إن خسارة شخص عزيز علينا أحد أكثر التجارب ألمًا التي قد نختبرها. لذلك، يمكن أن يكون لها تأثيرًا سلبيًا على الصحة العاطفية والجسدية على حد سواء. لسوء الحظ، يتوقع معظم أصحاب العمل عودة الموظفين إلى وظائفهم قبل أن يشعروا بالاستعداد الكافي لاستئناف أنشطتهم الاعتيادية. لذلك، تقدم هذه المقالة اقتراحات عملية وصحية لمساعدتك على التعامل والتأقلم مع حزنك عند العودة إلى وظيفتك بعد وفاة شخص عزيز عليك.
إليك بعض النصائح لتجربتها:
1- شارك مع زملائك سبب حزنك
لا يجب أن تفترض أن جميع زملائك يعرفون أنك حزين بعد عودتك إلى العمل. الحقيقة هي أن معظم الشركات قد لا تتعامل مع حقيقة الموت كما تأمل، وبالتالي، فإن افتراض أن صاحب العمل قد أبلغ كل زملائك في غيابك أنك كان لديك حالة وفاة، قد يكون خاطئًا. في حين أن بعض الشركات قد تعلن عن ذلك لكل الموظفين، فإن العديد من الشركات الأخرى ستقوم فقط بإبلاغ زملائك في القسم أو مشرفك المباشر، وتفترض أن الخبر سوف ينتشر قبل أن تعود إلى العمل. لذلك، يجب أن تحرص على إبلاغ زملائك في العمل أن شخصًا تحبه قد مات حتى لا تضطر إلى تفسير سبب حزنك للكثير من الناس عند عودتك إلى العمل.
يمكنك تحقيق ذلك بعدة طرق:
- وسائل التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك، و تويتر، وما إلى ذلك
- المكالمات الهاتفية أو رسائل البريد الإلكتروني
- الطلب من مشرفك أو قسم الموارد البشرية بإعلام الناس
- الطلب من زميلك المقرب في العمل بإعلام الآخرين نيابة عنك
- التحدث على انفراد مع الأفراد الذين ترغب في إبلاغهم في مكان عملك
تتمثل إحدى مزايا التواصل الشخصي في هذا الموضوع هو أن زملائك في العمل يمكنهم مساعدتك أثناء حزنك. نظرًا لأن كل واحد منّا يحزن على الفقدان بطريقته الخاصة، فلا توجد طريقة صحيحة أو "مناسبة" للحزن، لذا الخيار لك ويجب أن تفعل ما هو الأفضل لك الآن. وإذا كنت تأمل أن تساعدك العودة إلى العمل في إبعاد عقلك عن ألمك الداخلي، فيمكنك إخبار زملائك في العمل أنك تُقدر تعاطفهم لكنك تفضل ألا يذكروا ما حدث لفترة، أو يتحدثون معك فيما تشعر.
2- خطط كيف تتعامل مع حزنك في العمل
لا تتوقع أنه يمكنك دائمًا إخفاء حزنك أثناء العمل، حتى إذا اتبعت الاقتراح أعلاه. وبغض النظر عن مدى رغبتك في أن تساعدك العودة إلى العمل على تشتيت انتباهك عن أفكارك ومشاعرك المؤلمة لعدة ساعات، يجب أن تتوقع أن حزنك سوف يسيطر على مشاعرك وقد ينتهي الأمر بك بالبكاء في مكان العمل رغم مجهوداتك. فمن الصعب، إن لم يكن من المستحيل، الهروب من الحزن لفترة طويلة لأن أصغر الأشياء يمكن أن تثير الأفكار أو الذكريات المتعلقة بهذا الشخص، مثل رائحة عطر زميل في العمل، أو إذا ذكر زميل اسم فيلم أو أغنية تُذكرك بهذا الشخص، أو إذا لاحظت فجأة أن شخصًا ما يرتدي زيًا مشابهًا.
أنت لا يمكنك توقع كل شيء قد يثير حزنك بمجرد عودتك إلى العمل، لذلك يجب أن تخطط لكيفية التعامل مع اللحظات التي ستتداخل فيها مشاعرك مع الطريقة التي تريد أن تتصرف بها. إذا وجدت نفسك تبكي فجأة، على سبيل المثال، ابحث عن أقرب مرحاض، أو مخرج، أو مكان خاص يمكنك الجلوس فيه حتى تهدأ. تذكر أن السماح لنفسك بالشعور بالحزن وحتى البكاء أمر طبيعي تمامًا عندما تكون حزينًا، لذلك بدلاً من محاربته، يجب أن تخطط كيف تتعامل معه في مكان عملك.
3- سامح الآخرين
كما هو مذكور أعلاه، غالبًا ما يفشل معظم الأشخاص (وبالتالي معظم الشركات) في الاستجابة كما نرغب أو نحتاج بعد أن نشهد وفاة شخص قريب علينا. لذلك، حاول أن تفهم أن زملائك في العمل ربما يرغبون في مساعدتك على الشعور بالتحسن بطريقة ما ولكن لا يعرفون كيف. إذا عدت إلى مكان عملك، على سبيل المثال، وشعرت أن الناس لا يأتون إليك ويتحدثون معك كما كانوا يفعلون من قبل حدوث الوفاة، فلا تتخيل أشياء سلبية. فمعظم الناس لا يعرفون ببساطة كيف يتصرفون ويقلقون بشأن قول أو فعل الشيء الخاطيء. لذا، لا تأخذ الأمور على محمل شخصي.
4- سامح نفسك
يخلق الموت فراغًا هائلاً وفوريًا في حياتنا يحطم على الفور إحساسنا بالراحة، والفرح، والسعادة. بغض النظر عن علاقتنا بالمتوفي - سواءً كان والدًا، أو طفلًا، أو شقيقًا، أو زوجًا، أو صديقًا، أو قريبًا من العائلة - فإننا لا نتغلب حقًا على الحزن الناجم عن وفاة أحد الأحباء. إن الحزن يؤثر علينا عاطفيًا، وجسديًا، وعقليًا، وروحيًا، لذلك يجب ألا تتوقع أنك ستعود إلى العمل بنسبة ١٠٠٪ أو أنك ستعود للتصرف كما كنت من قبل. بدلاً من ذلك، من المحتمل أن تواجه بعض التحديات التالية خلال يوم عملك مثل:
- اللامبالاة و/أو التساؤل عما إذا كان عليك ترك وظيفتك أو العثور على وظيفة جديدة
- صعوبة في التركيز
- الفشل في تحقيق ما كنت ترغب في إنجازه
- الشعور بالنعاس أو الإرهاق أثناء يوم العمل
- النسيان
- زيادة معدل الأخطاء أو عدم دقة أعلى من المعتاد
- التهيج أو نفاذ الصبر
في الوقت الحالي، أثناء حزنك، يجب أن تتجنب اتخاذ أي قرارات مهمة في الحياة، مثل ترك وظيفتك وإيجاد مكان آخر للعمل. علاوًة على ذلك، يجب أن تفهم وتقبل أن حزنك سيؤثر على أدائك الوظيفي وشعورك تجاه كل شيء تقريبًا لفترة من الوقت بمجرد عودتك إلى العمل. أنت ببساطة لست نفسك المعتادة خلال هذا الوقت، لذا بدلاً من إنكار ذلك أو لوم نفسك، يجب أن تسامح نفسك عندما تُخطيء أو تفشل في إنجاز بعض المهام.
إن التواصل مع مشرفك وزملائك في العمل أمر بالغ الأهمية في هذا الوقت لمساعدتهم على استيعاب شعورك وحزنك، ولمساعدتك أيضًا على الشعور بتحسن. بالإضافة إلى ذلك، سيساعدهم ذلك على فهم أن ما تمر به قد يؤثر على أدائك وإنتاجيتك في العمل. وضع في بالك أنك يجب ألا تضغط على نفسك كثيرًا الآن، لأن الأمور ستصبح أسهل تدريجيًا بمرور الوقت.