ما هي الأحلام الاستباقية وهل حقًا تتحقق؟

هل سبق لك أن مررت بتجربة حلمت فيها بشيء ما وبعد فترة تحقق ما حلمت به؟ قد يبدو الأمر مصادفة لكنها في الواقع ظاهرة موثقة، وتكتسب اهتمامًا في المجال العلمي. حيث يبدو أن الأحلام الاستباقية تحتوي على معلومات حول المستقبل، وقد يسميها البعض أحلام تنبؤية. أيًا كان الاسم الذي تعرف بها، فهي لها أساس في العلم. إن الأحلام الاستباقية هي نوع من الأحلام التي نحلم فيها بأشياء تتحقق في الحياة الواقعية بعد فترة غير محددة من الحلم، وهي تتشابه مع تجارب عقلية أخرى سنذكرها في تلك المقالة ونحدد الفروق بينهم.

الفارق بين الأحلام الاستباقية والأحلام البديهية

تخيل هذا السيناريو: فتاة تحلم بأنها مصابة بمرض، وبعد شهرين، حصلت على نتائج فحص الدم، ووجدت أنها مصابة بالسرطان. الآن، قد يظن المرء أن هذا حلم استباقي، لكننا بحاجة إلى التفكير في الوقت الذي يسبق الحلم. كانت تلك الفتاة تشعر بالتعب بشكل غير عادي، وضيق في التنفس، وبعض الأعراض الأخرى مؤخرًا. بالإضافة إلى ذلك، توفيت والدتها قبل ثلاث سنوات من مرض السرطان. في هذه الحالة، هناك الكثير من اللاوعي الذي يقود نحو هذا الحلم. فحدس هذه الفتاة وخوفها هم ما أثاروا هذا الحلم - وليس شيئًا آخر. هذا هو الفرق بين الأحلام البديهية والأحلام التنبؤية، فالأحلام التنبؤية الحقيقية ليس لها أحداث أو تجارب سابقة تساهم فيها، إنها عشوائية وغير متوقعة، ولكن لا يزال يتم إثبات صحتها لاحقًا إذا تحققت.

لماذا تحدث الأحلام الاستباقية؟

عندما يحدث حلم معرفي حقيقي وصادق، مهما كان السبب، فهناك رسالة عامة فيه.  قد يكون هذا:

• تحذير من شيء خطير 

نحن مرتبطون بالكون بطرق لا نعرفها أو نفهمها، ويمكن أن يكون الحلم التنبؤي بمثابة تحذير من شيء قادم. سواء كنت تؤمن بالكيانات الروحية، أو الملائكة الذين يحرسونك، أو أرواح أحبائك الذين ماتوا، يمكن أن يرسل لك شخص ما أو شيء ما تحذيرًا لتكون أكثر يقظة.

• رسالة أنك ستكون سعيد 

الأحلام المعرفية ليست دائمًا مخيفة أو بمثابة تحذير. ففي بعض الحالات، يمكن أن تكون ممتعة للغاية. تخيل أنك تحلم بأنك ذهبت إلى رحلة، وفي الأسبوع المقبل، تذهب مع صديقك لرحلة في نفس المكان الذي حلمت به. قد يكون هذا حلمًا تنبؤيًا، ولكنه أيضًا يوضح أنك تسير في الاتجاه الصحيح وأنك ستختبر يومًا ممتعًا، بدلاً من التحذير من شيء ما.

كيف أعرف إذا كان لدي حلم استباقي؟

الأحلام المعرفية أو الاستباقية قد يصعب اكتشافها وتحديدها، وقد لا تعرف أبدًا في ذلك الوقت ما إذا كان حلمك تنبؤيًا أم لا. الطريقة الوحيدة التي ستتأكد بها هي إذا تحقق حلمك بالفعل، وهو يمكن أن يتحقق في اليوم التالي، أو حتى بعد سنوات، فتوقيت تحقيق الحلم شيء غير مضمون. بالإضافة إلى ذلك، يمكن الخلط بين الأحلام الاستباقية والأحلام الواضحة والديجافو (وهم سبق الرؤية). لكن، هناك بعض الاختلافات الرئيسية.

• الأحلام الواضحة

هل سبق لك أن حلمت بشيء وشعرت بأنك تدرك كل شيء تحلم به؟ أعتقد أننا جميعًا مررنا بواحدة على الأقل من تلك التجارب. وفي معظم الحالات، نستيقظ بعد فترة وجيزة من إدراكنا بأننا نحلم، لكن في بعض الحالات الأخرى، نكون على دراية بأننا نحلم، لكننا لا نستيقظ. هذا هو الحلم الواضح. إن الحلم الواضح هو نوع من الأحلام التي تكون لديك القدرة على التحكم فيها والقيام بكل ما تريد وأنت يقظ بكل ما يحدث حولك. يمكن أن يكون الحلم الواضح حلمًا استباقيًا، ولكن في معظم الحالات، يتم إنشاء الأحلام الواضحة تمامًا من أفكارك ومشاعرك.

• وهم سبق الرؤية (الديجافو)

لقد مررنا جميعًا أيضًا بتلك اللحظات التي نشعر فيها أننا كنا في هذا المكان وخضنا هذه التجربة بالضبط من قبل. إن وهم سبق الرؤية هو شعور عابر بأنك كنت في هذا الموقف بالضبط من قبل. من الممكن تمامًا أن تكون قد مررت بتجربة الإدراك المسبق وتكون قد اختبرت ذلك الموقف من قبل، ولكنك لم تتذكر ذلك لأنك نسيت الحلم. على الرغم من أن وهم سبق الرؤية، والأحلام الواضحة، والأحلام التنبؤية كلها أشياء مختلفة تمامًا، إلا أنها يمكن أن تتداخل بسهولة بحيث يصبح من الصعب للغاية معرفة متى حدث الإدراك المسبق حقًا.

ما مدى شيوع الأحلام الاستباقية؟

تشير بعض الأبحاث إلى أن ما يصل إلى ثلث الأشخاص في ذلك البحث أبلغوا عن تجربة الأحلام التنبؤية. ووفقًا لأبحاث أخرى، حددت الدراسات الاستقصائية غير الرسمية رقمًا أعلى من ذلك بكثير، مما يشير إلى أن حوالي نصف الأشخاص في الدراسة اختبروا الحلم التنبؤي. وبصفة عامة، يميل الأشخاص الذين لديهم إيمان أقوى بالتجارب النفسية، بما في ذلك الأحلام التنبؤية، إلى أن تكون لديهم احتمالية أكبر لاختبار ذلك النوع من الأحلام. ومن ناحية أخرى، من المحتمل ألا يفكر الأشخاص الذين لا يؤمنون بالتجارب النفسية حتى في إمكانية تحقق أحلامهم أو أن هناك معنى ورائها. 

كيف يمكن أن تتذكر أحلامك؟

الأحلام الاستباقية مهمة ومفيدة حقًا فقط إذا تذكرناها عندما نستيقظ. إذا وجدت نفسك تتذكر مقتطفات فقط، أو لا تتذكر أي شيء على الإطلاق عند الاستيقاظ، فهناك بعض الخطوات التي يمكنك فعلها لتحسين استدعاء أحلامك.

• تأكد من حصولك على قسط كافٍ من النوم.
• حاول الإستيقاظ بدون منبه.
• احتفظ بمفكرة للأحلام لكتابة جميع التفاصيل.

إن الأحلام الاستباقية هي تجربة رائعة ومحيرة للعقل، حتى لو لم تختبر واحدًا من قبل، فإن مجرد احتمالية اختباره مثيرة حقًا. يتعمق العلم الحديث في الأحلام الاستباقية بقوة أكبر، على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كنا سنحصل على إجابات محددة للعديد من الأسئلة المتصلة بهذا الموضوع. لكن حتى ذلك الحين، لماذا لا تعمل على تذكر أحلامك من خلال النصائح التي ذكرناها، وستندهش من كم الأحلام التي سوف تتذكرها بعد بضعة أسابيع فقط. وعن طريق ذلك، ستستطيع تحديد ما إذا كنت اختبرت حلمًا استباقيًا في أي من أحلامك المسبقة.