٥ طرق ذكية لتحقيق أهدافك للعام الجديد

الدكتورة هبه الزعبي

الدكتورة هبه الزعبي

طبيبة

لقد اتخذنا جميعًا قرارات وأهداف من أجل العام الجديد من قبل، ونعلم مدى صعوبة تحقيقها. وللأسف، نحن نميل إلى نسيان الكثير من قراراتنا التي ننوي تحقيقها على مدار العام، ولكن لا يجب أن نكرر نفس الشيء في العام الجديد. ضع في اعتبارك أنها ليست مجرد سنة جديدة هذه المرة - إنها عقد جديد لصنع عادات مختلفة وكسر العادات القديمة غير الصحية. قبل المضي قدمًا في تقديم بعض النصائح للحفاظ على قرارات السنة الجديدة، يوجد أدناه دليل مُبسط لمساعدتك في اختيار القرارات المناسبة لنفسك. صدق أو لا تصدق، قراراتنا يمكن أن يكون مصيرها الفشل إذا لم يتم اختيارها بحكمة. إذا كان هناك شيء قمت باختياره بناءً على ما قاله شخص آخر، أو كنت قررت هدفًا غامضًا جدًا أو غير واقعي، فيرجى إسقاط قائمة أهدافك، والتحقق من هذا الدليل المصغر في اتخاذ قراراتك.


كُن ذكيًا

يجب أن تحدد أهدافًا ذكية أو محددة وقابلة للتحقيق، وذات صلة لما ترغب به، ومحددة زمنيًا. للتوضيح، بدلاً من القول إنك عازم على إنقاص الوزن في العام الجديد، قد يكون من الأفضل قول: "سأعمل ثلاثة أيام في الأسبوع على خسارة ١٠ أرطال من يناير إلى مارس". بدلاً من قول "سأقرأ المزيد" قل: "سأقرأ كتابًا واحدًا كل شهر في العام الجديد". من خلال تحديد ما تريد تحقيقه بوضوح، فإنك تُمكِّن نفسك من الالتزام به وتكون متسقًا في العمل عليه. هناك قوة كبيرة في الكلمات التي تقولها لنفسك كل يوم، خاصةً إذا تمت صياغتها بطريقة ذكية. بمجرد إنشاء قائمة واضحة بالأهداف التي تريد تحقيقها، ضع في اعتبارك هذه الطرق الذكية الخمس التي سنناقشها للتأكد من أنك ستكون على المسار الصحيح في العام الجديد لتحقيق قراراتك.


كيف تحقق أهدافك للعام الجديد؟


1- راجع العام الماضي


ربما كان العام الماضي فشلاً ذريعًا، لكن لا تدعه يعيقك عن تحقيق قراراتك هذا العام. ألقِ نظرة فاحصة على ما حدث العام الماضي، واعرف ما سبب الفشل وأين تعثرت. ستمنحك المحاولة الصادقة في هذا التمرين العقلي البسيط مزيدًا من الدافع لتحقيق أهدافك. بمعرفة الخطأ الذي حدث، لن يكون محكوم عليك بتكراره. هل كانت أهدافك للعام الماضي طموحة للغاية؟  إذا كان هذا هو الحال، فقد ترغب في تقليص أهداف هذا العام حتى تقدر على تحقيقها. 


2- اجعل قائمتك قصيرة


إن اتخاذ القرار ببناء عادات جديدة قد يكون مثيرًا ومُحمسًا. لذلك، في كثير من الأحيان، نرتكب خطأ إدراج عدد كبير جدًا من الأهداف مرة واحدة. وما هو أسوأ من قرارات سيئة الصياغة؟ قائمة طويلة من القرارات التي يجب القيام بها في فترة زمنية محدودة. لمنع نفسك من الشعور بالإرهاق وفقدان الحماس والشغف، تعلّم تحديد الأولويات. ما هي الأهداف الأكثر أهمية؟ أي منها سطحي؟ ما هي الأهداف القابلة للتحقيق؟ اسأل نفسك هذه الأسئلة أثناء تقسيم قائمتك إلى مجموعة من الأهداف البسيطة التي يمكن تحقيقها.


3- قسّم قراراتك إلى خطوات قابلة للتنفيذ


مع بداية كل عام جديد، من المرجح أنك تعقد العزم على بناء عادة جديدة والتخلص من عادة أخرى. وربما هذا العام قررت أن تتبنى عادة الركض كل يومين حتى تتمكن من الانضمام إلى ماراثون جديد. بمجرد تحديد هذا الهدف كواحد من نواياك لهذا العام، قم بإنشاء خطة بالخطوات التي يجب عليك اتخاذها. فكر على نطاق صغير واكتب خطوات قابلة للتنفيذ حتى تدفعك إلى الأمام نحو تحقيق هدفك. إذا كان الركض هو أحد قراراتك، فربما يجب أن يكون شراء زوج مناسب من الأحذية إحدى خطواتك. ومن خلال تقسيم هدفك للعام الجديد إلى خطوات أصغر، ستتمكن من متابعة خططك وتحقيقها.


4- اعثر على شريك لأهدافك


تم تصميم أهدافك لنفسك، ولكن قد يكون من الخطأ الاعتقاد بأنك يجب أن تفعل كل شيء بمفردك. تحقق مع أصدقائك واعرف ما إذا كان لدى أي منهم نفس قراراتك. إذا كنت تريد أنت وصديقك المقرب فقدان الوزن، فقد يكون من الجيد التسجيل في نفس الصالة الرياضية وتحديد نفس مواعيد التمارين الأسبوعية لتشجيع بعضكما البعض. يمكنكما أن تتحدثان عن أهدافكم الفردية، وتقديم المشورة لبعضكما البعض عند الضرورة. سيشجعك وجود شخص يشاركك هدفك على تخطي العقبات في الطريق. حيث ستقدم أنت وشريكك الدعم المتبادل لبعضكما البعض لتحقيق أهدافكما.


5- كافئ نفسك


إن العمل على تغيير عادات قديمة وتبني عادات جديدة يمكن أن يكون صعبًا، لذلك لا تبخل بمكافأة نفسك على أي شيء تحققه. يمكن أن تكون مكافأة نفسك على شكل ملابس جديدة، أو شيء بسيط مثل أن تقول لنفسك كلام إيجابي، أو أن تأكل طعامًا تحبه. وأفضل شيء هو أنك ليس عليك حتى انتظار رؤية نتائج مثالية. فالتوقف مؤقتًا للاعتراف بنموك وتقدمك هو أمر ثمين. إن متابعة الأهداف التي حققتها من خطواتك الصغيرة على مدار العام، ستشجعك بالتأكيد على الاستمرار.


لأي شخص يعمل على تحقيق بعض التغييرات في حياته، يجب أن يعرف أنه لابد أن تحدث بعض الأخطاء. تخلص من فكرتك عن إتقان أي عادة بشكل مثالي، فلن تكون أي تغييرات سلسة أبدًا، لذلك لا تقسو على نفسك. التحديات لا مفر منها، لذا استعد فقط لتجاوزها. إذا انزلقت يومًا عن نمط حياتك الجديد في يوم ما، فلا ترتكب الخطأ الجسيم من خلال توقفك تمامًا عن تلك العادة والعودة إلى طرقك القديمة. إن أي تقدم أفضل دائمًا من عدم إحراز أي تقدم على الإطلاق. على سبيل المثال، إذا كنت قادرًا على الجري لمسافة ميل واحد فقط بدلاً من ميلين، كُن شاكرًا فيمكنك تعويض أي شيء في الأيام التالية. الشيء المهم هو أن تستمر.


القرارات هي مجرد شكل آخر من أشكال الوعود للنفس للقيام بعمل أفضل. لذلك، إن أفعالك والتزامك بوعودك لنفسك هما اللذان سيحققان لك النتائج المرجوة. قد يكون تغيير أو إضافة عادات جديدة إلى نمط حياتك الحالي أمرًا شاقًا، ولكن لا يجب أن يكون كذلك حتى لا تتخلى عن الرغبة في التغيير. اجمع بين إرادتك وضبط النفس مع جميع النصائح المذكورة أعلاه، وسوف تنهي بالتأكيد العام الجديد وأنت شخصًا أفضل.

في الأخبار