
من الطبيعي أن تريد شريكًا رومانسيًا يشاركك طموحاتك، وأهدافك، وأحلامك. والجدير بالذكر أن علاقتك العاطفية تؤثر في حياتك المهنية بطرق رئيسية. إذا كان شريكك يؤمن بأهدافك ويدفعك لإنجاز الكثير من الأشياء في حياتك المهنية، فمن المرجح أن تنجح فيها؛ ليس فقط لأن شريكك سوف يدفعك للخروج من منطقة الأمان الخاصة بك وتجربة أشياء جديدة، ولكن أيضًا لأنك ستتلقى ثناءً وإعجابًا مستمرين من شريكك، مما سيحفزك أكثر. فمع الدعم المناسب، يمكنك التقدم في حياتك المهنية بسلاسة والوصول إلى هدفك بسرعة أكبر. وبالمثل، إذا كانت حياتك العاطفية غير مستقرة وشريكك لا يحفزك على النجاح والتقدم، فسوف تتأثر حياتك المهنية بشكل كبير.
ونظرًا لأن علاقتك العاطفية وشخصية شريكك يمكن أن يكون لهما بصمة على حياتك الشخصية والمهنية، فإن مناقشة أولويات بعضكما أمرًا ضروريًا. وفيما يلي نقاط تتعرف منها على كيفية تأثير الحب على وظيفتك سواء بالإيجاب أو بالسلب.
1- الحب الصحي واضح وليس محير
إذا كنت تريد إشارة واحدة واضحة على إذا كنت في علاقة صحية أم لا، اطرح سؤالًا واحدًا على نفسك: "هل العلاقة واضحة أم محيرة؟" فكلما كانت العلاقة أكثر إرباكًا، كلما كان علينا تخمين المكان الذي نقف فيه، وكلما كان الحب غير صحي. حيث أنه كلما زاد الضغط الذي نشعر به وكلما أصبحنا أكثر ضعفًا، قل تفكيرنا بشكل مستقيم والعمل بكفاءة. حيث أن عقولنا تنشغل بالقلق والمخاوف التي نعيشها في علاقاتنا العاطفية. هذا النوع من القلق يبعدنا عن العمل، فيصبح جسدنا متواجدًا في مكان العمل، أما عقلنا ليس كذلك، وبالتالي تركيزنا يكون غير جيد.
2- الحب الصحي يحدث فيه اختلافات ولكن دون قتال
هناك قول مأثور مفاده أن جميع الشركاء يتقاتلون. أما الشركاء الأصحاء يختلفون، ثم يستكملون علاقتهم بشكل طبيعي. عندما يكون الحب صحيًا، لا يعتبر الاختلاف في الرأي بين الشريكين مشكلة، ولا يجعلهما يطلقان على بعضهما البعض الاتهامات المختلفة. حيث أنه في العلاقة الصحية يعتز الشركاء باختلافهم. أما عندما يكون الحب غير صحي، تتصاعد الخلافات إلى مجادلات كاملة تستمر لفترات طويلة، فنفقد احترام الذات والطرف الآخر في هذه الخلافات السامة. عندما لا نحترم أنفسنا وشريكنا، يتوقف الناس عن احترامنا. فهم ينظرون إلينا على أننا غير متوازنين عاطفيًا، وهي ليست السمعة التي نريدها، خاصةً في العمل.
3- الحب الصحي يقوم على الصدق وليس النفاق والزيف
عندما يكون الحب صحيًا، يمتلك كلا الشخصين النزاهة ليكونا صادقين مع بعضهما البعض، حتى عندما يكون اختيار الصدق مؤلمًا. وفي هذه الحالة، يمكن تلقي النقد وتقديمه بمستوى من الاحترام والتفهم. فعندما نعتاد على الصدق في حياتنا الخاصة، يصبح لدينا الأدوات اللازمة للتواصل بشكل أفضل في حياتنا العملية والشخصية.
أما الحب غير الصحي فيقوم على النفاق والقواعد التي يضعها أحد الشريكين بشكل صارم على الآخر، فلا يستطيع الطرف الآخر مناقشة مشاكله بصدق وأريحية خوفًا من النقد اللاذع وتوجيه الاتهامات. هذا النوع من الإجهاد يجبرنا على وضع الوظيفة جانبًا لإدارة ما يحدث في حياتنا الشخصية خارج العمل، وبالتالي يبدأ الزملاء في رؤيتنا على أننا سلبيون ومشتتون، ويفقدون الثقة في قدرتنا على تحمل أعباء العمل.
4- الحب الصحي إيجابي وليس سلبي
الحب الصحي ممتع، وسهل، ومريح، وهادئ. في العلاقات الصحية، يتخذ كل شخص خيارًا واعيًا للتركيز على الصفات الإيجابية لشريكه، مما يؤثر إيجابيًا على صحتهما النفسية. وعندما نكون سعداء في علاقاتنا العاطفية، نذهب إلى العمل جاهزين، ومركزين، ومتحمسين؛ لتقديم كل ما لدينا. أما العلاقات السلبية، نركز فيها فقط على الصفات السلبية للشريك الآخر، مما يجعل الخلافات بين الطرفين مجهدة وطويلة. وهنا يأتي السؤال المهم: ما مدى فعالية العمل عندما يكون الشخص في حالة إجهاد ذهني طوال الوقت بسبب مشاكله العاطفية؟
5- الحب الصحي حر وليس مُسيطر
لكي يتواجد الحب يجب أن يكون هناك مساحة للشغف والاستقلالية لكل شريك. يسمح الحب الصحي لكل شخص أن يكون شغوفًا خارج العلاقة؛ وذلك للقيام بالأشياء التي يحتاج كل فرد إلى القيام بها ليكون سعيدًا، وصحيًا، وناجحًا بشكل مستقل. هذا النوع من الحب يسمح ويشجع نجاح الآخر. أما العلاقات غير الصحية هي عزلة اجتماعية. تميل إلى أن تكون خاضعة للسيطرة، عادةً من قِبل الشخص الذي تقضي مخاوفه على استقلالية الآخر. عندما لا يُسمح بعلاقات العمل، فهذا يعزلنا عن زملائنا في العمل، وبالتالي لا يعد يُنظر إلينا على أننا جزء من فريق العمل المندمج والمتماسك.
6- الحب الصحي يدعم لا يخذل
الحب الصحي هو التمكين. حيث يفخر كل شريك بالآخر ويتم الاعتراف بذلك شفهيًا وعاطفيًا. فالعلاقة الصحية يكون الطرفان فيها على تواصل وقرب مستمر. أما في الحب غير الصحي، فلا يفرح فيه أحد الطرفين بنجاح الآخر بل أنه في بعض الأحيان ينتظر فشله. تستنزف هذه الديناميكيات الدافع للأداء الأفضل؛ لأننا نعتقد أن لا شيء نفعله كافٍ على الإطلاق.
كلما شعرنا بالسعادة والرضا في حياتنا العاطفية، كان أداؤنا أفضل في جميع مجالات حياتنا، خاصةً الحياة العملية. الحب الصحي ممتع ومنفتح. عندما يحب ويحترم الطرفان بعضهما البعض، تصبح العلاقة العاطفية بينهما هي منطقة الراحة والأمان، حيث يحتضن هؤلاء الشركاء بعضهم باستمرار. أما الحب السام، فيقوم فيه الشريكان باستهلاك بعضهما في الصراعات والمشاكل المستمرة.
الحب الصحي يدعم فيه كلا الشريكين بعضهما ليعيشا حياتهما الفردية على أكمل وجه. عندما نكون محبوبين، فإننا نركز، ونرتكب أخطاءً أقل، ونصبح محبوبين في العمل. بينما في العلاقات الغير صحية يصبح الأمر مُرهقًا وموترًا، مما يؤدي إلى تشتيت انتباهنا وارتكاب المزيد من الأخطاء في العمل. اختار علاقاتك العاطفية بحرص؛ لأن انعكاسها على حياتك المهنية كبير ومهم.