٧ أسرار وراء الأشخاص السعداء دومًا 

الدكتورة هبه الزعبي

الدكتورة هبه الزعبي

طبيبة

السعادة ليست شيئًا يسهل قياسه، فإنها تعتمد كثيرًا على منظورنا للحياة، فهي ليس لها مفهومًا واحدًا يناسب الجميع! على سبيل المثال، نحن نعرف جميعًا شخصًا دائمًا في مزاج جيد. الشخص الذي يطلق النكات في المكتب صباح يوم الأحد، ونعم، حتى قبل تناول القهوة. وبالطبع نتساءل، كيف يفعل ذلك؟ إن هناك بعض العناصر المشتركة للأشخاص السعداء للغاية، وحتى هناك عدد من الأشياء التي يمكننا القيام بها للعثور على الجانب المشرق في أيامنا مثلهم. يمكننا إجراء تغييرات صغيرة في رؤيتنا لكل شيء حولنا، والبدء في ممارسة الرعاية الذاتية، وزرع العادات الجيدة في شخصيتنا، وإظهار حبنا واحترامنا لأنفسنا طوال اليوم، ويمكن حينها لهذه التفاصيل أن تبقينا في مزاج جيد طوال الوقت. إليكم ٧ أسرار للأشخاص السعداء دومًا. 


السر رقم 1: الأشخاص السعداء يتوقفون عن البحث في الخارج عما يحتاجون إليه في الداخل


إنهم يفهمون أن الأشياء المادية، وحتى الناس، لا يمكن أن يكونوا أبدًا مفتاح سعادتهم. بينما يدركون أهمية العلاقات المحبة والداعمة، فإنهم لا يتوقعون أبدًا أن يجدوا أنفسهم في علاقتهم مع شخص آخر. في الواقع، يدرك الأشخاص السعداء أن الاعتماد المفرط على الآخرين هو في الواقع المسار السريع للتعاسة ومشاكل العلاقات.  


إنهم يعرفون أن الاعتماد على الآخرين من أجل السعادة يمكن أن يكون مصدر صراع لا يمكن تصوره، بالإضافة إلى اللوم وخيبة الأمل الدائمة. كما أن الأشخاص السعداء لا ينخدعون بأن الأشياء المادية - مثل السيارات الفاخرة، والملابس باهظة الثمن، والعطلات الفاخرة - هي التي تجلب السعادة الحقيقية. إنهم يعلمون جيدًا أن تلك الأشياء تبني سعادة وقتية.


السر رقم 2: الأشخاص السعداء يحبون أنفسهم


إن الأشخاص السعداء لديهم أساس بداخلهم من حب الذات، ولكن بشكل صحي. فأولئك الذين يستمعون إلى الرسائل السلبية في رؤوسهم بأنهم ليسوا "أذكياء، أو جذابين، أو محبوبين، أو جيدين بما فيه الكفاية"، ينتهي بهم الأمر بقضاء حياتهم في الرغبة في أن يكونوا شخصًا آخر. بدلاً من أن يكونوا في أفضل حالاتهم، يقضي الأشخاص التعساء وقتًا لا طائل منه في مقارنة أنفسهم بالآخرين. من ناحية أخرى، يتفق الأشخاص السعداء على أنه من الحكمة مقارنة أنفسهم بأنفسهم فقط وقياس تقدمهم مع من كانوا عليه بالأمس. فالأشخاص السعداء لا يحتاجون إلى أن يكونوا أفضل من غيرهم ليشعروا بالرضا عن أنفسهم.  


السر رقم 3: الأشخاص السعداء يدركون أن بعض الأشياء لن يتغلبوا عليها أبدًا


الأشخاص السعداء لا يتوقعون أن تسير الحياة دائمًا بسلاسة، ويدركون أن سعادة الحياة لا تستمر دون انقطاع. في الواقع، هم يفهمون تمامًا أن الحياة لا تخلو من أوقات الحزن. إنهم صبورون مع أنفسهم ومع الآخرين آثناء تخطي الأوقات الصعبة. إنهم يدركون أن أفضل ما يمكن فعله مع الأشياء الفظيعة في الحياة هو الصبر على تجاوزها. إنهم يعتبرون الأحداث التي تغير الحياة - مثل وفاة أحد الأحباء، أو الفشل الذريع، أو الانتكاسة المهنية، وانقطاع العلاقات، والتحديات الصحية، قدرهم في الحياة. وبدلاً من السخرية من ظلم الحياة، يعلم الأشخاص السعداء أنه لا يزال هناك سعادة بعد الخسارة. إنهم يرفضون السماح للنكسات الكبيرة بتحديد مقدار سعادتهم، ويجدون الجمال في الجانب الآخر حتى من أي صدمة وخسارة كبيرة.  


السر رقم 4: الأشخاص السعداء يعرفون يواجهون مشاعرهم


الأشخاص السعداء لا يعيشون في حالة إنكار عندما يحزنون، بل هم منفتحون وصادقون مع أنفسهم. لديهم ثقة بأنهم يستطيعون إحداث تغيير إيجابي عند حدوث أي مشكلة تقريبًا، دون التظاهر بشيء لا يشعرون به. ويؤمنون بقدرتهم على مواجهة المصاعب والعثور على درس أو جانب إيجابي منها. إنهم يركزون أكثر على كيفية نهوضهم بعد السقوط، بدلاً من كيفية سقوطهم أو لماذا يحدث ذلك معهم.  


السر رقم 5: الأشخاص السعداء يدركون أهمية الانفتاح على الآخرين 


يميل الأشخاص السعداء إلى تكوين روابط صداقة قوية مع العائلة والأصدقاء. إنهم يدعمون المقربين منهم في السراء والضراء، وتزداد شبكة معارفهم بمرور السنين. إنهم يقدرون العلاقات ولا يأخذونها كأمر مسلم به. يساعدون الآخرين، ويسمحون لهم بمساعدتهم أيضًا. الشيء الوحيد الذي لا يفعله هؤلاء الأشخاص هو إنفاق الكثير من الطاقة في محاولة حماية أنفسهم من الأذى. إنهم لديهم ثقة كافية في أنفسهم بأن الحصول على الدفء، والراحة، والدعم من الآخرين يعطيهم إمكانية أكبر لجعلهم أقوى وليس أضعف. فهُم يدركون أن أساس الثقة بالآخرين هو الثقة في أنفسهم.  


السر رقم 6: الأشخاص السعداء متسامحون


إن الأشخاص السعداء يدركون الفرق بين التغاضي عن سلوك ما والتسامح معه. فإنهم لا يحملون ضغينة لأن تلك المرارة تؤذيهم. لقد قبلوا منذ فترة طويلة فكرة أن الأشخاص لا يمكنهم تقديم كل ما يتوقعه الآخرون منهم. إنهم يلاحظون ضياع الكثير من السنوات التي يقضيها الناس في التمني، والتوقع، والإدانة، والغضب، لأن أحبائهم أو من حولهم لا يمكنهم منحهم ما يريدون أو ما يستحقون. وبدلاً من التركيز مع ما ينبغي أن يمنحه الآخرون لهم أو ما تقدمه الحياة، فإنهم يعدلون من توقعاتهم. 

 

السر رقم 7: الأشخاص السعداء يعيشون الحياة وهم يتطلعون للأمام 


الأشخاص السعداء يتعلمون من الماضي، ولكن لا يعيشون فيه. إنهم لا يفرطون في التفكير في: "ما يمكن، وما كان، أو ما ينبغي أن يكون". إنهم يغفرون لأنفسهم لعدم امتلاكهم البصيرة الكافية في وقت ما، بدلاً من إحباط أنفسهم. ويركزون على "ماذا بعد؟"، بدلًا من أن يعيشوا وهم مأسورون في ذكريات الأيام الخوالي. إنهم مشغولون جدًا في صنع الذكريات في الحاضر، على أن يعيروا اهتمامًا للذكريات القديمة، مهما كانت جيدة. 


بعض الأشخاص يعيشون حياتهم بشعور لا متناهي من الرضا والسعادة. حتى خلال أصعب الأوقات، ينظرون إلى الجانب المشرق والدروس المستفادة، بدلًا من الشعور بالظلم والإحباط. قد لا يكون لديهم الكثير ليكونوا سعداء به، لكن البساطة الكامنة وراء هذه الحقيقة نفسها قد تجعلهم سعداء. الأمر كله يتعلق بمنظورهم للحياة والوعي الذاتي. بمعرفة الأسرار التي تجعل هؤلاء الأشخاص سعداء، يمكن أيضًا أن تساعدك أنت في تبني منظور جديد للحياة والشعور بالسعادة.

في الأخبار