لم يُخلق الإنسان ليكون وحده، من الطبيعي بالنسبة لنا أن نتوق إلى شريك لتكوين علاقة جيدة معه. ومع ذلك، نظرًا لأن هذين الشخصين الموجودين في العلاقة لهما علامات وراثية وخلفية عائلية وثقافية مختلفة، وغير ذلك الكثير، فمن المؤكد أن الصراعات ستنشأ مرارًا وتكرارًا! عندما نشعر بالتوتر، يُنشط جسمنا استجابته للقتال أو الهروب كعمل من أعمال الحفاظ على الذات. نتفاعل إما عن طريق العدوانية أو الهروب وبناء الجدران حول قلوبنا لحماية أنفسنا. كيف تتصرف عندما تكون تحت الضغط؟ هل تعرف ما هو أسلوب التعلق الخاص بك؟ ماذا عن شريك حياتك؟
مشكلة التوتر في العلاقات هي أنه يمكن أن يكون عميق الجذور. ما يضغط علينا الآن يمكن أن يكون مجرد قمة جبل الجليد. يرتبط هذا الضغط النفسي المستمر بالاكتئاب، والسكري، وأمراض القلب، والأوعية الدموية. نحن بالتأكيد لا نريد أن نعاني من أمراض نمط الحياة هذا! يمكن للتوتر أيضًا أن يلتهم ببطء الأساس في علاقتك ويؤثر سلبًا عليها. إذا كنت لا تعرف كيفية استخدام الضغط لصالحك، فقد يؤدي ذلك إلى تحطيم شيء كان جميلًا في السابق. فكر في كل الاستثمارات والتضحيات التي قدمتها في علاقتك! بالتأكيد، أنت تريد أن تفعل كل ما في وسعك للحفاظ على ما بينكما!
مهما كنا مُتعبين، الهروب من متاعبنا ليس طريقة ناضجة لمعالجة مشاكلنا. نحن بحاجة إلى البقاء والعمل على الأمور. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها إثبات أننا نُقدر شريكنا قبل كل شيء. إذا كنت تشعر بالوحدة وعلى وشك الاستسلام، فمن الجيد أن تُذكّر نفسك أنك لست وحدك في هذه الأوقات الصعبة. فأنت وشريكك يجب أن تتشاركان في هذا. استعادة الانسجام في العلاقة أمر صعب بعض الشيء، لكن تلك العملية مليئة باكتشاف الذات. إنها فترة نمو مثالية لكلاكما. الآن، واجها الضغوطات وجهًا لوجه وابحثا عن الحلول. إليك ١٠ طرق للتعامل مع التوتر في علاقتك.
1- التركيز على ما هو جيد
بدلًا من القلق، حوّل انتباهك إلى شيء تجده جميلًا في علاقتك. راقب واكتشف الصفات التي تجدها إيجابية وجميلة في شريكك، واكتب كل شيء وأرسله إلى شريكك كرسالة حب. وفقًا لدراسة أجريت، فإن التركيز على الجمال أو الإيجابيات يعزز الرفاهية العاطفية للشخص، والقيام بذلك يجعلنا أكثر تفاؤلاً ومرونة. في كل مرة تجد نفسك تشكو من شيء، حوّل تفكيرك إلى الأشياء التي تعتز بها في علاقتك. فكر بإيجابية وكن ممتنًا لشريكك.
2- التركيز على الحاضر
لا تستمر في تذكير شريكك بآلام الماضي، ولا تُرهق نفسك أيضًا من خلال وضع أسوأ السيناريوهات في رأسك. استمتع بالحاضر بدلاً من ذلك، وابذل قصارى جهدك اليوم من أجل غد أفضل. للبقاء على تواصل في الحاضر، انتبه لما تختبره حواسك. صف ما تشعر به، وتراه ، وتشمه، وتسمعه، وتتذوقه، ودوّنه. هذا يصرف انتباهك بعيدًا عن مخاوفك. سيساعدك أيضًا إذا قمت بإزالة كل أفكارك وتدوينها في مفكرة. اليقظة الذهنية تسمح لك بالخروج من الموقف الحالي ورؤيته بمنظور جديد.
3- التعلّم من المشكلة
كل ما تمر به الآن قد يُعلمك أو يُدمرك. هل تريد أن تنمو من التجربة أم تسمح لها بتدميرك؟ أنت فقط من يستطيع اتخاذ هذا القرار. لذلك، اجعل هذه التجربة درسًا لك في الحياة.
4- التوقف عن الإفراط في التفكير
إن الإفراط في التفكير يسلب منك السلام والطمأنينة. عندما نفرط في التفكير ونُحلل كل شيء، نبدأ في الإيمان بالأكاذيب التي نقولها لأنفسنا. هذا فقط يسبب الارتباك الذي يقودنا إلى اتخاذ قرارات سيئة. إذا بدأت في ملاحظة أنك تفرط في التفكير وتحلل مرة أخرى، فذكّر نفسك بالحقائق في علاقتك، واستخدم هذه الحقائق لإيقاف الأفكار السلبية.
5- تقبُل فكرة أنه لا يمكن التحكم في كل شيء
تعلّم قبول الأحداث والأشخاص من حولك دون الحاجة إلى تغييرهم. خذ نفسًا عميقًا واسترخي، وتخلص من الأشياء الخارجة عن إرادتك واذهب مع التيار. إذا كنت بحاجة إلى اتخاذ قرارات، فلا تبنيها على الخوف، بل على الأمل. تمتع بالثقة في المستقبل.
6- الحفاظ على الحميمية
بغض النظر عن مدى صعوبة تلك الأوقات بالنسبة لكليكما، تذكرا أن تتعاملا بحميمية مع بعضكما البعض عدة مرات في اليوم. احرصوا على وجود تلك الحميمية لإنتاج هرمونات الحب. يمنحنا هذا الهرمون الشعور الدافئ بالحب، والأمان، والثقة. بمجرد أن تبدأ هذه العادة اليومية، سوف يتبعك شعور بالحب يوميًا. لا تكفان عن الابتسام والضحك معاً، وخصصوا وقتًا للبقاء معًا يوميًا، أو حتى الذهاب في موعد. اصنع ذكريات جديدة، وتعرف على شريكك أكثر من خلال طرح الأسئلة بصدق.
7- التواصل الفعال
يتواصل الرجال والنساء بشكل مختلف. لذلك، احرص على مشاركة مشاعرك ومخاوفك مع شريكك، وتوقع أن بعض المحادثات قد تكون صعبة، ولكن تذكر أن تُظهر الاهتمام طوال الوقت. أهم شيء أن تتحدثا معًا بلطف واحترام، وأن تتعرفان على الحقائق، واستمعا لبعضكما، وقيموا نتائج أي قرارات تتخذونها بموضوعية.
8- الحرص على وجود أمل
كل شيء مؤقت، لذلك اعلم أن هذا أيضًا سيمضي، وأن المشاكل سوف تختفي. ضعا الأهداف معًا وحددا الخطوات التي يجب عليكما اتخاذها لتحقيق ذلك. تعلما أن تثقا ببعضكما البعض وبالمستقبل، وأن تتفائلا بأن أفضل الأشياء لم تأتي بعد، ولكنها قريبة.
9- الحرص على اللطف بينكما
حاول تهدئة الموقف الذي تمر به من خلال ممارسة التعاطف والتسامح مع شريكك. اعتذر عن أفعالك وكلامك، وسيقدر شريكك ذلك. اعلم أنك لست وحدك من يعاني ويتألم، فشريكك يتألم أيضًا. لذلك، حاول أن تفهم من أين تأتي أفعال شريكك. ربما تكون أفعاله قد تأثرت بتجارب سابقة أنت لست على علم بها. تعرّف على لغة حبه أيضًا. فهل هو يُظهر حبه مع مرور الوقت، أو من خلال المشاركة، أو الهدايا، أو التلامس، أو الكلمات الرومانسية؟ من خلال ذلك، سيسهل على كليكما التعبير عن مشاعركم لبعضكما البعض بشكل مريح وواضح.
لا تسمح للكبرياء، والعداء، والأذى، والظلم بإفساد شيء جميل قمت ببنائه مع شريكك. أنتما فريق! كلاكما مسؤول عن معالجة السبب الجذري للتوتر وتقديم الحلول. عندما ينجو كلاكما خلال هذه الأوقات الصعبة، ستجدان أن كلاكما قد نما بشكل أقوى وأكثر حكمة. تعكس طريقة تعامل الشركاء في المشاكل مدى الحب والثقة التي يتمتعان بها لبعضهما البعض، بالإضافة إلى التفاهم والاستقرار. كفاحك الآن في العلاقة سيترتب عليه الكثير من النتائج في العلاقة. فقد تكون نهاية حزينة أو قد تعيش في سعادة دائمة. النتائج ستعتمد على القرارات التي تتخذونها. لذلك، فكّرا وتصرفا بحكمة.