سلوكيات تدل على انهيار زواجك وكيفية التخلص منها

الدكتورة هبه الزعبي

الدكتورة هبه الزعبي

طبيبة

عندما تعتقد أنك أنت وشريكك على وشك الطلاق، فقد لا يزال لديك بصيص من الأمل في أن تتمكن من إنقاذ زواجك. ومن خلال بذل الجهد، يمكنك القيام بذلك. لكن يختلف وضع وظروف كل زوجين، وكذلك الأسباب التي أدت إلى ابتعادهم عن بعضهما البعض، بدءًا من نقص التواصل إلى الغش. سنذكر في هذه المقالة ٤ مسببات لانهيار الزواج والتي تتسم بها جميع العلاقات التي توشك على الانهيار بدرجة معينة. ومع ذلك، إذا كان زواجك مُحمّل بتلك السلوكيات، أو يتصرف كل منكما بعناد ولا يحاول التخلص من تلك المشاكل، فستكون هناك شكوك حول جدوى زواجكما وقد تحتاجان إلى تدخل استشاري للزواج.


٤ سلوكيات تدمر أي زواج:


1- النقد المستمر 


عندما تنتقد شريكك، فأنت تُشعره بأن هناك شيئًا خاطئًا في شخصيته وفي جميع تصرفاته. وقد يُفهم تصرفك بهذا الشكل على أنك تريد أن تكسب الجدال أو أن تُثبت أن شريكك على خطأ. على سبيل المثال، تقول أشياء مثل: "أنت دائمًا تفعل ذلك" أو "أنت لا تقوم بهذا أبدًا"، أو "لماذا أنت كذلك؟" هذا سيجعل الزوج/الزوجة يشعر بالهجوم، ومن المرجح أن يثير كلامك استجابة دفاعية من ناحيته. هذه الأنماط السيئة في السلوك لا تجعلكما تشعران بأنكما مسموعان. قد يبدأ كلاكما في الشعور بالضيق تجاه أنفسكم عندما تكونون حول بعضكما البعض. لذلك من المهم تقديم شكوى محددة حول سلوك شريكك وعدم مهاجمة شخصيته بشكل عام.  


2- الازدراء


الازدراء هو الأكثر رعبًا بين تلك الأشياء. إنه يتعلق بأي سلوك، لفظي أو غير لفظي، هدفه أن يؤكد أحدكما التفوق في الجدال على شريكه. أمثلة على هذه السلوكيات قد تكون السخرية من شريكك، أو إهانته، أو قلب العينين في سخرية، أو إظهار العداء تجاهه، أو المزاح معه بشكل مُهين، أو السخرية المؤذية، وهكذا. هذه السلوكيات تهاجم شعور شريكك بالذات، كما أنها تهدف أيضًا إلى الإساءة إليه والتلاعب به. يجب على الأزواج العمل على القضاء التام على مثل هذه السلوكيات. فإن ثقافة الاحترام، والتقدير، والتسامح، واللطف، شرط أساسي في الزواج.


3- الدفاعية


تنشأ الدفاعية بسبب الهجوم الذي قد تتلقاه من شريكك حول السلوكيات والأفعال التي تصدر منك وتضر بالعلاقة. وبالتالي، تحاول الدفاع عن نفسك حتى لا يفوز هو بالجدال. إنها أيضًا طريقة أخرى للتصرف كضحية وعدم تحمل مسئولية أخطائك. أثناء ممارسة هذا السلوك، تحاول أن تختلق الأعذار أو تقول أشياء مثل: "هذا ليس خطئي" ويمكن أن يتضمن كلامك أيضًا الرد عليه بنفس الشكوى، عن طريق تطابق شكوتك منه بما اشتكى به أو انتقدك بسببه، ثم تتجاهل ما قاله شريكك وتجعل أساس المشكلة يلتف حول ما فعله هو.


السلوكيات الدفاعية تُلخص في كلمة "العين بالعين" دون الالتفات إلى شريكك أو ما يقوله. بدلًا من محاولة الرد على كل كلمة، حاول الاستماع إلى وجهة نظر شريكك. تواصل معه بوعي من خلال التحدث بصدق والاستماع جيدًا. ولا تنس إثبات صحة مشاعر شريكك من خلال إخباره بأنك تتفهم ما يشعر به.


4- المماطلة


المماطلة هي الانسحاب الكامل من التواصل مع شريكك – ومن العلاقة بشكل أساسي – كاستراتيجية لتجاهل الصراع وتجنبه تمامًا. سواء من خلال الابتعاد والذهاب إلى مكان آخر، أو الانغلاق على النفس تمامًا. قد تكون هذه محاولة، وإن كانت غير ناجحة، لتهدئة النفس عند الشعور بالغضب والعداء. لكن المماطلة تؤدي إلى التواصل المعيوب، ورفض المواجهة، والابتعاد، والغطرسة.


قد تكون المماطلة تتمثل في المعاملة الصامتة، وتغيير الموضوع، أو الذهاب للخارج لتجنب التواصل. بدلًا من استخدام المماطلة، يجب أنت وشريكك أن تتعلمان كيفية التعرف على العلامات التي تدل على الإرهاق العاطفي. إنه من الأفضل أن تعبران لفظيًا عن شعوركم بالإرهاق، وليس من خلال الابتعاد عن بعضكما البعض. ويمكنكم حينها الاتفاق على أخذ قسط من الراحة واستئناف المحادثة عندما تكونان أكثر هدوءًا.


استخدم معرفتك لتحسين علاقتك


إذا كنت متزوجًا أو في علاقة جادة، فأنت بحاجة للتعرف على تلك السلوكيات الأربعة وكيف يؤثرون على العلاقة. هناك طرق للتحكم بشكل أفضل في هذه السلوكيات في علاقتك. على سبيل المثال، بعد أن تنهوا الجدال، يجب أن يتحمل كل منكما مسؤولية أخطائه وتتعلمان من تلك الأخطاء. وهناك أيضًا العديد من الأشياء التي يمكن القيام بها للمساعدة في تقليل التوتر أو تهدئة الجدال بينكما، مثل الاعتذار، أو التعبير عن تفهمكم تجاه بعضكما البعض، أو التواصل بما تشعرون به بهدوء. فلا يوجد سبب وجيه للضغط على بعضكما البعض أو تصعيد الخلاف عمدًا.


معظم التفاعلات السلبية مع شريكك هي في الحقيقة حلقة ذاتية الاستمرارية، ولهذا السبب، يمكنك الخروج منها إذا أردت ذلك. عندما يتم تحفيز غضب أحدكما، يتفاعل الآخر، ويكون هناك رد فعل على كل كلمة يقولها الآخر، وهكذا. بدلًا من ذلك، أبطئ من ردة فعلك وانعكس على نفسك من خلال محاولة معرفة ما تشعر به بالفعل، وعبّر عن ذلك دون غضب وجدال. فأنت عليك أن تشعر بالراحة في التعبير عن ذلك الجزء الأعمق من نفسك.


كل علاقة زوجية فريدة من نوعها. ومع ذلك، هناك علامات تحذير يمكن أن تشير إلى وجود مشاكل خطيرة في الزواج.  إذا وجدت علاقتك مهددة بالخطر بسبب هذه السلوكيات التي ذكرناها بالأعلى، فلا تتجاهلها. فترك المشاكل دون الاعتراف بها أو محاولة حلّها يمكن أن يزيد الأمر سوءًا. بدلًا من ذلك، يجب أن يكون بينك وبين شريكك حديث قائم على التفاهم، والصدق، والاحترام، حول المشاكل التي تؤذي زواجكم، وكيف يمكنكم حلّها. 


وإذا شعرت أن المشاكل في زواجك غير قابلة للحل، فقد حان الوقت للحصول على مساعدة من محترف. ومع ذلك، للاستفادة القصوى من الاستشارة الزوجية، لا تنتظر حتى يصبح زواجك غير قابل للإصلاح. يمكن أن تكون الاستشارة الزوجية حليفة لزواجك، وبدلاً من الانحياز إلى جانب محدد، ستساعدك أنت وشريكك على اكتساب منظور مختلف للعلاقة وتطوير مهارات الاتصال اللازمة لتغيير الأنماط التي سببت في المشاكل.

في الأخبار