كيف يؤثر التوتر على بشرتك؟

الدكتورة هبه الزعبي

الدكتورة هبه الزعبي

طبيبة

يشعر الجميع بالتوتر من وقت لآخر ولكن عندما يصبح مزمنًا، يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على صحتك. حيث يمكن أن يزيد التوتر من خطر الإصابة بالاكتئاب، ويؤثر سلبًا على جهاز المناعة لديكِ، ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ويمكن أن يترك التوتر أيضًا علامات على وجهك. حيث أن الجلد الجاف، والتجاعيد، وحب الشباب، هم جزء من الآثار التي يقوم التوتر بعكسها على بشرتك. في هذه المقالة سوف نتعرف على التأثيرات الأخرى التي يمكن أن يتركها التوتر على وجهك.

 

كيف يظهر التوتر على الوجه؟

 

يمكن أن يظهر التوتر المزمن على وجهك بطريقتين. أولًا، يمكن أن تؤدي الهرمونات التي يفرزها جسمك عندما تشعرين بالتوتر إلى تغيرات فسيولوجية تؤثر سلبًا على بشرتك. ثانيًا، قد يؤدي الشعور بالتوتر أيضًا إلى تبني عادات سيئة، مثل صرير أسنانك، أو قضم شفتيك. وهناك المزيد من الطرق التي قد يظهر من خلالها التوتر على وجهك وشعرك، ومنها الآتي: 

 

حَب الشباب

 

عندما تشعرين بالتوتر، ينتج جسمك المزيد من هرمون الكورتيزول. يتسبب الكورتيزول في دفع جزء من الدماغ يُعرف باسم الوطاء لإنتاج هرمون يسمى الهرمون المطلق للكورتيكوتروفين (CRH). يُعتقد أن هذا الهرمون يُحفز إفراز الزيت من الغدد الدهنية الموجودة حول بصيلات الشعر، ويمكن أن يؤدي إفراز الدهون المفرط من هذه الغدد إلى انسداد المسام وظهور حب الشباب.

 

على الرغم من الاعتقاد السائد بأن التوتر يسبب حب الشباب إلا أنه لا يوجد سوى عدد قليل من الدراسات التي فحصت الصلة بينهما. حيث أجريت دراسة عام 2017 على تأثير التوتر على حب الشباب لدى طالبات الطب اللاتي تتراوح أعمارهن بين 22 و 24 عامًا. ووجد الباحثون أن المستويات المرتفعة من التوتر ترتبط بشكل إيجابي مع شدة حب الشباب. وفحصت دراسة كورية جنوبية في عام 2011 عوامل تفاقم حب الشباب المحتملة لدى 1236 شخصًا. ووجدوا أن التوتر، وقلة النوم، واستهلاك الكحول، والحيض، يمكن أن يزيدوا حب الشباب سوءًا.

 

الأكياس تحت العين

 

تُعرف الاكياس تحت العينين بالانتفاخ أو الانتفاخ تحت الجفون. تصبح أكثر شيوعًا مع تقدم العمر حيث تضعف العضلات الداعمة الموجودة حول عينيكِ. يمكن أن يساهم الجلد المترهل الناجم عن فقدان المرونة أيضًا في انتفاخات العين. وقد وجدت الأبحاث أن التوتر والإجهاد الناجمان عن الحرمان من النوم، يزيدان من علامات الشيخوخة، مثل الخطوط الدقيقة، وانخفاض المرونة، والتصبغ، وقد يساهم فقدان مرونة الجلد أيضًا في تكوين أكياس تحت عينيكِ.

 

البشرة الجافة

 

الطبقة القرنية هي الطبقة الخارجية لبشرتك. تحتوي هذه الطبقة على البروتين والدهون التي تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على ترطيب خلايا بشرتك، كما أنها تعمل كحاجز يحمي الجلد تحتها. عندما لا تؤدي الطبقة القرنية دورها كما ينبغي، يمكن أن تصبح بشرتك جافة وحكة.

 

وفقًا لمراجعة عام 2014 المنشورة في مجلة Inflammation & Allergy Drug Targets، وجد جزء من الدراسات التي أجريت على الفئران، أن التوتر يضعف وظيفة الحاجز في الطبقة القرنية وقد يؤثر سلبًا على احتباس الماء في الجلد. وتشير المراجعة أيضًا إلى أن العديد من الدراسات البشرية قد وجدت أن توتر مقابلات العمل والتوتر الناجم عن المشاكل الأسرية يمكن أن يبطئان من قدرة حاجز الجلد على شفاء نفسه.

 

الطفح الجلدي

 

التوتر لديه القدرة على إضعاف جهاز المناعة لديكِ. يمكن أن يؤدي ضعف الجهاز المناعي إلى خلل في البكتيريا في أمعائك وجلدك. عندما ينعكس هذا الخلل على بشرتك، يمكن أن يؤدي إلى احمرار أو طفح جلدي. ومن المعروف أن التوتر يحفز أو يؤدي إلى تفاقم العديد من الحالات التي قد تسبب الطفح الجلدي أو التهاب الجلد، مثل الصدفية، والأكزيما، والتهاب الجلد التماسي.

 

شيب وتساقط الشعر

 

تقول الحكمة الشائعة: أن التوتر يمكن أن يجعل شعرك يتحول إلى اللون الرمادي. ومع ذلك، لم يتوصل العلماء إلى سبب ذلك إلا مؤخرًا. حيث تنتج الخلايا التي تسمى الخلايا الصباغية صبغة تسمى الميلانين وهي التي تعطي شعرك لونه.

 

وجدت دراسة نشرت عام 2020 في مجلة Nature أن النشاط العصبي الناتج عن التوتر، يمكن أن يتسبب في اختفاء الخلايا الجذعية التي تكوّن الخلايا الصباغية. بمجرد اختفاء هذه الخلايا، تفقد الخلايا الجديدة لونها وتتحول إلى اللون الرمادي. يمكن أن يؤدي التوتر المزمن أيضًا إلى تعطيل دورة نمو شعرك ويؤدي إلى حالة تسمى تساقط الشعر الكربي. يتسبب تساقط الشعر الكربي في تساقط كمية أكبر من المعتاد من الشعر.

 

طرق أخرى يؤثر بها التوتر على وجهك

 

تشمل الطرق الأخرى التي يمكن أن يؤثر بها التوتر على وجهك:

 

  • تلف الأسنان: يقوم الكثير من الناس بعادة صرير الأسنان عندما يشعرون بالتوتر أو القلق. وبمرور الوقت، يمكن أن يسبب ذلك ضررًا دائمًا لأسنانك. بالإضافة إلى اضطرابات المفصل الفكي الصدغي، وهي مجموعة من المشاكل الصحية التي تؤثر على المفصل حيث يتصل الفك بجمجمتك. يمكن أن يكون سببه صرير أسنانك المتكرر.
  • احمرار الوجه: يمكن أن يتسبب التوتر في تغيير عادات التنفس لديك. ويمكن أن تتسبب عادات التنفس هذه في احمرار الوجه بشكل مؤقت.
  • تورم الشفاه: يمضغ الكثير من الناس شفاههم أو داخل أفواههم عندما يشعرون بالتوتر.

 

كيف تتعاملين مع التوتر؟

 

بعض أسباب التوتر، مثل الموت المفاجئ أو فقدان الوظيفة بشكل غير متوقع، لا مفر منها. ومع ذلك، فإن إيجاد طرق للتعامل مع التوتر وتقليل التوتر الذي يمكن تجنبه، يمكن أن يساعدونك على إدارته بشكل أفضل. تتضمن بعض الطرق التي يمكنك من خلالها التعامل مع التوتر ما يلي:

 

  • خصصي وقتًا لممارسة أنشطة الاسترخاء: قد يساعدك تحديد وقت للأنشطة التي تجعلك تشعرين بالاسترخاء في تقليل التوتر، وذلك إذا شعرتِ بالإرهاق بسبب جدولك المزدحم.
  • حافظي على عادات أسلوب الحياة الجيدة: سوف يساعد الاستمرار في تناول نظام غذائي صحي، وكذلك الحصول على قسط جيد من النوم جسمك على إدارة التوتر بشكل أفضل.
  • ابقي نشيطة: يمكن أن تساعدك التمارين على خفض مستويات هرمونات التوتر لديكِ، وتمنحك بعض الوقت لإبعاد عقلك عن سبب التوتر.
  • تحدثي مع الآخرين: يساعد التحدث إلى صديق، أو أحد أفراد الأسرة، أو أخصائي الصحة العقلية العديد من الأشخاص في التعامل مع التوتر.
  • تجنبي المخدرات والكحول: يمكن أن يتسبب الاستخدام المستمر للمخدرات والكحول في حدوث مشاكل إضافية للتوتر.

 

التوتر هو جزء لا مفر منه في الحياة. ومع ذلك، عندما يصبح التوتر مزمنًا، يمكن أن يترك آثار دائمة على وجهك، مثل حب الشباب، والطفح الجلدي، والجلد الجاف. يمكن أن يساعدك التقليل من أسباب التوتر التي يمكن تجنبها في حياتك وتعلم تقنيات لإدارة الإجهاد في محاربة علامات التوتر التي ناقشناها في هذه المقالة.

في الأخبار