٤ علامات تدل على عدم اتزان الشخص عاطفيًا

الدكتورة هبه الزعبي

الدكتورة هبه الزعبي

طبيبة

في الكثير من الأحيان، نقابل أشخاص في حياتنا اليومية، وربما لا نكون على مقربة منهم، ونجد أنفسنا نصفهم تلقائيًا بـ "غير متزنين." وفي الأغلب بعد أن نلاحظ عدم الاتزان هذا نهرب بجلدنا حتى لا نعرض أنفسنا لأي اختلال نفسي وارد حدوثه أثناء عملية التعامل معهم. ولكن في بعض الأحيان، الكثير من الأشخاص لا يستطيعون أن يقرأوا تلك الشخصيات الغير متزنة، ولا يستطيعون أن يميزوا علامات مرضهم، التي قد تكون واضحة عليهم، ومن ثم يتفاجئون بالحقيقة بعد حدوث المصيبة، بعد أن يتأثروا نفسيًا ويصعب الهروب أو إخراج تلك الشخصيات من حياتهم.



في بعض الأحيان يكون الهروب من الشخص الغير متزن نفسيًا أو عاطفيًا ليس خيارًا من بين خياراتك لأن ربما يكون هذا الشخص قريبًا أو صديقًا أو حتى شريكك في الحياة. ولكن المتاح أمامك، هو أن تحمي نفسك من خطر لابد منه. فعلى الأقل عليك أن تكون على دراية بمرضه لتساعده أو تقدم له الدعم المناسب دون أن تضر بنفسك أو حياتك. فعدم الاتزان العاطفي يدل بالتأكيد على أن ذلك الشخص يعاني من مشاكل داخلية كبيرة وأمراض نفسية، مثل الاكتئاب أو اضطراب الصحة العقلية بشكل عام، لا يستطيع أن يتعامل معها بالشكل الصحيح، لذا هو يحتاج إلى الدعم الطبي الفوري، حتى لا يدمر حياته وحياة من حوله. 


يتعرض الغير مستقر نفسيًا غالبًا إلى نوبات غضب أو قلق يمكن أن تستمر لساعات وربما أيام، وستجده يعاني من تقلبات حادة في المزاج، فمن الممكن أن يتحول من الانزعاج الشديد إلى السعادة المفرطة، ومن الهوس بالثقة بالنفس إلى القلق الشديد وعدم الثقة تمامًا في النفس. الأمر قد لا يظهر أمامك بوضوح في الوهلة الأولى وقد تعرض نفسك لخطر أكيد، لذا أتينا لك بذلك المقال الذي سيعرض لك بعض العلامات التي ستُظهر لك الغير متزن نفسيًا وعاطفيًا، ركّز جيدًا في تلك العلامات حتى تساعده وتنقذ نفسك. 


إليك العلامات التي تدل على عدم اتزان الشخص عاطفيًا: 


  • لا يستطيع التحكم في غضبه على الإطلاق


 


الشخص الغير مستقر عاطفيًا ونفسيًا في الأغلب يعاني من عدم القدرة على السيطرة على الغضب، حتى في المواقف التي لا تستدعي الغضب، تجده يستشيط غضبًا. يندفع سريعًا نظرًا لعدم استقرار مزاجه، الذي يتحول من نقطة وإلى نقيضها في أقل من بضعة ثواني. الحدث الذي لا يعجبه، حتى وإن كان تافهًا، سيكون كافيًا لحثه إلى اتخاذ رد فعل درامي مبالغ فيه وغير طبيعي بالمرة. وما يزيد الأمر سوءًا، أن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في اتخاذ الهدوء ويتحولون سريعًا نحو مؤشر الغضب تجدهم لديهم ميول ليكونوا عنيفين جسديًا، مما يعرض المحيطون بهم لخطر كبير غير متوقع.


  • يتصرف بتهور شديد في معظم المواقف الحياتية


 الشخص الغير مستقر عاطفيًا تجده في الأغلب يسلّم عواطفه وقلبه مسؤولية القيادة في رحلة الحياة، وسيكون العقل والمنطق لا وجود لهما على الإطلاق. ستجده متهورًا إلى أبعد الحدود، لا يحسب الأمور برزانة، بل كل شيء يسير حسب هواه وحسب ما تمليه نفسه. لا يوجد ما يسمى بقانون العقل، فهو خارج حساباته تمامًا. التفكير ليس من ضمن عملية إصدار القرار لديه، التهور هو القانون الأول والأخير. 


  • لا يبقى في علاقة عاطفية لمدة طويلة


لا يوجد هناك أي علاقة عاطفية تستمر مع الكم الهائل من السلوك السامة التي يتبعها الشخص الغير متزن عاطفيًا. في الأغلب، الشخص الغير متزن عاطفيًا لا يستطيع أن يدخل في علاقة رومانسية طويلة الأمد، وإن دخل في علاقة ستنتهي في الأغلب خلال بضعة أشهر بسيطة. تقلبه المزاجي يساعد أيضًا على تدمير أي علاقة له مع شريك آخر، وإذا استطاع شريكه أن يحتمل لفترة، فلن يستطيع أن يحتمل حتى نهاية العمر. لذا في الأغلب ستجده لا يحظى بعلاقات جادة في تاريخه، ولو استطاع ستكون على حساب الطرف الآخر في العلاقة. 


  • يتخذ ردود فعل غريبة مبالغ فيها ردًا على المواقف الحياتية


في الأغلب، الشخص الغير مستقر نفسيًا وعاطفيًا يأخذ كل شيء بمحمل الجد ويخلق منها مشكلة. فأي مشكلة صغيرة بسيطة في الحياة قد يجعلها من أعظم المشاكل التي تعرض لها. لا يوجد ما هو هين في قاموسه الخاص. الشكوى هو أسلوب حياة الغير مستقرين نفسيًا. تحويل المشاكل الصغيرة إلى كبيرة قد تكون موهبتهم الخاصة، حتى مع المقربين إليهم. لا يوجد مخرج من منظورهم الخاص المعقد للأمور. دائمًا ستجدهم أشخاص مبالغين في كل شيء، حتى مع أنفسهم. 


الأشخاص الغير مستقرين عاطفيًا في الأغلب تعرضوا لصدمات حياتية وحوادث مؤلمة جعلتهم يصلون إلى تلك المرحلة من عدم التحكم في عواطفهم ومن ثم أفعالهم. فليس لديهم مفاتيح للتعامل مع عواطفهم ومشاكلهم الداخلية. لذلك، هم في احتياج شديد إلى المساعدة والدعم ممن حولهم لحمايتهم من طبيعتهم المدمرة لأنفسهم وللآخرين. وفي أغلب الحالات، ستجد أن العديد منهم في حاجة إلى أكثر من دعم المحاطين بهم، يحتاجون إلى الدعم الطبي. 


ضع في اعتبارك أيضًا، أن الأشخاص الغير مستقرين عاطفيًا ونفسيًا لا يتطلعون بإلحاق الضرر بك عمدًا. فيحدث ذلك تلقائيًا؛ إنها مجرد ردود فعلهم الطبيعية على المواقف الحياتية التي قد تلحق ضررًا بحياة الآخرين دون أن يدركوا ذلك. 

في الأخبار