٥ أسباب تجعل الناس عالقين في حياتهم المهنية

الدكتورة هبه الزعبي

الدكتورة هبه الزعبي

طبيبة

استنادًا إلى استطلاع الرضا الوظيفي الذي أجراه موقع Glassroom.com، فإن 40% من الموظفين يشعرون بالرضا عن عملهم، بينما قال 27% إن وظائفهم جيدة، و 33% غير راضين في العمل تمامًا. إذا لم يعجبك ما تفعله، فكيف يمكن زيادة إنتاجيتك وأدائك في العمل؟ كيف يمكن للمنظمات أن تنمو وتنافس عندما يفتقر موظفوها إلى الشعور التنافسي؟ بقدر ما تكون المنظمة مسؤولة عن تزويد موظفيها بالقيادة، وثقافة مكان العمل، وأدوات التقدم، فإن الموظف مسؤول بنفس القدر عن الحصول على الرضا في حياته المهنية.

في اقتصاد اليوم، لا يمكنك التنبؤ بالمستقبل بناءً على ما حدث في الماضي. ومع ذلك، هناك شيء واحد مؤكد: يجب أن تجد الرضا والنجاح في مهنتك. يجب أن تركز باستمرار على خلق فرص للتقدم، وأن تستثمر في نفسك أكثر من أي وقت مضى حتى تتمكن من اكتشاف المهارات التي تستمتع باستخدامها أكثر وكيفية تطبيقها على أفضل وجه في عملك. يدعي معظم أصحاب العمل أنهم يستثمرون في موظفيهم، لكنهم يفعلون ذلك مع مراعاة مصالحهم الفضلى دائمًا. هذا لا يعني أنهم لا يهتمون لأمرك. هم فقط يهتمون أكثر بأنفسهم. يتطلب منك هذا الواقع القاسي، كفرد، إعادة ضبط تفكيرك حتى لا تقع في الفخ الذي يقع فيه معظم الناس: البقاء عالقًا في حياتك المهنية.

وفيما يلي خمسة أسباب تجعل الناس عالقين في حياتهم المهنية، وما يجب عليك تجنبه للوصول إلى الرضا والنجاح في وظيفتك:

1- تجنب مواجهة التغيير

 
اخرج من منطقة الراحة الخاصة بك، وافتح عينيك على أكثر الفرص الواضحة أمامك. انتبه جيدًا لأولئك الذين يتقدمون في حياتهم المهنية، فهم يأخذون الفرص، ويتبنون المخاطر، ولا يترددون في وضع الأفكار موضع التنفيذ. استخدم التغيير كأداة تعليمية. كلما أصبحت أكثر راحة مع فكرة المخاطرة وعدم اليقين، كلما تعلمت أن تدير التغيير وتتعلم منه. إن التغيير يساعدك على فتح عينيك على ميزة التجديد كضرورة في حياتك المهنية التي تساعدك على تحقيق ميزة تنافسية مميزة.

2- مقاومة النمو والنضج

 
هل تعرف شخصًا يعمل في نفس الوظيفة لأكثر من 10 سنوات؟ بينما يحب بعض الناس وظائفهم، وقع معظمهم ضحية للرضا عن الذات. لذلك، فهم يقاومون النمو والنضج. تتوقف هذه التركيبة من الأشخاص عن تعلم أشياء جديدة، وتقاوم الحصول على تدريب في مجالات جديدة يمكن أن تجعلهم مؤهلين للترقية في المنظمة التي يعملون بها.

 
يتعثر الناس عندما يفتقرون إلى القدرات، والمهارات، والثقة بالنفس للتقدم. انظر فقط في المرآة واسأل نفسك : "هل عملت بذكاء كافٍ لتحسين نفسي في العمل بشكل ملحوظ خلال الشهر الماضي؟ هل أتدرب على المهارات والأدوات التي ستساعدني على التطور؟" إذا أجبت بـ "لا" على هذه الأسئلة. أمامك الكثير من العمل، والذي يبدأ بموقفك في الترحيب بالتحديات وتوسيع آفاقك. فكر في الأشياء التي تثيرك أكثر؛ هل تعيشهم في عملك كل يوم؟ تعهد بتوسيع تفكيرك، والتوقف عن التسويف.

3- المعاناة من عدم القدرة على تسويق النفس

 
تعد هذه العقبة أكثر شيوعًا مما تعتقد. فكثير من الأشخاص الأذكياء الذين أعرفهم، لا يعرفون كيف يبيعون ويسوقون لأنفسهم. في المرة القادمة التي تكون فيها في اجتماع، راقب بعناية كيف يبيع الآخرون أفكارهم وتوصياتهم. كيف يجذبون انتباهك ورغبتك في معرفة المزيد عما يشرحونه؟ هل يبيعون "الضجيج" ليتم ملاحظتهم، أم أن نهجهم مثير للتفكير ومدروس جيدًا؟ هل يمكن الوثوق بهم؟

 
إذا عرف الناس كيف يبيعون أنفسهم بشكل أكثر فعالية، فسيتم إنشاء وظائف جديدة، وسيتم تكوين علاقات أكثر فاعلية مع العملاء، وسيكون الابتكار وفيرًا. تنجذب الشركات إلى المواهب التي تبيع نفسها. هذا يعني أنك فعال في بيع نفسك، حتى في الوقت الذي لا تحاول فيه القيام بذلك. بيع نفسك أمر يجب أن يحدث بشكل طبيعي، ولكنه يتطلب منك أن تفهم نفسك جيدًا بما يكفي لتبدو حقيقية وجديرة بالثقة. كل شخص لديه قصة يرويها ويبيعها. تعلّم أن تروي قصتك جيدًا بما يكفي لبيعها.
 

4- ربط أنفسهم بالأشخاص الخطأ

 
هذا هو الشيء الوحيد الذي يؤثر على الناس أكثر من أي شئ آخر. تضيف الدائرة المقربة من الأصدقاء والزملاء قيمة غير محدودة لحياتهم المهنية. فالناجحون محاطون بآخرين يريدون أن يستمر نجاحهم. حيث أن النجاح يولد النجاح، وأن تربط نفسك بأشخاص طموحين، يجعلك تريد أن تكون أكثر طموحًا ونجاحًا. إليك نصيحة: عندما تفكر في الأشخاص الموجودين حاليًا، أو أولئك الذين ترغب في أن يكونوا في دائرتك المقربة، اسأل نفسك: هل أحترمهم وأثق بهم بما يكفي ليكونوا مرشدينِ في حياتي المهنية؟

5- عدم تقدير الناس للوقت

 
يمر الوقت سريعًا عندما تكون مستمتعًا بما تفعل. هذا المصطلح هو في الواقع حقيقة. وعلى العكس، يتباطأ الوقت بشكل كبير عندما تكون الأمور صعبة، وليست ممتعة. هذا هو الحال بالنسبة للأشخاص العالقين في حياتهم المهنية لأنهم لا يديرون وقتهم بشكل فعال ومنتج، فبالتالي هم يضيعون وقتهم ولا يقدرونه.

 
يتطلب التخلص من هذا الموقف، التفكير في طرق تجعل كل ساعة مهمة في عملك. الوقت هو أثمن ما لدينا، ومع ذلك لا يزال الناس لا يقدرونه بما فيه الكفاية. إذا فعلوا ذلك، ستتحقق الأفكار، وستصبح الأحلام حقائق، والوظائف سوف تصبح أكثر متعة. يعقد الناس حياتهم المهنية لأنهم يفضلون الاستماع إلى ما يعتقد الآخرون أنهم يجب أن يفعلوه بها، بدلًا من استخدام وقتهم بفعالية لمعرفة الإجابات بأنفسهم. يمكنك أن تستمع لاقتراحات الأشخاص الآخرين، ولكنك فقط تستطيع تحديد ما سيحقق رضاك ​​الوظيفي.

 
وأخيرًا، نحن نعلم أن وقت العمل ليس بالوقت الممتع كالذهاب للتنزه، ولكنك يجب أن تتحلى بالطموح، وتعلم كيفية إدارة الوقت، وتضع أهدافًا واضحة لتحقيقها خلال مسيرتك المهنية. والأهم، أن تبتعد عن الأسباب الخمس السابقة، مثل عدم تقدير الوقت، وربط نفسك بالأشخاص الخطأ، وذلك لتكتمل بك العوامل التي ستساعدك على النجاح في حياتك المهنية.

في الأخبار