٨ طرق لمنح موظفيك بعض الراحة

الدكتورة هبه الزعبي

الدكتورة هبه الزعبي

طبيبة

نحن نعيش حاليًا في ثقافة تُقدّر العزيمة، والمثابرة، وتعظيم الفرص. نتيجة لذلك، يمكن أن يشعر الموظفون وأصحاب الشركات بضغط هائل لعدم رغبتهم في ترك العمل أبدًا، لدرجة أن منظمة الصحة العالمية قامت بإدراج الإرهاق كمتلازمة رسمية. يمكن أن يكون هذا الضغط أسوأ في أوقات الأزمات، كما أن انفجار التقنيات والتكنولوجيا التي تُمكّن العمل عن بُعد، جعل من السهل إلغاء الخط الفاصل بين المنزل والمكتب. لذلك، لابد وأن تدرك أهمية حاجة العاملين لديك في الحصول على بعض الراحة. إذا لم تكن متأكدًا من كيفية تشجيعهم على التوقف وإعادة شحن طاقتهم، يمكن أن تنجح أي من الاستراتيجيات التالية في ذلك.

1- تعرف على موظفيك بشكل أعمق

 
هذا هو ما يصنع الفرق بين المدير الجيد والقائد الحقيقي. لا يتطلب منك ذلك التعدي على خصوصية فريقك أو قضاء أغلب الوقت معه. هذا يعني فقط بناء علاقة قوية بما يكفي بحيث يمكنك تحديد ما يريدون فعله حقًا، وما الذي سيساعدهم في أخذ قسطًا من الراحة. على سبيل المثال، إذا كنت تعلم أن العاملين لديك يرغبون حقًا في الخروج مبكرًا في اليوم السابق ليوم العطلة، فساعدهم على ذلك، وأخبرهم أنه يمكنهم المغادرة في الساعة 2 (أو في أي وقت يكون أفضل بالنسبة لهم.)

2- خطط لنزهة ممتعة

 
عقليًا، تؤثر بيئتك على طريقة تفكيرك. لذلك إذا بقي الموظفون في المكتب، فإن عقولهم ستبقى في وضع العمل بشكل طبيعي. تُقدم النزهات الممتعة حلًا بسيطًا، مع إعطاء بعض التعليمات للفريق بأنه لا بأس بالراحة قليلًا، والاستمتاع بوقت النزهة.

 
وباعتراف الجميع، في خضم الأزمات الصحية والاجتماعية، قد تتطلب هذه الخطوة بعض التخطيط أو الاحتياطات الإضافية. على سبيل المثال، قم باصطحاب فريقك لتناول الغداء في منتصف أسبوع العمل الشهر المقبل. ستحتاج إلى الذهاب إلى مكان يمكنك فيه تناول الطعام بالخارج، مع الحفاظ على مسافة التباعد الاجتماعي، لكنكم ستظلوا قادرين على رؤية بعضكم البعض شخصيًا، والتواصل معًا، وهو ما لم تقوموا به منذ شهور. ثم، كمفاجأة، يمكنك منح الجميع بقية اليوم أيضًا أجازة.

3- استخدام شهادات وقسائم شراء كمكافأة للموظفين

 
قد يكافح بعض العمال حقًا من أجل تحمل تكاليف موارد الرعاية الذاتية الأساسية، أو أنهم معتادون على روتين حياتهم بحيث يحتاجون إلى دفعة لطيفة أو حافز للخروج منه. يمكن أن تضمن الشهادات والقسائم وما إلى ذلك عدم تفويت العمال لفرصة الراحة بسبب وضعهم المالي. كما أنها تُسهل على أعضاء الفريق استكشاف كيفية الراحة والاستمتاع بأنفسهم.

4- ابحث عن طرق للتخفيف من أعبائهم

 
لا يرغب الموظفون في كثير من الأحيان في أخذ قسط من الراحة ما لم يشعروا أن كل شئ يسير بشكل جيد في العمل. يمكن أيضًا أن يكونوا مرتبكين جدًا في محاولة إنهاء كل شيء قبل إجازتهم لدرجة أن محاولة التحضير تشددهم فقط وتثنيهم عن أخذ قسط من الراحة في المستقبل. لذلك، انظر أين يمكنك تخفيف حملهم. على سبيل المثال، إذا كان لديك موظفًا ذاهبًا في إجازة. اسأله إذا كان هناك أي شيء يمكنك حذفه من مهامه حتى يتمكن من المغادرة. لن يمنحه هذا مدة إجازة أطول، لكنه يضمن أنه سيغادر في الوقت المحدد، ولن يكون هناك داعٍ للقلق بشأن المغادرة والمهام غير المنتهية.

5- تنظيم مباراة أسبوعية أو شهرية

 
إن جمع الموظفين حول نشاط رياضي أو اجتماعي، أمر لا يُكلف سوى مبلغًا زهيدًا، يحسن التفاعل الإنساني بين الموظفين في سياق خارج العمل. وسيشعر الموظف حينها أن هناك امتيازات إضافية، تتيحها له الشركة التي يعمل لديها. كما تمنحه مزيدًا من السعادة والانتماء لمكان عمله. يمكنك استئجار ملعب لكرة القدم أو السلة وحشد طاقات الموظفين لممارسة الرياضة والاستمتاع بالوقت في شئ مفيد.



6- مرونة وقت العمل للموظفين المجتهدين


تمر أوقات على الموظف، يشعر فيها بعدم الرغبة في العمل، إما لحاجته للراحة أو لرغبته في المغادرة مبكرًا لقضاء وقت أكبر مع عائلته أو أصدقائه. لا مانع من ترك مساحة معقولة لحركة الموظف، وخاصةً إذا كان مجتهدًا في عمله، وذلك من خلال غض النظر عن استراحة غداء طويلة، إذا لم يكن هناك مهام معينة يجب عليه إنهائها. ويمكن أيضًا السماح للموظف بالمغادرة قبل ساعة أو ساعتين من انتهاء الدوام. كلها طرق تساعد في تخفيف الضغط على الموظف، ومنحه حرية أكبر في التصرف بوقت الفراغ.
 

7- إفساح المجال للعناية بالعقل

 
هناك العديد من الأبحاث التي تقول أن تخصيص بعض الوقت لممارسة التأمل، يمكن أن يكون طريقةً جيدةً لأخذ قسطًا من الراحة. حيث أن التأمل يؤثر بشكل إيجابي في طريقة تعاملنا مع الضغط، والقلق، والأشخاص الآخرين. حاول العثور على مكان هادئ داخل أو خارج المكتب، لتفسح المجال أمام الموظفين لقضاء 15 دقيقة في اليوم لممارسة التأمل الجماعي. وبالتالي تصفية ذهنهم من العمل لفترة وجيزة، والعودة مرة أخرى بنشاط وطاقة أكبر.

8- امنحهم عُطل إضافية غير أيام العطل الرسمية

 
خلال الفترات المزدحمة، على وجه الخصوص، يعمل الموظفون لساعات طويلة، ويتخلون عن فترات الراحة، ويعملون بأقصى سرعة للالتزام بالمواعيد النهائية. عندما ينتهي عبء العمل أخيرًا، يصبحون متعبين ومرهقين. وقد قال 76% من الموظفين، أنهم يريدون إجازة من العمل بعد الفترات المزدحمة، وذلك لإعادة شحن طاقتهم. وفي الواقع، قال 42% من الأمريكيين في وقتٍ سابق من هذا العام، أنهم لم يأخذوا يوم عطلة واحد في عام 2014، والذي بدوّره يُعد شيئًا سيئًا ومرهقًا جدًا.


وفي نهاية هذه المقالة، نريد أن نُلفت الانتباه إلى أن، سواء كان العاملون لديك يقولون ذلك أم لا، فهم بحاجة إلى التوقف عن العمل بشكل منتظم للحصول على الاستجمام والراحة. وبما أن ثقافتنا تدفعهم إلى عدم القيام بذلك، عليك أن تكون متفهمًا ومراعيًا لمجهوداتهم، وطاقتهم، وأن تعيدهم إلى المسار الصحيح. فكلما كان أداء فريقك وشركتك أفضل، فإن ذلك يعود إلى جهودهم والتزامهم بالتعليمات. لذلك، لا تخف من العثور على أي فرص ممكنة لمساعدتهم على الخروج من ضغط العمل ومنحهم بعض الراحة.

في الأخبار