٥ أسباب تجعلك تُقلل من اجتماعات تطبيق Zoom

الدكتورة هبه الزعبي

الدكتورة هبه الزعبي

طبيبة

للعديد منّا، الجلوس في المنزل في فترة الكورونا يعني المزيد والمزيد من اجتماعات تطبيق Zoom. فأصبح معظم الأشخاص الآن يعملون عن بُعد بسبب أزمة كورونا التي غيّرت الكثير في الروتين اليومي الخاص بنا، الذي أصبح مليئًا باجتماعات العمل والالتزامات. فقد كان البيت ملاذًا لكل منّا من تعب وإرهاق العمل، ولكن الآن أصبح هو مقر إرهاق وتعب العمل المستمرين. 


التواصل بين زملاء ورؤساء العمل أرتبط الآن بتطبيق Zoom. من الممكن أن تجد نفسك أمام شاشة الكمبيوتر الخاص بك لمدة ساعات تحدق بك عيون كثيرة عن كثب؛ وهذا الأمر مزعج بالنسبة للكثيرين. ناهيك عن المشاعر المزعجة التي نشعر بها قبل وأثناء تلك الاجتماعات، مثل احساسنا الدائم بضرورة إصلاح شكل الشعر والمكياج، أو حتى الإحساس المزعج المرتبط بضرورة تغيير البيجامة قبل الاجتماع. 


"هل يعني كلامك أن الاجتماعات عبر الإنترنت متعبة أكثر من الاجتماعات المنعقدة وجهًا لوجه؟" 


نعم عزيزي القارئ، ففي غياب لغة الجسد أو التواصل الجسدي بشكل عام، يشعر الشخص أثناء اجتماعات الإنترنت أن الاتصال البصري المستمر واختيار الكلمات المناسبة أمران صعبان للغاية، وبهذا يشعر أنه يبذل جهدًا أكبر ليبدو مهتمًا بكل ما يُقال. 


ولأن لدينا ذاكرة عمل محدودة، لا يمكننا أن نقوم بالعديد من الأشياء في آن واحد بوعي كامل، ولكن لدينا القدرة في معالجة وامتصاص وفهم العديد من المعلومات تلقائيًا دون وعي، مثلما نفعل مع لغة الجسد. الاجتماعات عبر الإنترنت تُزيد من الحمل الذهني لأنها تحتاج إلى تخزين معلومات كثيرة في آن واحد في ذاكرة العقل المؤقتة. 


إليك ٥ أسباب تجعلك تُقلل من الاجتماعات المنعقدة على منصة Zoom


  • افتقاد لغة الجسد 


يتم نقل مشاعرنا إلى بعضنا البعض في الاجتماعات من خلال الإشارات الجسدية عن طريق تعابير الوجه ونبرة الصوت والإيماءات ووضع الجسم والمسافة فيما بيننا. في الاجتماعات المنعقدة وجهًا لوجه، يُمكننا أن نعالج تلك الإشارات تلقائيًا دون جهد في نفس الوقت الذي نسمع فيه الطرف الآخر ونركز في كلامه. على عكس اجتماعات الإنترنت، نحتاج إلى جهد أكبر لمعالجة وفهم الإشارات الجسدية. الاهتمام أكثر بتلك الإشارات ومحاولة فهمها من الممكن أن يستنزف الكثير من طاقتنا. 


في الاجتماعات المباشرة، نعتمد أيضًا بشكل كبير على الإشارات الجسدية لإصدار الأحكام العاطفية، على سبيل المثال لتحديد ما إذا كان الكلام الذي يقوله الشخص في الاجتماع موثوقًا أم لا، إلى آخره. كما أننا نفهم بشكل تلقائي أحاسيس من حولنا عن طريق تلك الإشارات، مما يجعل الأمر صعبًا للغاية لاستنتاج العواطف في اجتماعات Zoom. 


  • حدوث المواقف العائلية المفاجئة المحرجة


من منّا نسى الموقف الذي وُضع فيه مذيع النشرة الجوية، جيف ليون، عندما فاجأته قطته باقتحامها للغرفة التي يقدم فيها النشرة الجوية على الهواء مباشرة؟ ومن ساعتها أصبحت قطته نجمة النشرة الجوية، لأنه قرر أن يحملها كل مرة يكون فيها على الهواء بعد أن أُعحب بها المشاهدين، وبالتالي أصبح هو الأشهر ما بين خبراء الأرصاد الجوية. صدفة مثل هذه جعلته الأفضل في مجاله لأنه يختلف عن الآخرين. ولكن تصور معي إذا حدث مواقف أخرى تسبب الإحراج لك أثناء اجتماعات الإنترنت، ولم تكن مثل موقف القطة التي كانت السبب في نجاح صاحبها وظهورها المستمر على شاشات التليفزيون. وبالفعل قد حدث العديد من المواقف المحرجة مع الكثير من الناس أثناء اجتماعات الإنترنت، مما جعل الكثير منّا يظلون مشتتين ويعانون من ضغط كبير خوفًا من، على سبيل المثال، أن يدخل عليهم أطفالهم أثناء الاجتماعات. 


  • افتقاد الأحاديث الجانبية الملهية عن ضغط العمل 


في طريقنا إلى العمل، من الممكن أن يكون الالتقاء بشخص ما والدردشة معه عن أحوالنا وآخر الأخبار أن يقلل كثيرًا من ضغط العمل وأن يجدد طاقتنا لاستكمال العمل بنشاط أكبر. القهوة الصباحية التي نشربها مع زميل لنا في العمل، من الممكن أن تجعلنا في أتم الاستعداد للعمل لإنتاجية أكبر. تلك الأشياء البسيطة من الممكن أن تُغيّر كثيرًا مزاجك في العمل إلى الأفضل. ولكن في البيت، في الأغلب نعمل طوال ساعات العمل على العديد من المهام ونخرج منها إلى الاجتماعات بشكل مباشر دون أي استراحات مُلهية عن ذلك الجهد المبذول. 


  • إرهاق النظر المستمر إلى وجوهنا 


التركيز المتزايد على تعابير وجه الآخرين ورؤية الذات من الممكن أن يُشكلان ضغطًا متزايدًا عليك. رؤية تعابير وجهنا السلبية، مثل الغضب أو الاستياء أو الاشمئزاز، من الممكن أن تؤثر علينا بشكل أكبر من رؤية الآخرين بنفس تلك التعابير، مما يجعلنا طوال فترة الاجتماع نفكر في التحكم في تعابير وجهنا، مما يشتتنا عن النقاط الهامة التي تخص العمل المعروضة في الاجتماع. 


  • الصمت يقود الأشخاص إلى الفهم الخاطئ


الصمت في الأحاديث المباشرة المنعقدة وجهًا لوجه مهم للغاية، فهو يخلق إيقاعًا طبيعيًا للكلام، ولكن في المكالمات عبر الإنترنت يُمكن أن يجعلك تشكك في وصلات الإنترنت، ومن الممكن أيضًا أن يجعل من حولك يفهمونك بشكل خاطئ، فعلى سبيل المثال، قد تبدو بالنسبة لهم في هذه الحالة أقل تركيزًا أو غير ودودًا على الإطلاق. 


في النهاية، أحب أن أقول لك عزيزي القارئ أن على الرغم من أن منصة Zoom لها العديد من الآثار السلبية على الصحة النفسية للأشخاص، كما ذكرنا بالأعلى، إلا أننا في هذه الأزمة لا يوجد بديل لها، فنحن الآن مجبرين على أن نتواصل بشكل كامل عن طريق الإنترنت. لتقليل الآثار السلبية لتلك الاجتماعات، من الممكن أن تشارك ملفًا مع زملائك في العمل يتضمن كل التفاصيل التي تريد أن تشاركها معهم، أو ترسل لهم رسائل بريد إلكترونية بها كل المعلومات المعنية. وفي بعض الأحيان، من الممكن أن يكون استخدام الهاتف الخيار الأفضل على الإطلاق. مكالمات التليفون تجعلنا نُركز على صوت واحد وتسمح لنا بالتجول أثناء الكلام، الذي يساعد على التركيز، على عكس اجتماعات Zoom.

في الأخبار