
دائمًا كنّا نحاول أن نجد الوقت لأنفسنا لنعيد حساباتنا فيما يخص كل شيء، العمل والقرارات الحياتية المهمة واليومية، إلى أخره، ولكن بسبب انشغالنا اليومي بالأمور الاعتيادية من عمل وعائلة وأنشطة معتادة، لم نكن نجد هذا الوقت للتفكير أو حتى لإنجاز ما نؤجله يومًا بعد يوم. ولكن مع الظروف الحالية المصاحبة لانتشار فيروس كورونا، أصبح الوقت في صالحنا لاستغلاله بالشكل الذي طالما حلمنا به. على الرغم من أن للكورونا مساوئ عديدة، إلا أننا لا نستطيع أن ننكر أن لها أيضًا فوائد عظيمة فيما يخص توفير الوقت لإنجاز كل ما كان يُؤجل من قبل.
في هذا المقال، أتينا لك ببعض النصائح الوظيفية للاستفادة من انغلاق الكورونا المفروض علينا لتغيير نظرتك لرحلتك والقرارات الوظيفية، وبالتالي حياتك بشكل كامل؛ استعد للتغيير الكامل!
-
حاول أن ترى الصورة من الخارج لفهم ما يدفعك نحو قراراتك
دائمًا هناك هدف نحاول أن نسعى له في حياتنا، وبالأخص في العمل، هناك من يريد أن يكسب الكثير من المال، وهناك من يريد أن يُحدث تغيير، وهناك من يريد أن يصل إلى وضع معين في حياته، إلى أخره. تعرّف عليك؛ احفر داخل عقلك وكيانك لتصل إلى هدفك الذي تسعى إليه. وضع في اعتبارك أن هذا الهدف بالتأكيد يؤثر بشكل ظاهر وخفي على قراراتك الحالية وتصرفاتك، لذا حاول أن تكون صريحًا مع نفسك ولا تتلاعب بنفسك، امسك بزمام أمورك ولا تتردد في استغلال هذا الوقت في فهمك أولًا، قبل أي شيء آخر.
-
اعرف إنجازاتك حتى هذه اللحظة
بالتأكيد كلامنا السابق لا يعني أن نتغاضى عما كنت تفعله من قبل، وما هي نتائج تلك الأفعال والقرارات، ولكن على العكس من ذلك، يجب أن تعرف وتحفظ في عقلك إنجازاتك السابقة. يجب أن تفهم المكانة التي وصلت إليها الآن في عملك وحياتك بشكل عام، وهل الهدف الذي حددته من قبل بالفعل وصلت إليه أم لا؟ هل أنت في طريقك إليه أم انحرفت عن الطريق الذي حددته لنفسك لأي سبب كان؟
-
تعرّف على ما تبرع فيه أو على مهاراتك بشكل عام
بعد أن تعرفت على إنجازاتك، سيكون عليك التركيز فيهم جيدًا للتعرف على ما برعت فيه من قبل في تحقيق تلك الإنجازات. ما هي مهاراتك التي ساعدتك في تحقيق تلك الإنجازات؟ على سبيل المثال هل أنت بارع في إدارة الأشخاص؟ مما خلق منك مديرًا ناجحًا، أم أنت بارع في المحافظة على ميزانية الشركة؟ إلى آخره …
-
افهم إحساسك في أثناء هذه الأزمة العالمية
على الرغم من أن العديدين كانوا يحلمون بالعمل عن بُعد، إلا أن بعد الحصول على مبتغاهم بسبب أزمة كورونا، لم يكن الكل على وفاق مع الفكرة. فهناك من لم يحتمل البُعد عن المكتب لكل هذه الفترة، قد ترجع الأسباب إلى أن العمل عن بُعد يستلزم الالتزام وضبط النفس وتقسيم الوقت للنجاح فيه، وليس الكل لديه الإرادة النفسية كي يضبط الأمر بشكل صحيح وصحي ليناسب تلك الأزمة.
الآن عليك أنت أن تتعرف على احساسك تجاه هذه الأزمة، عليك أن تصل إلى الصورة كاملة حول مشاعرك في تلك الفترة؛ هل تشعر بالإحباط لأنك تعمل من المنزل أم تفضل ذلك؟ هل تفتقد وجودك في مكتبك وعلاقاتك مع الآخرين من حولك؟ هل من السهل عليك أن تدير فريقك؟ (هذا في حالة أنك مدير،) أجب على كل الأسئلة التي تأتي إلى مخيلتك حول مشاعرك الحالية نحو عملك في أزمة الكورونا.
-
تخيل ما لم يحدث حتى الآن
بعيدًا عن الوظيفة التي تشغلها الآن أو قائمة المهام التي تقوم بها يوميًا، تخيل معي ما هي الوظيفة التي إذا شغلتها أو المهام التي من الممكن أن تقوم بها التي ستجعلك تستغل مواهبك وقدراتك. إذا كان من الممكن أن ترسم ملامح دورك العملي المثالي، دون التفكير في أي قيود، فماذا سيكون؟
-
خطط لخطوتك الوظيفية القادمة
فكر في الأسئلة الاعتيادية التي تُطرح عليك في مقابلات العمل التقليدية وحاول أن ترد عليها بإجابات واضحة، أسئلة مثل "كيف تجد نفسك بعد ثلاثة أعوام؟ كيف غيرت أزمة كورونا من تفكيرك فيما يخص خطواتك القادمة؟ ما الذي تريده حتى تصل إلى ما تريد أن تصل إليه بعد ثلاثة أعوام؟ هل هناك نقص ما في مهاراتك تريد أن تعمل عليه؟ هل سيرتك الذاتية تحتاج إلى بعض التعديلات، إلى آخره...
-
ضع مخططًا لتحسين مهاراتك
الآن جاء الوقت للتخطيط لتحسين مهاراتك لتناسب مخططك السابق أو خطوتك القادمة. يجب أن تستكشف المهارات الناقصة واحتياجاتك كي تصل إلى هدفك المعني. ما هو التدريب الذي من الممكن أن تحصل عليه لملئ فجوات المهارات؟ ما هي الندوات أو الدورات التي يجب أن تحضرها؟ ما هي المصادر التي يجب أن تتطلع عليها؟
-
لا تخف أن تأخذ خطوة جريئة نحو هدفك
لا داعي من القلق في هذه المرحلة، بالتأكيد أزمة كورونا تأثر كثيرًا بالسلب على نفسية كل منّا، ولكن الانسياق وراء مشاعرنا السلبية قد يأخذنا إلى أماكن مظلمة ليس لها نهاية جيدة ومطمئنة. كل ما عليك أن تفعله هو أن تثق في حدسك الآن وفي تخطيطك لمستقبلك وألا تخاف أن تأخذ خطوات فعلية، حتى وإن كانت بسيطة، نحو حلمك.
في حين أن أزمة كورونا قد جاءت بالعديد من التغييرات المفاجئة في حياتنا، إلا أن ليس كل تغيير بالتأكيد شيئًا سيئًا. استغل هذه الفترة التي تستدعي منّا اللجوء إلى منازلنا في إحداث تغيير فعلي في حياتك الوظيفية، ولا تتردد في أن تقفز قفزة ثقة نحو كل ما تحلم به؛ فاليوم هو وقت التغيير الفعلي في حياتك.