نوبة الهلع والقلق: الاختلاف والأعراض

الدكتورة هبه الزعبي

الدكتورة هبه الزعبي

طبيبة

يستخدم المصطلحان "نوبة الهلع" و "نوبة القلق" بالتبادل، لكنهما مختلفان على الرغم من أن لديهما العديد من الأعراض المشتركة. تكون نوبات الهلع بشكل عام أكثر حدة من نوبات القلق. كما أنها تأتي من فراغ، بينما غالبًا ما ترتبط نوبات القلق بمحفز. ترتبط أعراض القلق بالعديد من حالات الصحة العقلية، بما في ذلك اضطراب الوسواس القهري والصدمات، بينما تؤثر نوبات الهلع بشكل رئيسي على أولئك الذين يعانون من اضطراب الهلع.


ما هي أعراض كل حالة؟


يتم تمييز الاختلافات بين القلق ونوبات الهلع بشكل أفضل من خلال مقارنة أعراض كل حالة:


 أعراض نوبة الهلع:


  •  ضربات القلب السريعة
  •  ألم في الصدر
  •  دوار
  •  سخونة في الجسم أو قشعريرة
  •  غثيان
  •  تخدير أو وخز في الجسم
  •  اهتزاز الجسم
  •  ضيق في التنفس
  •  آلام في المعدة
  •  التعرق
  •  الشعور بالاختناق 


 قد يعاني الأشخاص الذين يعانون من نوبة هلع أيضًا ب:


  •  شعور بفقدان السيطرة
  •  شعور بالجنون
  • خوف مفاجئ من أن يموتوا
  •  يشعرون بالانفصال عن أنفسهم (والذي يسمى نزع الطابع الشخصي،) وبالانفصال عن محيطهم


 تميل أعراض الذعر إلى الذروة بعد ١٠ دقائق، ثم تهدأ تدريجيًا. ومع ذلك، يمكن أن تحدث العديد من نوبات الهلع على التوالي، مما يجعلها تبدو وكأنها هجوم يدوم لفترة أطول. بعد الهجوم، يشعر الكثير من الناس بالضغط أو القلق لبقية اليوم.


 بينما تحدث نوبات الهلع فجأة، تتبع أعراض القلق فترة من القلق الشديد. قد تصبح الأعراض أكثر وضوحًا خلال بضع دقائق أو ساعات، عادة ما تكون أقل كثافة من تلك التي تحدث في نوبات الهلع.


 تشمل أعراض نوبة القلق ما يلي:


  •  الانذهال بسهولة
  •  ألم في الصدر
  •  دوخة
  •  فم جاف
  •  إعياء
  •  خوف
  •  تهيج
  •  فقدان التركيز
  •  ألم عضلي
  •  تخدير أو وخز في الجسم
  •  معدل ضربات القلب السريع
  •  الأرق
  •  ضيق في التنفس
  •  اضطرابات النوم
  •  الشعور بالاختناق أو الاختناق
  •  القلق الشديد


غالبًا ما تستمر أعراض القلق لفترة أطول من أعراض نوبة الهلع. قد تستمر لأيام أو أسابيع أو شهور.


ما الفرق بين نوبات الهلع والقلق؟


نظرًا لأن الأعراض متشابهة جدًا، قد يكون من الصعب معرفة الفرق بين نوبات الهلع والقلق. إليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعد:


  • عادة ما تحدث نوبات الهلع بدون محفز. لكن القلق هو استجابة لضغوط أو تهديدات يتصورها العقل. 
  • أعراض نوبة الهلع شديدة ومزعجة. غالبًا ما تتضمن إحساسًا بالانفصال عن الواقع. تختلف أعراض القلق في حدتها، من الخفيفة إلى الشديدة.
  •  تظهر نوبات الهلع فجأة، بينما تصبح أعراض القلق أكثر حدة تدريجيًا خلال دقائق أو ساعات أو أيام.
  •  عادة ما تهدأ نوبات الهلع بعد بضع دقائق، في حين أن أعراض القلق يمكن أن تدوم لفترات طويلة.


 ما هي الأسباب وراء تلك النوبات؟


  • يمكن أن يكون نوبة الهلع مقابل نوبة القلق ناتجة عن الإجهاد في مكان العمل.
  • يمكن أن يؤدي الضغط والتوتر في مكان العمل إلى حدوث هجمات من نوبات الهلع.
  • نوبات الهلع غير متوقعة وليس لها أسباب محددة واضحة.


 الأسباب الشائعة وراء نوبات الهلع والقلق هي:


  • ضغوط العمل
  •  الضغوط الاجتماعية
  •  القيادة
  •  مادة الكافيين
  •  الانسحاب من الكحول أو المخدرات
  •  الأمراض المزمنة أو الألم المزمن
  •  الأدوية أو المكملات الغذائية
  •  رهاب من شيء محدد (مخاوف مفرطة من الأشياء أو المواقف)
  •  ذكريات صادمة في الماضي
  •  عوامل الخطر


من المرجح أن يعاني الأشخاص من نوبات الهلع إذا كان لديهم:


  • شخصية سريعة الخوف والقلق
  •  مشكلة تتعلق بالصحة العقلية، مثل الاكتئاب أو الاضطراب ثنائي القطب أو اضطراب القلق
  •  أفراد من الأسرة يعانون من القلق أو اضطرابات الهلع
  •  حالة طبية مزمنة، مثل اضطراب الغدة الدرقية أو السكري أو أمراض القلب
  •  مشاكل متعلقة بإدمان الكحول أو المخدرات
  •  ضغوط مستمرة في حياتهم الشخصية أو المهنية
  •  قلق واكتئاب بسبب صدمة أو حدث مؤلم 
  • صدمة واجهوها في الماضي

 

 التشخيص


يمكن للطبيب أو أخصائي الصحة العقلية تشخيص نوبة الهلع أو اضطراب الهلع أو اضطراب القلق. يعتمدون في تشخيصهم على التعريفات الواردة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية. لتشخيص أي من هذه الحالات، سيناقش الطبيب الأعراض التي تشعر بها والأحداث الحياتية. قد يقومون أيضًا بإجراء تقييم نفسي. قد يكون من الضروري استبعاد الحالات الفسيولوجية التي تشترك في أعراض مشابهة. للقيام بذلك ، قد يقوم الطبيب بما يلي:


  •  فحص جسدي شامل
  •  تحاليل للدم
  • أشعة واختبارات على القلب


 ماذا تفعل أثناء نوبة الذعر أو القلق؟


  • يمكن أن تكون أعراض الذعر أو نوبة القلق مخيفة للغاية. إن إدراك الموقف وتذكر أن الأعراض ستمر قريبًا يمكن أن يقلل من القلق والخوف.

  •  تنفس ببطء وعمق، فصعوبة التنفس هي من بين أكثر الأعراض الشائعة والمزعجة لهذه الأنواع من الهجمات. لإبطاء التنفس، ركز كل انتباهك على تنفُسك. استنشق بمعدل بطيء وثابت حتى تهدأ الأعراض. عد إلى أربعة أثناء كل شهيق وزفير.

  •  جرب تقنيات الاسترخاء، مثل استرخاء العضلات التدريجي والتصوير الموجه، يمكن أن تقلل من الشعور بالذعر والقلق. يمكن للشخص تعلم هذه التقنيات عبر الإنترنت أو من خلال العمل مع معالج مؤهل.

  •  تدرب على اليقظة، فاليقظة سوف تساعدك على البقاء متشبث باللحظة الحالية. يمكن أن يكون ذلك مفيدًا بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من القلق، الذين يميلون إلى القلق بشأن الضغوطات المتصورة والمحتملة. تدرب على اليقظة من خلال ملاحظة الأفكار والعواطف والأحاسيس بنشاط دون الحكم عليها أو التفكير بسلبية تجاهها.


العلاجات المنزلية


 قد تساعد التمارين اليومية على تقليل التوتر والقلق. توصي جمعية القلق والاكتئاب الأمريكية بالعلاجات المنزلية التالية:


  • الحفاظ على موقف إيجابي
  •  إدارة أو تقليل الضغوطات
  •  اكتشاف المحفزات
  •  الحد من تناول الكافيين والكحول
  •  تناول وجبات صحية متوازنة
  •  النوم لمدة ٨ ساعات في الليلة
  •  ممارسة التمارين كل يوم
  •  تخصيص وقتًا كل يوم للأنشطة الممتعة
  •  ممارسة التأمل أو اليوجا أو التنفس العميق
  •  بناء شبكة دعم من العائلة والأصدقاء


العلاجات الطبية


يمكن أن يساعد العلاج النفسي في تحديد المحفزات وإدارة الأعراض. يهدف العلاج أيضًا إلى مساعدة الناس على قبول ماضيهم والعمل من أجل مستقبلهم. هناك نوع من العلاجات، يسمى العلاج السلوكي المعرفي (هي طريقة علاجية تعتمد على الحديث بين المريض والمعالِج، وذلك بهدف التغلب على المشاكل عن طريق تغيير طريقة التفكير والتصرف،) قد يكون مفيدًا بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق والذعر.


هل يساعد الدواء؟


يمكن أن يقلل الدواء من الأعراض لدى الأشخاص الذين يعانون من الذعر أو القلق الشديد أو المتكرر. يمكن استخدامه بالاقتران مع العلاج النفسي أو كعلاج قائم بذاته. قد يصف الطبيب الأدوية المضادة للقلق أو مضادات الاكتئاب.

 


تختلف نوبات الهلع والقلق، لكنها تشترك في بعض الأعراض. غالبًا ما تتبع نوبات القلق فترات من القلق المطول. تميل نوبات الهلع إلى أن تحدث بشكل مفاجئ، وغالبًا ما تكون الأعراض أكثر حدة. يمكن أن يكون الذعر والقلق مزعجين، لكن استراتيجيات المساعدة الذاتية يمكن أن تقلل من حدة الأعراض. ويمكن للعلاج والأدوية منع أو تقليل الأعراض والنوبات المتكررة. كلما أسرع الشخص في طلب المساعدة، كانت النتيجة أفضل.

في الأخبار