يمكن أن يكون مساؤك نموذجي وجيد: العشاء يُطهى على النار، شريكك يُحضر بعض الأشياء في المطبخ، وطفلك يلعب في غرفته. بينما أنتِ تجلسين على الأريكة وتقرأين أو في غرفة النوم تطوي الملابس وترتبينها. بينما يحدث كل ذلك، يدور بداخلك حوار عبارة عن سلسلة طويلة من الأصوات المزعجة والذي بدوره يؤدي إلى ارتفاع الأدرينالين.
هذا الصوت ببساطة هو صوت جسدك الذي يصرخ طلبًا لوقت مُخصص له وحده. كأم، وشريكة، وامرأة في المجتمع، يمكن أن يكون من السهل الوقوع في حلقة مُفرغة من القيام بأشياء مختلفة باستمرار لأشخاص آخرين. ولكن من الضروري التأكد من أنكِ تعتني بنفسك أيضًا. ويعني هذا أحيانًا الابتعاد عن كل شيء لقضاء بعض الوقت بمفردك.
من خلال عدم منحنا هذا الوقت لأنفسنا لإعادة شحن طاقتنا الداخلية، فإننا نجازف بخطر تدمير أنفسنا عاطفيًا وجسديًا. ولحسن الحظ، أن هناك علامات تحذيرية تدل على أنكِ تضغطين على نفسك كثيرًا. فيما يلي قائمة بخمس طرق يشير فيها ذهنك وجسدك إلى أنكِ تأخرتي في أخذ بعض الوقت لنفسك والتغييرات التي عليكِ إجرائها للتأكد من أنكِ تعتنين بنفسك بشكل صحيح.
1- لا شئ يبدو ممتعًا على الإطلاق
أحد أول وأهم المؤشرات التي تنبهك أنكِ بحاجة لبعض الوقت لنفسِك، هي عندما لا تبدو الأشياء ممتعة كما كانت. ويظهر ذلك من خلال أنكِ قد تجدين نفسِك تشتكين داخليًا من الشعور بالملل أو تؤجلين المشاريع الإبداعية التي كنتِ تطلعي عادةً إلى القيام بها.
يبدو الأمر كما لو أن روحك تحتاج إلى إعادة الشحن قبل أن تتمكن من تحمل أي شيء ينطوي على إنفاق المزيد من الطاقة الداخلية. عندما تلاحظين حدوث ذلك، يجب عليكِ إدراك أن الوقت قد حان لـ "موعدًا خاص بكِ". قد يكون ذلك بسيطًا، مثل الذهاب إلى المكتبة، التصفح على الإنترنت لمدة ساعة، أو الحصول على الشاي الذي تفضلينه والنظر إلى منصة Pinterest للحصول على أفكار جديدة للمشروعات الفنية.
2- رغبتك في أكل كل شئ
هناك العديد من الأشخاص الذين لديهم عادة تتلخص في الأكل بشكل زائد عن الطبيعي عند تعرضهم لأي مشاكل. لذلك، فإن شعورهم باللهفة على تناول الوجبات السريعة يعتبر إشارة داخلية للتحقق من أنفسهم والانتباه إلى ما يحدث بداخلهم.
وبشكل عام، إذا وجدتِ نفسكِ تتناولي البطاطس المقلية أو الشوكولاتة بشكل زائد، فربما يكون ذلك بسبب رغبة داخلية للهروب من الروتين التقليدي لأسلوب تغذيتك. أحيانًا ستعترفين ببساطة أنك تمرين بفترة ضغط وتستطيعين إدارة نفسكِ بأخذ حمامًا ساخنًا مع كتابًا. وفي أحيانًا أخرى ستجدين نفسكِ تطلبين شيئًا مختلفًا تمامًا، وهو لن يكون مجموعة من الوجبات الخفيفة بل كوبًا كبيرًا من الماء والليمون مع بعض الوقت الهادئ أثناء جلوسك في الشرفة.
3- الغرق في الأشياء والتفاصيل الصغيرة
عادةً ما يستطيع الشخص إدارة مجموعة من المسؤوليات المتعددة مع الحفاظ على الهدوء الداخلي لديه. ومع ذلك، أحيانًا ما يجد نفسه ممتلئًا بالأشياء والمسؤوليات الصغيرة! والأمثلة على تلك الأشياء الصغيرة التي تجعلك ممتلئة متعددة، فقد تجدين نفسك في قمة الغضب لمجرد اكتشافك أنكِ لا تملكين مكوّنًا مهمًا تحتاجينه لتحضير وجبة عشاء لطيفة، أو بعد مغادرتك للسوبر ماركت تكتشفين أنكِ نسيتي شراء شيئًا هامًا، مما يجعلك تنفجرين في البكاء!
في أي وقت تلاحظين أنكِ لم تعودين قادرةً على مسايرة بعض الأشياء، فإن هذا مؤشر جيد إلى أنكِ أصبحتي ممتلئة داخليًا وتحتاجين إلى أخذ استراحة. وعادة ما يكون هذا هو الوقت المناسب لممارسة الرعاية الذاتية. والتي تتضمن:
- التوقف وسؤال نفسك: هل هذا الموقف يعني نهاية العالم بالنسبة لكِ؟!
- معرفة ما إذا تم تلبية احتياجاتك الأساسية. هل أنتِ جائعة؟ هل تحتاجين إلى شرب كمية من الماء؟ هل ستشعرين بالتحسن إذا قمتي بالاستلقاء قليلًا؟
- طلب المساعدة من الآخرين حتى في أصغر الأشياء، مثل طلب كوب من الماء من شريكك.
من خلال تلبية تلك الأشياء البسيطة السابقة، يمكنكِ تخصيص بعض الوقت لنفسك للاسترخاء وإعادة شحن طاقتكِ الداخلية والخارجية بشكل صحيح.
4- الشعور بالغضب تجاه أحبائك
تعلمين أن هناك شيئًا ما غير طبيعي يحدث بداخلك عندما تثير أبسط الأشياء غضبك وتجعلكِ تتفوهين بعبارات غاضبة، مثل بكاء طفلِك، أو طرح شريكك بعض الأسئلة البسيطة عليكِ. عند حدوث ذلك، عليكِ معرفة أنكِ وصلتي إلى أعلى نقطة من الاحتمال وتحتاجين إلى فترة بسيطة – حتى إذا كانت دقائق بسيطة – للبقاء وحدكِ.
يمكنك استغلال تلك الدقائق في عمل مجموعة من الأشياء البسيطة لتهدئة نفسك وإعادة شحنها، مثل الذهاب إلى غرفة نومِك والتركيز على التنفس بهدوء وعمق لعدة دقائق، أو استنشاق زيت من الزيوت العطرية المهدئة، مثل زيت اللافندر، يمكنك أيضًا تشتيت ذهنك باللعب على هاتفك المحمول قليلًا.
وفي النهاية، عندما تصبحين مستعدة للتفاعل مع الأشخاص مرة أخرى، اخرجي من غرفتكِ وقومي بالاعتذار عما بدر منكِ سابقًا. يمكنكِ أيضًا شرح ما يجرى بداخلك لطفلكِ أو شريكك، وإذا لزم الأمر وكنتِ في حاجة ماسة لمساعدتهما، فعليكِ إخبارهما بذلك.
5- الرغبة في الاختباء
هل حدث لكِ سابقًا أن قمتي بأخذ هاتفك والذهاب إلى الحمام، ليس لأنكِ بحاجة إلى الذهاب ولكن لرغبتكِ في الحصول على بضع دقائق من الهدوء مع نفسكِ؟ إذا كانت إجابتك بنعم، فإن جسدك ببساطة يُخبرك أنكِ في حاجة إلى المزيد من الوقت لنفسك وليس مجرد بضع دقائق تقضينها في الحمام.
وفي هذا الوقت تحديدًا، يجب عليكِ التركيز في جدول أعمالك خلال الأسبوع وتحديد أفضل وقت مع شريكك للابتعاد عن المنزل وتقضية بعض الوقت بمفردك بعيدًا عن ضغوط العائلة والعمل المختلفة. ستلاحظين بعد عودتك من تلك الفترة القصيرة من الراحة بإنكِ أكثر انتعاشًا وهدوءًا من الداخل.
التركيز في العلامات يساعدك على اتخاذ القرار السليم
تُعد العلامات السابقة مؤشرات جيدة لاخبارِك أنكِ لا تهتمين بنفسك بالطريقة التي تحتاجينها. عندما تبدأين في ملاحظتها، يمكنكِ أن تنفذي بعض ممارسات الرعاية الذاتية المختلفة الخاصة بكِ – كما ذكرنا في المقالة – سواءًا كانت هذه الممارسات تتلخص في: أخذ حمام ساخن، قراءة كتاب، أو السفر مع بعض الأصدقاء لبضعة أيام بعيدًا عن عائلتك، يمكن أن يساعد ذلك على إحياء وتجديد جسدك وعقلك. وعلى الرغم من أن مؤشراتي قد تختلف عن مؤشراتك، فإن معرفة ما هي وما هو الأفضل لتخفيفها سيساعدك على الاعتناء بنفسك جيدًا وبتحسين جودة حياتك وحياة عائلتك.