كيف تكون مديرًا ناجحًا؟

الدكتورة هبه الزعبي

الدكتورة هبه الزعبي

طبيبة

المدير في أي شركة، أو حتى مصلحة حكومية، هو قائد الفريق، هو الذي يضبط إيقاع العمل للوصول إلى المستوى المطلوب من الجودة المحددة حسب خطة الأهداف. ولذلك إذا كان المدير لا يعلم بالضبط الطريق الذي عليه أن يخطو فيه، فلن يصل إلى نتائج مرضية بالنسبة له وبالنسبة للمستثمرين أو غيرهم من أصحاب السلطة. هناك خيط رفيع للغاية بين النجاح والفشل إداريًا، وهذا يتحدد حسب المدير، فإن كان ناجحًا، ستجده يتبع استراتيجية محددة بتصميم وتفاني، وإن كان فاشلًا، ستجده يتبع مبدأ البركة ويعتمد على حالة ومزاج الموظفين. في هذه المقالة، قد أتينا لك بالعلامات الواضحة التي تبين لك المدير الناجح وببعض النصائح لتكون مديرًا أفضل. 


علامات تشير إلى نجاح المدير


بغض النظر عن المجال أو الاختصاص العملي، فجميع المدراء الناجحين تجتمع فيهم صفات معينة، بما فيها الآتي: 


  1. يطور علاقة شخصية مع أعضاء فريق العمل ويراقب مؤشر رضاهم ورفاهيتهم وأهدافهم المهنية الفردية. 
  2. يستخدم مهاراته اللغوية والخطابية للتواصل مع أعضاء فريقه بشكل ذكي ولتوضيح أهداف الشركة وتوقعاتها تجاه كل موظف على حدة. 
  3. يسهل عملية إشراك الموظفين في خطة العمل ويعمل على تعزيز انتمائهم.
  4. يخلق بيئة عمل صحية، يتم فيها سماع آراء الموظفين وتقدير مهارات وفرادة كل واحد منهم، ويتم فيها تكليفهم بالمسؤولية، بحيث أن تكون المسؤوليات الجديدة مكافأة للأداء العالي المميز، ويكون فيها العمل الجماعي والعلاقات العملية لا يقلون أهمية عن النتيجة المرجوة النهائية. 
  5. يستخدم مهارات إدارة الوقت ليوازن بين كفاءة العمل ومبدأ احترام وقت الموظفين. 
  6. يمنح الموظفين فرصة للتعلم ولتلقي التدريبات ويزوّدهم بموارد الشركة والأدوات المساعدة الأخرى لتحقيق أهدافهم وأهداف الشركة بنجاح وفاعلية. 
  7. يراجع أداء الموظفين بطريقة عادلة وموضوعية بهدف قياس مدى تطورهم على المستوى المهني والأخلاقي والسلوكي. 
  8. يحافظ على وتيرة واضحة للاجتماعات يكون فيها التواصل هو سيد الحدث. ومن خلالها، يشعر الموظفين بالوضوح بشأن علاقة عملهم وتوجه الشركة. 
  9. يتبع استراتيجية إعطاء كل منصب للشخص المناسب الذي يجلب مهارات جديدة غير موجودة في الشركة. 
  10. يقود عملية اتخاذ القرارات بشكل عادل ومنهجي، يأخذ في الاعتبار الآراء المتنوعة ويلتزم بقيم الشركة.

نصائح إدارية لتكون مديرًا ناجحًا 


  • اختر أعضاء فريقك بتآني وثق فيهم


عند اختيار أي شخص لينضم إلى فريق عملك، لا تختار حلًا مؤقتًا، اتجه للشخص الذي يناسب المنصب المعني. وهذا لا يعني أن عليك اختيار ذوي الخبرة فقط، ولكن على الأقل يجب أن يكون لدى المرشح القدرات والإمكانات التي تجعلك تثق فيه منذ اللحظة الأولى بعد تعيينه. فالثقة تجنبك الإدارة المصغرة التي تجعلك تتدخل في تفاصيل التفاصيل التي تخص كل وظيفة على حدة. بشكل عام هذا النوع من الإدارة يجعلك تهدر الكثير من الوقت في أشياء من الممكن الآخرون يتولونها بدلًا عنك لتركز أنت في الصورة الأكبر أو في الهدف المرغوب في نهاية الطريق. 


كلامي السابق لا يعني أن ترسل الموظفين من الدار للنار، أي أن توليهم المنصب دون أي إعداد من جهتك، فكي تبني الثقة تجاه موظفك، عليك أن تختار، أولًا، الشخص المناسب فقط للعمل وأن تعده بالشكل الصحيح ليتخذ قرارات القيادة، التي تخص اختصاصه الوظيفي، بنفسه وبشكل صحيح، لا يضر بمصلحة الشركة. 


  • عيّن موظفين بخلفيات وخبرات مختلفة


عند بناء منظمتك، عليك أن تهتم بفكرة الاختلاف والتنوع، فالاختلاف يولد أفكارًا مختلفة وحلول مبتكرة. والتنوع هنا يشمل موظفين بتجارب وأراء وأعمار وخلفيات مختلفة. عيّن الأشخاص الذين يغطون النقط العمياء لديك. فيجب أن يكون الموظفون مكملين لبعضهم البعض؛ حتى تخلق مجتمع عملي لا يمكن هزمه على الإطلاق. 


  • ابدأ يومك باكرًا دائمًا


بشكل عام يجب عليك أن تستيقظ باكرًا لأسباب شخصية وعملية. الأسباب الشخصية تشمل تجهيزك نفسيًا وجسديًا من خلال الرعاية الذاتية. على سبيل المثال، مارس الرياضة صباحًا لتستعد ليومك العملي أو التأمل أو أي نشاط يشحن طاقتك من أجل يوم عملي مثمر. وأسباب عملية تشمل تجهيز أي مستلزمات أو خطابات لاجتماعاتك ومهامك العملية أو أي شيء آخر عليك القيام به قبل يومك العملي. 


  • ضع نظامًا لإدارة شؤونك العملية


حسب اختصاص عملك، عليك أن تضع نظامًا لإدارة شؤونك الخاصة المتعلقة بالعمل. أوجد حلًا مريحًا بالنسبة لك لتدوين واجباتك وواجبات فريقك، سواء إن كان ذلك من خلال نظام تشغيل مخصص أو تطبيق على الموبايل أو الكومبيوتر أو حتى على الورق.


  • كن متأكدًا من أن لن يتفق معك الجميع


لا يوجد من يُرضي جميع الأشخاص بآرائه، وخصوصًا المدير، لا تتوقع أن يحبك الجميع، هذا ليس الهدف من وراء وجودك من الأساس. نعم، أنت مطلوب منك أن تراعي ظروف موظفيك وأن توازن بين احتياجاتهم واحتياجات العمل، ولكن في النهاية لا تكن مسيرًا بهدف إرضاء الجميع. كن متأكدًا من أن بمجرد قبولك لهذا المبدأ وتصميمك على رؤيتك الخاصة، يمكنك أن تكون مديرًَا وقائدًا أفضل. ومع ذلك، لا تخف من أن يتم تحدي آرائك من قبل بعض موظفيك. اسمح للآخرين بالتعبير عن آرائهم ودعهم يتحدون تحيزاتك، فهذا سيجعلك بالتأكيد مديرًا أفضل. 


المدير الناجح هو الكابتن الذي يوجه السفينة إلى مرساها الأخير الآمن. بالدمج ما بين العدل والموضوعية والاستراتيجية والثقة في الآخرين ستكون قادرًا على تحقيق أهدافك كمدير وأهداف شركتك. وضع في اعتبارك أن بمجرد اختيار الكوادر المناسبة للوظائف لديك، ستتمكن من إلقاء القليل من الحمل من على كتفك بحيث أن يكون تركيزك بشكل كامل موجهًا نحو الصورة الأشمل والأعمق لأهداف الشركة. عزيزي، ثق فيمن حولك، راقب، وادرس النتائج، وضع استراتيجيات مناسبة توازن بين أهداف الشركة وإمكانيات العمالة، وستصل إلى بر الآمان سريعًا. 

في الأخبار