشف العلماء في جامعة ويسكونسن ماديسون مؤخرًا أن مناطق المخ المستخدمة لأداء المهام في حياتنا لليقظة تُستخدم أيضًا لتلك المهام في الأحلام. أحد الأمثلة: إذا كان الحلم ينطوي على حركة، تصبح المنطقة في المخ المستخدمة لإدراك الحركة أكثر نشاطًا.


6- كم من الأحلام يرتبط بالحياة اليومية؟


يبدو أن حياتنا اليومية لها تأثير هائل على أحلامنا. وجدت إحدى الدراسات أن أكثر من ٤٨٪؜ من الشخصيات التي تظهر في الأحلام يعرفها الحالمين. وتم تحديد ٣٥٪؜ أخرى من الشخصيات التي تظهر في الأحلام من خلال دورهم الاجتماعي أو علاقتهم بالحالم - كصديق أو طبيب أو حبيب على سبيل المثال. وحوالي ١٦٪؜ لم يستطع الحالمين التعرف عليهم. بقدر ما قد تحتوي الأحلام على جوانب الحياة اليومية والروتينية، فإن الأحلام هي أيضًا حالة يمكننا فيها مواجهة تجارب استثنائية وصعبة. وظيفة أخرى محتملة للحلم هي معالجة الأحداث المؤلمة والتصالح معها، مثل الحزن، والخوف، والخسارة، والهجر، وحتى الألم الجسدي، كلها عواطف وتجارب غالبًا ما تعيد نفسها في الأحلام. تشير الدراسات أن الأشخاص الذين عانوا من فقدان أحبائهم معظمهم يحلم بالمتوفي. 


7- هل يمكن أن تساعدنا الأحلام في الإبداع وحل المشاكل؟ 


قد تساعدنا الأحلام على حل المشكلات وأن نكون مبدعين. وجدت إحدى دراسات أحلام الموسيقيين أنهم لم يحلموا كثيرًا بالموسيقى فحسب، بل كان ما يقرب من نصف الموسيقى التي تذكروها من أحلامهم غير مألوفة، مما يشير إلى أن التأليف ممكن في الأحلام. وزعم فنانون، من الشاعر ويليام بليك إلى المخرج إنجمار بيرجمان، أنهم يعتمدون على الأحلام في الإلهام والإرشاد الإبداعي، حيث قال لاعب الجولف جاك نيكلوس أنه حل مشكلة في تأرجح الجولف في المنام. يمكن أن يساعد الحلم في حل بعض أنواع المشكلات الحياتية. حيث تساعد الأحلام الواضحة الحالمين لحل مشاكلهم في المنام، مما يؤثر على وعينا وقدرتنا على حل المشاكل. 


إن الأحلام هي أرض خصبة للتأثير على إطار استيقاظنا وتعزيزه. حيث يمكن أن تزودنا الأحلام بنظرة ثاقبة حول ما يشغل عقولنا وقلوبنا. وفي كثير من الأحيان، يمكن للأحلام أن تُشكلنا، وتجعلنا مبدعين، وتبين لنا من نحن.

في الأخبار