تستحق الصحة النفسية بيئة تدعمها، وعناية واهتمام، تمامًا مثل الجسم كله. البعض يتجاهل الكثير من المشاكل العقلية، ويعتبر أنها بسبب التوتر، وأنهم فقط بحاجة إلى الاسترخاء. الحقيقة هي أنك بحاجة إلى مزيد من التركيز على صحتك العقلية وما تشعر به. وعلى الرغم من أنه قد يكون هناك الكثير من خيارات العلاج التي يمكن اختيارها، فإن معرفة الأسباب الكامنة وراء تلك المشاكل في المقام الأول، يمكن أن تساعدك في تحديد أفضل نهج لمعالجتها.
تؤثر المشكلات العقلية على حياتك اليومية بنسبة كبيرة، بما في ذلك:
- القدرة على الاستمتاع بالحياة
- القدرة على تحقيق التوازن بين مختلف جوانب الحياة
- القدرة على تطوير وتحديد نقاط القوة والضعف
- المرونة في التعبير عن المشاعر المختلفة
- المرونة في التعافي من الأوقات الصعبة والعسيرة
أحد العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى مشاكل الصحة العقلية هو اتباع أسلوب حياة غير صحي. لا تؤدي أنماط الحياة غير الصحية إلى تأثيرات جسدية فحسب، بل تؤدي أيضًا إلى تأثيرات نفسية، لذلك يجب الحرص على الحفاظ على نمط حياة صحي من خلال تلك النقاط الآتية:
1- مستوى نشاطك والتمارين التي تمارسها
تؤثر الأنشطة التي تشارك فيها، بالإضافة إلى التمارين التي تمارسها، على صحتك العقلية تمامًا وكيفية تأثيرها على جسمك. في الواقع، هناك بعض الدراسات التي تفيد بأن التمارين والأنشطة فعالة مثل تناول مضادات الاكتئاب. يقلل التمرين من آلام العضلات، ويلبي تحديات الحركة والألم. إذا كنت لا ترغب في الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، يمكنك اختيار المشي أو الجري. قد تبدو الحركات البسيطة مثل صعود الدرج وأخذ كلبك في نزهة بسيطة كافية للتأثير على صحتك العقلية. يمكن لهذه الأنشطة المساعدة في توفير الفوائد التالية:
- تخفيف أعراض الاكتئاب والقلق
- التفكير بوضوح
- تحسين قيمتك الذاتية
- تضيف هيكلًا إلى مهامك اليومية
2- صحتك الجسدية
يمكن أن تتأثر حالتك العقلية وصحتها بلا شك بصحتك الجسدية. واجه الأمر، لا يمكن فصل جسدك وعقلك عن بعضهما البعض. إذا كنت تعاني من مشاكل عقلية، يمكن أن تنعكس على صحتك الجسدية، وإذا كنت تعاني من حالات جسدية، فمن المرجح أن تتأثر صحتك العقلية. تُسبب بعض الحالات المحددة حالات عقلية مثل اضطرابات جهاز الغدد الصماء. يمكن أن تؤدي هذه الاضطرابات إلى الاكتئاب، والقلق، ومشاكل تنظيم دورة النوم.
3- الأنشطة الاجتماعية والمجتمعية التي تشارك فيها
مجتمعك وأنشطتك الاجتماعية قادرين على المساهمة في صحتك العقلية والتأثير عليها. تُظهر الأبحاث أن تأثير الصداقة، عندما يتعلق الأمر بالأشخاص الذين يعانون من مشاكل عقلية، يُعد قويًا للغاية. تُحدث الصداقة البسيطة فرقًا كبيرًا في حالة الصحة العقلية نظرًا لأن الأشخاص المنعزلين يعانون من مشاكل عقلية أكثر من الأشخاص الذين لديهم حياة اجتماعية نشطة. في الواقع، يمكن للخروج مع أصدقائك مرة واحدة في الأسبوع أن يحسن مزاجك ويساهم في تحسين القدرة العقلية. ويمكنك أيضًا المشاركة في مشاريع خاصة بالتنشئة الاجتماعية. فيما يلي بعض الأمثلة التي يمكنك تجربتها عندما يتعلق الأمر بالتنشئة الاجتماعية:
- اذهب إلى العمل التطوعي مع مجموعة كبيرة من الأشخاص لمساعدتك على الشعور بمزيد من الترابط لأن السلوك الإيثاري يُعد فعالًا في مساعدتك على التعامل مع الصراعات اليومية.
- ابحث عن مشروع اجتماعي أو مجموعة تساهم في أنشطة مجتمعية تكون مناسبة لك وتجعلك مرتاحًا.
- ابدأ بمجموعة صغيرة أو ببساطة بصديق إذا وجدت صعوبة في التواصل مع أشخاص آخرين.
- اختر أن تكون مع الأشخاص الذين يجعلونك تشعر بالرضا عن نفسك.
4- العلاقات الرومانسية التي تشارك فيها
هناك دراسات تظهر تأثيرات مذهلة في الصحة العقلية عندما يكون الشخص في علاقة عاطفية صحية. مع وجود علاقة رومانسية صحية، يختفي القلق وتهدأ أعصابك، ويأتي مكانهما راحة البال. علاقتك يمكن أن تفسح لك المجال لصحة عقلية سليمة وتُشفيك من عدة مخاوف. يمكن أن توفر الحياة الجنسية الصحية أيضًا تأثيرات إيجابية على صحتك العقلية. في المقابل، يمكن أن تؤدي مشكلات الصحة العقلية أيضًا إلى مشاكل جنسية لدى الرجال والنساء. ولكن المفتاح هو العثور باستمرار على الراحة في بعضكما البعض، ومحاولة تخفيف مشاكلك العقلية أو التحدث فيها لتتخلص من عبئها.
5- بيئة عملك الحالية
من الممكن أن تؤثر بيئة عملك بشكل كبير على صحتك العقلية سواء بشكل إيجابي أو سلبي. فيما يلي بعض الأسئلة التي يمكن أن تطرحها على نفسك لتقييم ما إذا كان ذلك عاملاً إيجابيًا أم سلبيًا في صحتك العقلية:
- هل لديك اتصال مع أشخاص آخرين في عملك؟
- هل يحترمك رؤسائك وزملائك ويقدرونك؟
- هل يمكنك التعامل مع عبء العمل؟
6- تقنيات الاسترخاء والتأمل التي تستخدمها
من أفضل الطرق للتخفيف من مشاكلك العقلية استخدام تقنيات الاسترخاء والتأمل. من الضروري أن يكون لديك نشاط تأمل ثابت. بمرور الوقت، يمكن أن يساعدك التأمل وأنشطة الاسترخاء الأخرى على علاج صحتك النفسية. في الواقع، يمكن ببساطة أن يُحدث التنفس العميق فرقًا كبيرًا. بعض الآثار الإيجابية للتأمل هي:
- يحسن القدرة على تحمل الإحباط.
- يساعد في السيطرة على أعصابك.
- يساعد في إدارة قلقك.
7- مُعدلات نومك يومياً
يمكن لروتين النوم الصحي أن يؤثر على صحتك العقلية تمامًا مثلما يؤدي روتين النوم الغير صحي إلى عبوسك الشديد في الصباح عندما لا تحصل على قسط كافٍ من النوم، أو عندما تكافح من أجل إخراج نفسك من السرير. المفتاح الحقيقي للنوم الصحي هو دورة نوم منتظمة، والحرص على النوم من سبع إلى تسع ساعات يوميًا.
يمكن أن تتأثر صحتنا العقلية بشكل كبير بنمط حياتنا. بينما يجب طلب المساعدة المهنية إذا كنت تعاني من أعراض مرض عقلي أو أعراض شديدة متأثرة بصحتك النفسية، فهناك الكثير الذي يمكنك فعله لمساعدة نفسك في إدارة حالتك جنبًا إلى جنب مع أي رعاية صحية قد تتلقاها من ممارِس مؤهل.