الخيانة هي أحد أكبر مخاوف الرجال والنساء في الزواج. الخيانة الزوجية تلحق الضرر بالشريك الآخر، لا سيما بعد الثقة التي بنيتها مع شريكك. بعد الخيانة الزوجية، قد يواجه الطرف الآخر مشاكل في الثقة مرة أخرى. ليس من الغريب ألا تثق ضحية الخيانة في شريكها جنسيًا وعاطفيًا فحسب، بل قد تبدأ في الشك فيمن حولها وتنعدم الثقة لديها. في أعقاب علاقة غرامية، تظهر المزيد والمزيد من الأكاذيب وهذا يجعل الثقة صعبة للغاية. إن الشخص الذي يتعرض للغش سوف يتعرض لضربة قوية لتقديره لذاته. قد يشعرون بالحرج ويعتقدون أنهم ليسوا كافيين لأحد. قد يشككون في جاذبيتهم، وذكائهم، وشخصياتهم، مما قد يدفعهم إلى اكتئاب أعمق سيستغرق وقتًا طويلاً للتعافي منه. يميل الرجال والنساء إلى تعريف الخيانة الزوجية بشكل مختلف، وهذا له تأثير على الطريقة التي ينظرون بها إلى الخيانة. فيما يلي أربع أسباب تجعل الرجال والنساء يرون الخيانة الزوجية بشكل مختلف.
1- لديهم معتقدات مختلفة حول الخيانة الزوجية
غالبًا ما يرى الرجال والنساء الغش بشكل مختلف. في حين أن معظم الرجال والنساء قد يفكرون في الاتصال الجنسي مع شخص آخر خداعًا، تميل النساء إلى التركيز بشكل أكبر على الغش العاطفي أكثر من الرجال وفقًا لدراسة. فالرجال يمكن أن يفعلوا أشياء مثل الإعجاب المستمر بصور امرأة على وسائل التواصل الاجتماعي، أو إرسال رسائل نصية خاصة أو مراسلة امرأة أخرى، أو حتى وجود علاقة وثيقة مع امرأة من الجنس الآخر؛ وكل هذا له تأثيره على علاقته الزوجية. تقول دراسة عن العلاج الجنسي والعلاقات: "إن معرفة ما يعتقد شريكك أنه خيانة يمكن أن ينقذ العلاقة إذا فهم كلا الشريكين وجهة نظر بعضهما البعض، مما يجعل موضوع تصورات الخيانة الزوجية المختلفة جديرًا بالبحث." في كثير من الأحيان، ينكر الناس وجود علاقة عاطفية لأن تلك العلاقات تبدأ كصداقات بريئة ولا تنطوي على جنس، ولهذا السبب، لا يعتبرونها غشًا على الإطلاق. ومع ذلك، يمكن أن تكون هذه العلاقات العاطفية بنفس القوة، إن لم تكن أكثر من بعض العلاقات الجنسية. وبصورة أكبر، يميل الرجال إلى التركيز بشكل أكبر على الخيانة الجسدية.
2- تميل رغبة الذكور إلى الاعتماد على عوامل فسيولوجية، بينما تميل رغبة الإناث إلى الاعتماد على عوامل نفسية
أحد أكبر الاختلافات بين الرجال والنساء هو أن الرجال يمارسون الجنس كحاجة جسدية مشروعة. يميل جسدهم إلى إخبارهم بأنهم بحاجة إلى علاقة جنسية، ويحدد ذلك عوامل بيولوجية وفسيولوجية، متجذرة في هرمون التستوستيرون في الجسم. لا تعاني النساء من الدافع الفسيولوجي لممارسة الجنس بنفس الطريقة. فلا يوجد بداخلهم نفس التراكم الذي يتطلب الإفراج الجنسي. تميل التقلبات الهرمونية إلى تحريك النشاط الجنسي للمرأة، وتشمل أكبر العوامل الدورة التناسلية الأنثوية وجزء من المخ يسمى منطقة ما تحت المهاد. ترتبط رغبتها الجنسية بالعواطف أكثر من الدافع الجنسي. لهذا السبب، يبرر الكثير من الناس خيانة الرجال بسبب الإشارات التي يتلقونها من أجسادهم والاندفاع في التصرف. هذا بالطبع لا يبرر الخيانة، ولكنه يلعب دورًا كبيرا لدى عدد كبير من الأشخاص وكيف يرون الخيانة الزوجية.
3- قد تؤدي الصداقات مع الجنس الآخر إلى خيانة
من أكثر الأشياء الصحية التي يمكنك القيام بها لزواجك هي وضع حدودك الخاصة مع أفراد من الجنس الآخر. من المهم بشكل خاص أن يحدد كل من الرجال والنساء هذه الحدود مع الأصدقاء، وزملاء العمل، والمعارف من الجنس الآخر، وإلا فإن هذه الإجراءات يمكن أن تؤدي سريعًا إلى شكل من أشكال الخيانة الزوجية. عندما لا يضع الرجال تلك الحدود، يمكن أن تؤدي هذه العلاقات بسهولة إلى الخيانة الجسدية. وعندما لا تضع النساء تلك الحدود، غالبًا ما تؤدي هذه العلاقات إلى الخيانة العاطفية. ليس بالضرورة ألا تنتقل العلاقة عند المرأة إلى علاقة جسدية، ولكن غالبًا ما تنجذب النساء إلى الاهتمام والدعم العاطفي الذي يتلقونه من الجنس الآخر بدلاً من الرغبة الجسدية.
4- غالبًا ما يحتفظ الرجال بالخيانة لأنفسهم، لكن تميل النساء إلى الثقة في الأصدقاء
عندما يقوم الرجال بالخيانة، فإنهم عادة لا يتحدثون عن ذلك. كشفت دراسة استقصائية أن النساء عادة ما يخبرن أصدقائهن عن شؤونهن الخاصة بينما يحتفظ الرجال بها لأنفسهم. أحد الأسباب الرئيسية لعدم مشاركة الرجال شئونهم مع أحد، هو أنهم لا يحبون التحدث عن مشاعرهم مع الرجال الآخرين. من ناحية أخرى، تحب النساء التحدث عن عواطفهم مع أشخاص آخرين تثق بهم. يمكن أن يكون هذا مفيدًا في توضيح بعض الأشياء، ولكنه قد يكون أيضًا مشكلة. فعندما تحيط نفسك بأصدقاء لا يحترمون علاقتك الزوجية أو أولئك الذين لا يؤتمنون على علاقاتهم الخاصة وغير مخلصين لها، فسوف يقع زواجك سريعًا في مكان مسموم. لذلك، من المهم أن نحيط أنفسنا بأشخاص يشجعونا ونشجعهم على التصرف الصحيح وعلى اتباع المبادئ الأخلاقية.
بغض النظر عن نظرتك للخيانة الزوجية، فالحقيقة واحدة، وهي أنها سوف تدمر زواجك. بالنسبة لبعض الناس، يمكن للخيانة الزوجية أن تدمر حياتهم الجنسية وتكسر أواصر العلاقة الجسدية والعاطفية. يمكن أن تؤدي الخيانة أيضاً إلى انهيار أقوى الروابط في الزواج لكل من الرجال والنساء. بينما يميل الرجال إلى الخيانة بناءً على احتياجاتهم الفسيولوجية، وتميل النساء إلى الغش بناءً على احتياجاتهم النفسية، فإن النتائج متشابهة. الخيانة وإخفائها عن شريكك أو عن نفسك لن يؤدي إلا إلى مزيد من المتاعب. إذا أصبحت الخيانة مشكلة في زواجك، فقد حان الوقت لتقييم علاقتك واستعادة نزاهتك وإلا قد لا يتمكن زواجك من التعافي.