
تربية الأطفال من أصعب المهمات التي تقريبًا يحاول كل أب وأم أن يقومان بها بالشكل الصحيح، حتى وإن كان كل شخص يختلف عن الآخر في استراتيجيته ونهجه في تربية أبنائه. فالكل لديه طريقته في التعامل مع أبنائه، ولكن يشترك الجميع في رغبتهم في إخراج طفل نفسيته متوازنة صحية للمجتمع. حيث أن ما يرهب الآباء على الإطلاق أن يخطئ أي منهم في أمر يخص أطفالهم، ومن ثم يكون هم السبب في تكوّن عقدة أو مشكلة كبيرة في نفسيتهم.
وعلى الرغم من أن الكثير من الآباء والأمهات يتبعون طرقًا صحيحة، وقد تكون مجربة من قبل وأُثبت نجاحها، مع أطفالهم، إلأ أن الكثير منهم قد يشككون في طريقتهم مع أطفالهم، وقد يرجع السبب، على سبيل المثال، إلى أن الأم/الأب رأى أن صديقه لا يتبع نفس النهج الذي يتبعه مع طفله. ولهذا، قد جئنا بتلك المقالة التي ستعرض لك بعض العلامات التي تؤكد، إذا وجدتها في علاقتك مع طفلك، نجاحك في تربية طفلك.
إليك العلامات التي تؤكد نجاح علاقتك مع طفلك:
1. طفلك يشاركك أحاسيسه
وفقًا لطبيبة النفس الإكلينيكي فان دير ليندن، إن مشاركة طفلك وتعبيره عن أحاسيسه لك كلما شعر بالحزن أو عندما يمر بمحنة صعبة هي إحدى العلامات التي تدل على نجاح تربيتك له. وفي هذا الأمر الدكتورة فان دير ليندن قالت "هذا يعني أنك استطعت أن توفر مكانًا آمنًا لطفلك ليعود إليه عندما يحتاج إلى مساعدة."
يرغب كل الآباء والأمهات بالتأكيد أن يثق بهم أطفالهم، وألا يخفون عنهم شيئًا، خصوصًا في الأمور التي تتعلق بالحزن، والإحباط، والتجارب الصعبة. ومع ذلك، قد يخطئ بعض الآباء بعدم الاعتراف بأحاسيس طفلهم والاستخفاف بكل ما يقوله، مما يجعل الطفل يهرب بتلك الأحاسيس للشخص الخطأ أو ربما لا يقولها لأحد على الإطلاق، ومن الممكن في هذا الوقت أن يدفعه هذا الأمر إلى اتخاذ بعض القرارات التي ربما تأخذه إلى المسار الخاطىء تمامًا.
أضافت الدكتورة فان دير ليندن الآتي "انتبه لمشاعر أطفالك، وأظهر لهم التقدير، حيث أن هذا يبين لطفلك كيفية تعاملك مع مشاعره وما إذا كنت تتفهم وجهة نظره."
2. يتكلم معك طفلك دون خوف من رد فعلك
تؤكد الطبيبة النفسية فان دير ليندن أن إذا رأيت طفلك يشاركك أفكاره ويعبر عما بداخله لك دون خوف من رد فعلك تجاه ما يقوله، فهذا يدل بالتأكيد أن علاقتكما منفتحة ومرنة. قد يكون الفعل الذي قام به الطفل، والذي يحكيه لك الآن، مدمرًا على الإطلاق، ولكن حتى تستطيع أن تتقرب لطفلك بالشكل الصحيح، عليك أن تتحكم بأعصابك وألا تبالغ في ردة فعلك، حتى لا تخسر علاقتك المنفتحة مع طفلك التي يجب أن تُبنى على أساس تقرب الأصدقاء، وليس على أساس العقاب، سيكون هذا بالتأكيد صعبًا، ولكن من الممكن تحقيقه.
3. تنتقد طفلك بشكل بناء
وفقًا لفان دير ليندن، من الأفضل للوالدين تقديم تعليقات غير نقدية حول سلوك طفلهما وتجنب تصنيفات مثل "سيء" و "شقي" و "كسول" و "جشع." وإذا لم يتبع طفلك التعليمات التي أعطيتها له، عليك ألا تعاقبه عن طريق إطلاق كلمات مؤذية، ولكن عليك أن تركز على السلوك الخاطئ حتى يدرك أن ما فعله هو خطأ، ويجب أن يتم التوضيح للطفل أن لا يوجد مشكلة أن يرتكب الأخطاء، ولكن هناك عواقب لها.
4. لا تخاف أن تعتذر لطفلك
كل الأشخاص يخطئون في فعل ما مع أطفالهم، حتى أنت، ربما قد فقدت أعصابك أثناء التحدث مع طفلك، وصرخت فيه، وقلت شيئًا لم تقصده، ولم يكن من الجيد قوله في تلك اللحظة. عندما تحدث هذه الأشياء، لا بد أن يتحمل الآباء والأمهات المسؤولية، ومن الضروري الاعتذار لطفلهم في ذلك الوقت، حتى يتفهم الأمر ويتعلم أن الاعتذار ليس له علاقة بالسن، وأنه يجب أن يعتذر في لحظة إسائته لشخص ما. والمسؤولية تتضمن أيضًا التكلم مع الطفل بشكل عام عن الخطأ الذي قمت به في حقه، إذا لم تكن تعرف كيفية فعل هذا، فقد أوضحت الطبيبة النفسية فان دير ليندن الطريقة بقولها "يمكن أن يساعدك التحدث مع طفلك حول الطريقة التي تمنيت أن تتعامل بها مع الموقف،" وأضافت أيضًا "شرح أن مشاعرك المعقدة في تلك اللحظة أعاقت قدرتك على الاستجابة بالشكل الصحيح قد يساعد أيضًا."
5. تدعم اهتمامات وهوايات طفلك
من قبل أن يأتي طفلك إلى عالمك، قد تكون خططت الكثير، بما في ذلك مكان دراسته، وهواياته، حتى ألعابه الرياضية، وهذا بالتأكيد غير خاطئ على الإطلاق، ولكن يجب عليك أن تضع في اعتبارك هواياته، ورغباته، واهتماماته، وأحلامه التي يرغب في ملاحقتها. وعليك أن تحترم كل ما يريده حتى لو اختلف تمامًا مع ما تم تخطيطه من قبل من جهتك. بصفتك والدته/والده، عليك أن تشجعه على ملاحقة أحلامه وتحقيقها، حتى وإن كانت أحلامه غريبة أو مختلفة تمامًا عما تريده له.
تقول دكتورة فان دير ليندن عن ذلك "عندما تجبر طفلك على الاتجاه في الطريق الذي رسمته له، يمكن أن تسوء الأمور كلها، حتى عندما تبدو وكأنها تسير على ما يرام." وأضافت على قولها "هذا يمكن أن يجعل الأطفال يشعرون بالفشل، والضغط الشديد، والتحكم."
6. أنت لا تبالغ في حمايتك لطفلك
أنت لا تخطأ عندما تقوم بحماية طفلك بشكل عام والتأكد من سلامته وأمانه في هذا المجتمع المرعب. ولكن عندما تقيد حرية طفلك بدافع الخوف عليه من المخاطر المحتملة، وتمنع طفلك من الدخول في تجارب الحياة العادية، أنت بهذا الفعل لا تهيئه على الإطلاق كي يعيش حياة طبيعية، وتجعله يخاف من كل شيء حوله ولا تحضره لما سوف يتعامل معه منفردًا بعد ذلك في حياته.
عزيزتي/عزيزي، تذكر أن نجاح طفلك في الدراسة أو في هوايته ليس معيارًا على نجاح تربيتك له، المعيار الحقيقي لنجاحك ونجاح علاقتكما سويًا هو أن تخلق بيئة سليمة وآمنة له يهرب إليها من أي شيء يخيفه، وتلك البيئة يجب أن تكون أنت داخلها حتى تساعده في خطواته الأولى في هذا العالم.