
قد يكون القلق من العلاقات شيئًا تعاني منه، ولكن هناك احتمال أنك لا تعرف الكثير عنه. إنه نوع من القلق الذي يعترض طريق وجود علاقة صحية ومرضية مع شخص آخر. إذا كنت تعاني من قلق العلاقة، فمن المهم أن تدرك ذلك. بدون الوعي الذاتي، ستفشل في الالتزام بشخص ما وستكون علاقاتك قصيرة العمر. في هذه المقالة، سننظر في أسباب حدوث قلق العلاقة، وكيف يمكنك البدء في معالجة هذه المشكلة. تقع على عاتقك مسؤولية التعامل مع قلقك للتأكد من أنك لا تبدأ في بناء أسرة على المشاعر السلبية مثل الخوف.
ما هو القلق من العلاقات؟
إذا لم يوفر والدا شخص ما الحب والرعاية اللذان يحتاجهما عندما يكون طفلًا، فسينشأ في حيرة من أمره وشعور بانعدام الأمن. علاوةً على ذلك، إذا كان كلا الوالدين يتعاملان مع مشكلات الصحة العقلية الخاصة بهما ولم يكن بمقدورهما تلبية احتياجات أطفالهما، فإن هؤلاء الأطفال يتخذون اعتقادًا خاطئًا بأنهم لا يستحقون الحب، والدعم، والرعاية. بالإضافة إلى الشعور بعدم الاستحقاق وعدم الأمان، قد يعانون أيضًا من الثقة في الناس، فسيكبرون وهم لديهم الشعور بالخوف بأن الآخرين سوف يؤذونهم كما فعل آباؤهم.
سبب قلق العلاقة: أسلوب التعلق الخاص بك
هناك أربعة أنواع من سلوكيات التعلق:
1- التعلق الآمن
الأشخاص الذين كانوا آمنين ومرتاحين من قبل والديهم كأطفال سيكون لديهم ارتباط آمن مع الآخرين. احتياجات هؤلاء الأشخاص يتم تلبيتها بمجرد التعبير عنها، وشعروا بتقدير من والديهم عندما نشأوا. خلق هذا أمانًا داخليًا وراحة حول أنفسهم. في العلاقات الرومانسية، يشعرون بالأمان ويثقون في أن الشخص الآخر موجود من أجلهم في أوقات الحاجة. إنهم يقرون بشخصية شريكهم واستقلاليتها، لكن في الوقت نفسه، يعتمدون عليه بشدة في كثير من الأوقات.
2- التعلق بقلق
في هذه الحالة، تم إقناع هؤلاء بأن احتياجاتهم كأطفال لم تكن مهمة. ربما كلما شعروا بالغضب أو الأذى، ابتعدت أمهم عنهم بدلاً من مواساتهم. هذا جعلهم يشعرون بعدم الأمان وهم يكبرون، ولم يُظهر لهم أبدًا كيفية التعامل مع المشاعر التي أوقعتهم في دائرة القتال أو الهروب. عندما يتعلمون أن المشاعر غير مؤلمة، فإنهم يخافون منها. وهكذا، عندما يتعرض هؤلاء الأشخاص لموجة من الغضب ولا يعرفون كيفية التعبير عنها أو توصيلها للآخرين، فإنهم يخفوها بداخلهم. هذا يؤدي إلى شعور غامر بالقلق لأن العقل يعتقد أنهم يحاولون الهروب من عاطفة خطيرة للغاية.
3- التعلق المُتفادي أو الرافض
قد يكون الشخص الذي لديه أسلوب ارتباط رافض ومتجنب غير متوفر عاطفياً. الناس في هذه الفئة ينكرون أهمية أحبائهم ويجعلونهم يشعرون بأنهم غير محبوبين من خلال تجاهلهم. كما أنهم يتجاهلون النزاعات كما لو أنها لم تكن ضرورية لنمو العلاقة.
4- التعلق المتجَنب المخيف
أولئك الذين لديهم أسلوب التعلق المتجنب المخيف عالقون بمشاعر متناقضة: إنهم يتوقون إلى الحب والاهتمام من أحبابهم، ولكنهم يخشون السماح له/لها بالاقتراب أكثر من اللازم. إنهم بالتأكيد يريدون شريكهم، لكنهم يخافون من الاقتراب أكثر من جوهر العلاقة الحميمة. يعتقدون أن قلبهم سيحرقهم وينتهي بهم الأمر بخيبة أمل وأنهم سوف يتألمون. يحاولون تجنب خيبة الأمل هذه عن طريق "الهروب" من الشخص الذي يحبونه، لذلك ما يفعلونه هو تجنب المشاعر، والأفكار، ومشاكل العلاقات.
كيفية التغلب على القلق من العلاقات وإنشاء علاقات سعيدة
حتى لو شعرت بخيبة أمل من شخص تحبه وتثق به، يمكنك تجاوز هذا الأمر. لن تكون نهاية العالم إذا فعل شريكك شيئًا مؤذياً. ستعيش! يمكنك اتباع النصائح الموضحة أدناه لتحسين قدرتك على إبقاء القلق من علاقتك بعيدًا وحتى تنمية السعادة والوفاء.
1- اعلم أن لديك مشكلة
إفهم أن لديك قلق من العلاقة، ومن خلال الاعتراف بهذه الحقيقة، سوف تتخلص من الارتباك الذي كنت تحمله لسنوات. لن تسأل نفسك بعد الآن لماذا أنا سيئ جدًا في العلاقات، أو لماذا أشعر بهذا الشعور تجاه العلاقة؟
2- اكتشف ما هو نمط التعلق الخاص بك
إذا كنت متجنبًا وخائفًا، فقد ترغب في التفكير في طرق لمواجهة مخاوف علاقتك. عد بعقلك إلى وقت طفولتك وتذكر كيف كانت علاقتك مع والدتك. هل كنت متحمسًا لتكون معها؟ هل لعبت معها كثيرًا؟ هل اهتمت بك عندما كنت غاضبًا، أو خائفًا، أو حزينًا، أو عاقبتك على إظهار المشاعر الإنسانية الطبيعية؟ احتفظ بمفكرة لتوثيق هذه الذكريات.
3- تحدى نفسك
إذا كنت شجاعًا بما يكفي، فتحدى أسلوب ارتباطك وابحث عن شركاء وأصدقاء يتمتعون بصحة جيدة عاطفيًا. اخرج مع هؤلاء الأشخاص وحاول التواصل معهم.
4- ركز مع نفسك
عندما يكون لديك قلق من العلاقة، فإنك تحول تركيزك من جسمك واحتياجاتك وعواطفك إلى احتياجات وأفكار وعواطف شريكك. أنت قلق بشأن ما قد يخطر بباله هو/هي أو تحاول عدم إزعاجهم حتى لا يتركوك لشخص آخر. بدلًا من الاعتماد على الآخرين، اقضِ المزيد من الوقت بمفردك لتصبح مستقلًا. ابحث عن مجموعات الدعم التي تتعامل مع السلوكيات غير الصحية مثل الاعتمادية (إذا كان لديك قلق من العلاقة، فمن المحتمل أنك شخص يعتمد على الآخرين،) والعلاقات السامة أو النرجسية.
5- اعتد أن تسأل نفسك "كيف أشعر اليوم؟"
هل أنت غاضب أم متحمس أم حزين بشأن حدث حالي في حياتك؟ إذا كنت في علاقة سامة، اسأل نفسك كيف يتفاعل قلبك مع شريكك؟ ما الذي يخبرك به حدسك عنه/عنها؟ هل أنت سعيد؟ هل ستشعر بتحسن إذا كنت بمفردك؟ استخدم دفتر يومياتك لتدوين مشاعرك وبناء علاقة أكثر إيجابية مع أفكارك. يمكنك أيضًا تضمين التأمل في جدولك اليومي لتشعر براحة أكبر مع المشاعر الصعبة.
6- اطلب المساعدة من معالج نفسي
اطلب المساعدة من معالج من ذوي الخبرة في العلاقات الأسرية والصدمات، سيعرف أفضل طريقة للمضي قدمًا من حيث أنت الآن.

ليس من السهل التعامل مع قلق العلاقة في كل مرة تجد نفسك تواعد شخصًا جديدًا. لكن معرفة أنك تعاني من هذا القلق والسبب وراءه سيساعدك في العمل على التخلص منه. يمكنك تغيير حياتك من خلال بدء علاقة صحية مع نفسك حتى تكون في علاقات أكثر صحة وسعادة مع الآخرين. لا تخف من طلب المساعدة. يعاني الجميع من مشاكل شخصية عندما يتعلق الأمر بالعلاقات، والحصول على المساعدة هو علامة على أنك تأخذ مشاكلك على محمل الجد وترغب في تحسين نوعية حياتك.