كيفية تطوير عقلية قوية لتحديد أهدافك

الدكتورة هبه الزعبي

الدكتورة هبه الزعبي

طبيبة

عندما تشعر أنك عالق مع أهدافك، يتبادر إلى الذهن العديد من الحلول. ربما تحتاج إلى قراءة بعض الكتب أو التفكير في استراتيجيات أخرى لإكمال أهدافك. ولكن هناك طريقة أخرى يجب مراعاتها وهي تطوير عقلية قوية لتحديد الأهداف. كيف تنظر إلى مشاكلك ومعتقداتك وعملية تفكيرك بشكل عام يمكن أن ثؤثر في أشياء كثيرة. يجب أن تعرف لماذا يستحق عقلك الوقت والجهد لتطويره. السبب الأكبر هو ما ذكر أعلاه: المسار العام الخاص بك يمليه عليك عقلك، وهو يتأثر أيضاً بكيفية رؤيتك للعالم. إن عقليتك هي التي ستؤثر عليك في نجاحك أو فشلك، وستملي عليك الطريق الصحيحة التي تتعامل بها مع التحديات التي تواجهها. لا يعني ذلك أن كل ما تحتاجه هو عقلية جيدة فقط لتحقيق النجاح، ولكن عقليتك ستؤثر على كل جانب من جوانب حياتك وستوجهك إلى الأمام. إليكم بعض الأشياء التي يمكنكم وضعها في عين الاعتبار عند تطوير أو تنمية عقلية قوية لتحديد الأهداف.


1- أعد التفكير في هدفك


 يمكن تقسيم هذا إلى قسمين: الهدف نفسه وسبب السعي وراء هذا الهدف. هذان الجانبان هما اللذان يحددان هدفك وكيف تسعى من أجله. اسأل نفسك، هل تحدد هذا الهدف لأنه يجعلك تشعر بالراحة؟ أم أنك تحدد هذا الهدف لأنك تريد أو تحتاج إلى تحقيق ذلك؟ بمجرد تحديد الأهداف التي تعني الكثير بالنسبة لك والتي تريد العمل من أجلها، ستتمكن من معرفة الفرق بين هذين الجانبين بشكل أفضل. لكن الفرق الأبرز بين أهداف الشعور بالرضا والأهداف الفعلية هو الرغبة في إكمالها. هذا هو المكان الذي يبدأ فيه الجانب الثاني - السبب، أو سبب البدء. ستجد أن الأهداف التي تُشعرك بالرضا ليس لها سبب قوي، إنها أشياء يمكنك تأجيلها ولا تحسب العواقب، فهي أشياء يمكنك القيام بها لاحقًا. ولكن إذا كان سببك عميقًا بما فيه الكفاية، فسوف تفكر في الهدف والمهام المرتبطة به بصورة بالغة الأهمية لحياتك. إنه شيء يجب عليك دائمًا القيام به مهما حدث. يجب أن تتأكد من أن الأهداف التي لديك هي أشياء تريد حقًا تحقيقها.

2- لا تحاول، اجعل أهدافك تتحقق


حتى الطريقة التي تصيغ بها الأشياء في رأسك أو خطابك لنفسك يمكن أن يُملي عليك أفعالك أيضًا. سيقول الكثير من الناس أنهم "سيحاولون" فعل شيء ما بخصوص أهدافهم، ولا يستخدمون "سوف نفعل". ما يحدث بعد ذلك يمكن التنبؤ به، فبعد ثلاثة أشهر، لن يكونوا قريبين من تحقيق هدفهم. المشكلة في هذه الحالة هي مستوى الالتزام الذي يجب على المرء تحقيقه في المقام الأول. مثل النقطة السابقة، إذا كنت تفتقر إلى الالتزام، فلن تحفر عميقًا لسبب شخصي للقيام بشيء ما بجدية والتزام. لذلك، يجب عليك تغيير طريقة تفكيرك بحيث تركز أكثر على تحقيق الأشياء، لا فقط التحدث عنها. 


3- ابحث عن التقدم في مجالات أخرى


بطبيعة الحال، التقدم نحو هدف هو شيء عظيم، لكن التحقق من التقدم طوال الوقت يمكن أن يكون سيئًا أيضًا. ماذا لو لم تتقدم بالسرعة التي تريدها أو كانت توقعاتك عالية جدًا بالنسبة للنتائج التي تلقيتها؟ يمكن أن تتسبب هذه الأشياء في فقدان الناس للدافع أو بشعورهم أنهم يضيعون الوقت ولا يتقدمون، مما يؤدي إلى الاستسلام. خلال هذا الوقت، يجب أن تبحث عن التقدم في مجالات أخرى. على سبيل المثال، غالبًا ما يصاب الناس بالإحباط عندما يكون هدفهم هو فقدان الوزن وملاحظة أن مقياس الوزن لا يتغير كثيرًا أو على الإطلاق على الرغم من جهودهم. بينما يستسلم معظم الناس أو يثبط عزيمتهم، فكر في النظر في مجالات أخرى من حياتك. هل تجد حركات معينة أسهل؟ هل أجريت أي تغييرات في نمط الحياة؟ هل القيام بمهام محددة أصبح أسهل؟ المهم أن الهدف من ذلك هو ممارسة التمارين، فقد لا تفقد الوزن بسهولة، لكنك تطور عضلاتك أكثر وتجعلها أقوى من ذي قبل. هناك طريقة أخرى للنظر إلى هذا الأمر وهي تذكير نفسك بأنك تحرز تقدمًا أكثر من شخص ما زال يفكر في فعل شيء ما بدلاً من فعله.


4- حَسّن من نفسك


المفتاح لتحديد أهداف أكبر هو فهم أن بعض الأهداف تتطلب مستوى معينًا من المهارات. فاعلم أنه لتحقيق بعض الأهداف، ربما تحتاج إلى تحسين مهاراتك في مجالات معينة أو اكتساب مهارات جديدة تمامًا. مهما كانت الحالة، انظر إلى الجوانب المختلفة اللازمة لتحقيق ما تريد. لا تخف من إجراء بعض الأبحاث ومعرفة ما يتحدث عنه الآخرون في هذا الشأن. 


5- أخبر نفسك أنه لا بأس بالفشل


جانب رئيسي آخر لعقلية تحديد الأهداف هو فهم أنه لا بأس بالفشل. بقدر ما تريد تحقيق هدفك من محاولة واحدة، فمن المحتمل أنك لن تفعل ذلك. ستفشل مرة أو تتعثر أو يوقفك شيئًا ما. المفتاح هو عدم اعتبار هذه اللحظات وكأنها النهاية أو أن تعتبر نفسك فاشلاً. قد تواجه بعض الانتكاسات في مسيرتك بالتأكيد، لكنها ليست نهاية الطريق. كل ما هو مطلوب منك في هذه المرحلة هو إجراء بعض التغييرات - كيف تخطط للأهداف، وما هي الإجراءات التي تحتاج اتخاذها بشأنها. ذكّر نفسك أن الفشل فرصة لك لجعل الأشياء أفضل مما كانت عليه من قبل. إنها فرصة لإعادة تجميع الأشياء وتحسينها من أجلك، وهذا أسهل كثيرًا لتحقيق أهدافك في المستقبل. الجانب السلبي الوحيد هو أن الفشل يمكن أن يكون ضربة قاسية لك في البداية.


6- ابني عادات صحية


في حين أن أهدافك مهمة بالتأكيد، إلا أنه يجدر أيضًا النظر في العادات الأخرى التي تقوم بتطويرها. على سبيل المثال، إذا كان هدفك هو إدارة نشاط تجاري ناجح على وسائل التواصل الاجتماعي أو أي شيء يتطلب منك أن تكون أمام شاشة الكمبيوتر، فمن المحتمل أنك تعرض نفسك لكثير من الوقت أمام الشاشة. علاوةً على ذلك، يمكن أن يترجم الالتزام بالوقت على الشاشة إلى أن تتراجع جوانب أخرى من حياتك أيضًا. تتمثل الفكرة في هذه الاستراتيجية في النظر إلى العادات الصحية التي لديك في حياتك وإلى أي مدى تتعامل مع جوانب حياتك الأخرى. هذا لا ينطبق فقط على أشياء مثل الأكل الصحي أو ممارسة الرياضة. يجب أن تنظر إلى مقدار الوقت الذي تقضيه مع الأشخاص الآخرين في حياتك ومع نفسك، وألا تُضيع جميع وقتك في جانب واحد من حياتك.


7- أومن بنفسك


الاقتراح الأخير لتطوير عقلية قوية من أجل تحديد الأهداف أقوى هو أن تؤمن بنفسك، فهناك ثقل يوضع على إيمانك بنفسك. كل ذلك يعود إلى عقليتك. إذا كنت لا تؤمن بنفسك، فلن تكون ملتزمًا بشيء ما. يمكنك حتى النظر إلى إخفاقاتك كأسباب لعدم تجربة شيء من هذا القبيل مرة أخرى، ليس لأنك شخص فاشل. من السهل التفكير بهذه الطريقة، وأن يؤدي تفكيرك إلى دوامة سلبية يمكن أن تحبطك بشدة. ولكن، كل ما عليك فعله هو إيجاد طريقة لتثق بنفسك أكثر وأن تواصل العمل على نفسك. إنه لأمر مدهش ما يمكن أن تفعله المثابرة والقدرة على التكيف مع الظروف الحالية لتحقيق هدف ما. يبدأ كل شيء بالإيمان بنفسك.

إن طرق تطوير عقلية قوية لتحديد الأهداف لا نهاية لها، ولكن كل منها يعمل بطريقته الخاصة. يمكن لكل الطرق أن تُلهمك وتساعدك على فهم كيفية تحديد أهدافك وكيف يمكنك تسعى ورائها بشكل أفضل. بفضل هذه الأساليب وحدها، من السهل أن ترى كيف يمكن للعقلية أن تغير موقفك وطريقة تعاملك بالكامل تجاه أهدافك، لذا فكر في اتباعها. فهي يمكن أن تقودك إلى آفاق وإنجازات جديدة.

في الأخبار