كيف تحقق أقصى استفادة من وظيفتك الحالية؟

الدكتورة هبه الزعبي

الدكتورة هبه الزعبي

طبيبة

بعد أن تقدمت إلى وظيفة الأحلام وقبلتك الإدارة بعد أول مقابلة معك، شعرت أنك بدأت أن تحقق أولى خطواتك نحو بناء مشوارك العملي. بعد فترة بسيطة من بداية العمل، بدأ ضغط العمل يؤثر على رأيك في كل شيء حولك. بدأ كل شيء يتحول من اللمعة التي كانت تضيء عينيك إلى ظلام دامس. ظلت الأمور تسوء، حتى وجدت أن الخلاص هو أن تترك وظيفتك الحالية لتبحث عن واحدة أخرى لا تُسبب لك كل هذا الضغط. 


لكن، انتظر، ربما هذا ليس الحل الأفضل. في هذه المقالة لم نأتي لك فقط ببعض الطرق التي سوف تساعدك في تحقيق أقصى استفادة من وظيفتك الحالية بل سنساعدك في أن تصبح أكثر سعادة في محيط عملك وأن تحصل على مستوى الراحة الذي طالما حلمت به وتحافظ على سمعتك التي عملت عليها بجد لكسبها. 


  • تطوع لمهام جديدة تتعلق بالعمل 


في الكثير من المشاريع المبتدئة، يكون فريق العمل مكونًا من أشخاص معدودين على أصابع اليد، ولهذا في بعض الأحيان التطوع لمساعدة فريقك في أمر ما يتعلق بالعمل، قد يكون خطوة جريئة وذكية من جهتك. بعض الخبراء يسمون الاستعداد للقيام بمهام جديدة "سلوك المواطنة التنظيمي،" ويؤكدون أن الآثار المترتبة عنها قد تكون مجزية للغاية ومفيدة لمسيرتك المهنية. يقولان كل من، مارك بولينو وأنتوني كلوتز، أستاذين في إدارة الأعمال، "أن تكون مواطنًا تنظيمي يُمكن أن يكون هذا مجزيًا على المستوى المهني والشخصي لك لأنه يجعل للعمل معنى وجدوى ويسهم في الحصول على أفضل تقييمات أداء."  


من الممكن أن فعل بسيط، مثل المشاركة في جلسات العصف الذهني أو حتى كتابة بعض المقالات، أن يعطيك بعض الامتيازات في مكان عملك. ولكن احرص على أن تختار الأنشطة المناسبة لمهاراتك، فلا تختار شيئًا مختلفًا تمامًا عما تملكه. 


من الممكن أن تسأل مديرك المباشر أو حتى مدير الموارد البشرية عن كيفية مساعدتهم في أي أمر يحتاجونه داخل إطار العمل. وإذا أصبحت مساهماتك في بعض المهام الإضافية نشاطًا منتظمًا، فمن الإنصاف أن تطلب من مديرك تعديل لقبك المهني ليعكس تلك المسؤولية الإضافية، والتي يمكن أن يكون لها أثر واضح في تقدمك الوظيفي. 


  • اقترح على زملائك أن تساعدهم 


 بعض الأبحاث تؤكد على أن مساعدة الزملاء قد يكون أمرًا مرضيًا للغاية لنا جميعًا. مساعدة أي زميل لك في المهام البسيطة أمر قد يحسن كثيرًا من علاقتك به. اسأل رئيسك في العمل عن كيفية مساعدة الآخرين من حولك مع الوضع في الاعتبار مهاراتك واختصاصك العلمي، حتى تستطيع أن تساعد من يطلب المساعدة في مجال تخصصك أو حتى في الأمور البسيطة، على سبيل المثال، في إعطاء بعض الدروس لشرح برنامج Powerpoint لزميل لك. 



  • قدّر مجهودات من حولك 


تقدير إنجازات الزملاء لبعضهم البعض قد يكون أمرًا نادر الحدوث، وقد لا يحدث على الإطلاق. وعلى الرغم من ذلك، الجميع يعلم أهمية هذا الأمر على المستوى النفسي والمهني. لذا ارفع من مستوى إنجازك المهني، وقدّر إنجازات من حولك وشجعهم أثناء الاجتماعات، وفي رسائل البريد الإلكترونية، أو من خلال منصات التواصل الداخلية. 


تأكد من أنك تعطي شرحًا مفصلًا لما فعله زميلك في العمل من إنجازات، وأن توضح كيف أحدث هذا الفعل فرق، وكيف أثر هذا الجهد عليك، ولا تقول كلمة أو كلمتين فقط، مثل "شكرًا" أو "عمل جيد." هذه الخطوة ستساعدك كثيرًا في إظهار روح الفريق لديك وأن تعزز سمعتك بين زملائك ومديرك في العمل. 


  • حسّن مهاراتك 


بمجرد أن ننتهي من فترة الدراسة الجامعية الخاصة بنا، الكثير منّا يهمل تعلّم أشياء جديدة وتحسين المهارات. التعليم ليس له نهاية، لذا من أجل تحقيق تجربة عملية أكثر إرضائًا لك، عليك أن تخطو خطوات فعلية نحو تعلّم ما ينقصك على المستوى العملي وعلى تحسين مهاراتك. اسعى للاشتراك في دورات تعليمية خارجية أو داخلية. ولا تتوجه سريعًا إلى الدورات الخارجية قبل أن تتأكد من عدم وجود ما تبحث عنه داخل البرامج التعليمية الداخلية المجانية. 


  • كن جزءًا من الأنشطة الاجتماعية 


أن تشارك في الأنشطة الاجتماعية مع زملائك هو أمر بالتأكيد هام للغاية ويلعب دورًا فعالًا في تحقيق سعادتك المهنية. كل ما عليك هو أن تقدّم نفسك إلى الزملاء الجدد وأن تعمل جنبًا إلى جنب مع كل من حولك وتشاركهم في النشاطات الاجتماعية، حتى مع الأشخاص التي لم تتواصل معهم عادةً. وضع في اعتبارك أن الروابط التي تشكلها خارج بيئة العمل تقوي تلك التي داخل العمل. 


  • جدّد ديكور مساحة العمل الخاصة بك 


بالتأكيد أنا لا أطلب منك أن تُغيّر ديكور مكتبك بالكامل، ولكن أن تضع بعض الأشياء التي تسعدك على مكتبك أثناء القيام بالعمل، على سبيل المثال، صورة مع زوجتك وأبنائك، أو حتى كوبك المفضل، أو هدية حصلت عليها من أبنائك، وبعض الملصقات التي تحتوي على عبارات تشجيعية. اجعل تجربتك ممتعة ولا تنساق وراء الضغط الذي يفرضه العمل عليك. ملهيات بسيطة عن ضغط العمل ستزيد بالتأكيد من سعادتك المهنية وبالتالي إنتاجيتك في العمل. وربما تكون تلك الأشياء البسيطة السبب في بداية محادثات مع من حولك. 


لا تتردد في تجربة تلك الخطوات السابقة، ولاحظ النتيجة على المستوى المهني مع زملائك ومديرك، وعلى المستوى النفسي، في تقليل الضغط الناجم عن العمل وزيادة سعادتك المهنية. بعض من الإيجابية والتعاون سيأتيان لك بنتائج مفاجئة ورائعة بالتأكيد. حلول مثل السابقة، ستجعلك ترى جانبًا في شخصيتك لم تكن تراه من قبل، جانب مليء بالحيوية والنشاط والجرأة.

في الأخبار