لا توجد علاقة مثالية دون بذل جهد من الطرفين حتى تستمر. وبينما تتطلب معظم العلاقات العمل، قد يكون من الصعب أحيانًا معرفة الفرق بين التضحية والتسوية. هل تقدم بالفعل تنازلات صحية في علاقتك، أم أنك بدأت في التضحية بنفسك؟ هل أنت سعيد أم مستاء؟ هل ستستمر علاقتك أم ستنهار؟ هذه كلها أسئلة يمكن أن تسألها لنفسك في علاقتك إذا لم تكن متأكدًا مما إذا كنت تقدم التنازلات المناسبة للعلاقة، أو ما إذا كنت تضحي كثيرًا. إن التضحية والتسوية ضروريان في أي علاقة، ويجب القيام بهما عن طيب خاطر من قِبَل كلا الشريكين حتى تنعم العلاقة بالنجاح والاستمرار. لكن في الأساس، كلاهما شيئان مختلفان.
دعونا نكتشف بعض الاختلافات بين التضحية والمساومة:
1- التضحية تفيد طرف واحد، التسوية تفيد الطرفين
عادةً، يضحي شخص ما براحته، أو خطته، أو أي شيء يعتبره ذا قيمة لمجرد الحفاظ على الشخص الآخر. على سبيل المثال، يمكن للمرء أن يضحي بحلمه / حلمها للعمل في الخارج فقط لمنح شريكه راحة البال. من ناحية أخرى، تتطلب التسوية النقاش في قرار سيفيدهما كلاهما. ومن الأمثلة على ذلك السماح للشخص الآخر بالعمل في الخارج، ولكن لفترة زمنية معينة فقط، أو اتخاذ قرار بالزواج أولاً قبل رحيله.
2- التضحية هي التخلي عن شيء، التسوية هي الحَد من الفعل
تتطلب التضحية التخلي عن شيء مهم بالنسبة لك. قد تكون وظيفتك، أو حلمك، أو هوايتك، أو نمط حياتك، أو علاقاتك. على الرغم من صعوبة ذلك، إلا أنك قررت القيام بذلك لصالح شريكك أو لإنقاذ علاقتك. لكن في الوقت نفسه، لا تتطلب التسوية عادةً التخلي عن شيء ما. أنت تقوم فقط بإجراء تعديلات حتى تتمكن أنت وشريكك من الالتقاء في منتصف الطريق. على سبيل المثال، بدلاً من التخلي تمامًا عن الخروج مع أصدقائك، ستحد من وقتك معهم فقط. وعادةً ما تكون التسوية ضرورية إذا كان هناك شيء واحد يأخذ الكثير من انتباهك ويؤثر على علاقتك.
3- التضحية يمكن أن تكون غير مريحة لطرف واحد، التسوية تريح الطرفين
اعترف بذلك، فالتضحية بشيء تحبه أمر غير مريح حقًا - بل حتى قد يكون مؤلمًا. أنت تفعل ذلك فقط لأنك قد تفقد شيئًا أكثر أهمية - وهو الشخص الذي تحبه. إذا كان ما عليك التضحية به عادة قديمة، فسوف يستغرق الأمر وقتًا قبل أن يتم التخلص منها تمامًا. لذا، تخيل الجهد الواعي الذي ستحتاج إلى بذله لبعض الوقت. لكن، الغرض من التسوية هو تخفيف أي توتر في علاقتك. ربما تتشاجران باستمرار على شيء ما، ولحل النزاع، عليكما إجراء بعض التعديلات للتوصل إلى حل مريح لكما.
4- التضحية اختيار شخصي، التسوية هو قرار متبادل
إنها ليست تضحية إذا كُنت قد أُجبرت على ذلك، فالتضحية اختيارك وأنت يجب أن تقبل العواقب. لهذا السبب، لن تشتكي أو تندم عندما يصبح الأمر صعبًا. من ناحية أخرى، التسوية هي عندما يتم الاتفاق على حل وسط بين الطرفين. إنه شيء تتحدث عنه عمدًا للتوصل إلى شروط وأحكام، وكلاكما مسؤول عن دعم هذا القرار.
5- التضحية تُظهر نكران الذات، التسوية تُظهر النضج
التضحية هي واحدة من أكثر الأفعال نكرانًا للذات التي يمكنك القيام بها لشخص ما. إذا قمت بالتضحية بشيء مهم لشخص ما، فهذا يدل على أنه ذات قيمة حقيقية بالنسبة لك، وربما حتى أكثر من نفسك. فأنت على استعداد لوضع احتياجاته/احتياجاتها أولاً قبل احتياجاتك. لكن التسوية تتطلب النضج للوصول إلى حل وسط. يميل الأزواج غير الناضجين إلى الشجار حول الاختلافات بسهولة لأن لا أحد يريد أن يفسح المجال للوصول إلى حل مُرضي للطرفين. على الصعيد الآخر، يختار الأفراد الناضجون حل النزاع من خلال الاجتماع في منتصف الطريق على شيء يريحهم.
6- التضحية علامة على الإيثار، التسوية علامة على الاحترام
الإيثار هو أحد علامات الحب الحقيقي. هذا يعني أنك إذا كنت على استعداد للتضحية من أجل شخص ما، فأنت تهتم به حقًا، وستفعل كل شيء لجعل شريكك هذا سعيدًا مهما كلّف الأمر. التسوية، من ناحية أخرى، هي علامة على أنك تحترم علاقتك. إذا كنت تقدر مشاعر شريكك واحتياجاته، فأنت على استعداد لتقديم بعض التنازلات، مثل أن تقوم بتعديل نمط حياتك، أو شخصيتك، أو أي شيء يؤثر على علاقتك. بالطبع، يمكن أن تكون التسوية أيضًا علامة على أنك تحب شخصًا ما، ولذلك، لتحافظ عليه، سوف تتعاون لجعل علاقتكما منسجمة.
7- التضحية يمكن أن تكون غير صحية، لكن التسوية صحية
قد تكون التضحية دلالة على الحب والإيثار، لكنها ليست صحية دائمًا. في بعض الأحيان، هناك أشخاص يقدمون تضحيات لكسب عاطفة شخص ما، لكن إذا استمروا في فعل ذلك لدرجة عدم ترك أي شيء لأنفسهم، فقد ينتهي بهم الأمر بخسارة كل شيء. والأسوأ من ذلك، أنهم قد لا يحصلون على الحب الذي يستحقونه في المقابل، وستكون كل تضحياتهم عديمة الفائدة. فحتى أكبر الجهود لا تضمن أن الطرف الآخر سيختارك حتى النهاية. لكن على الصعيد الآخر، التسوية صحية في العلاقة. بالطبع، يتم ذلك بين الطرفين حيث يقومان بالاتفاق على التسوية للحفاظ على التوازن، والاحترام، والسلام في علاقتهما.
8- التضحية يمكن استغلالها، التسوية تمنع الاستغلال
الإيثار والتضحية يمكن أن يتم استغلالهم من الطرف الآخر، فدعونا نعترف بأن بعض الناس يدخلون في علاقة ليس بسبب الحب، ولكن بسبب الفوائد العائدة عليهم. فإذا كان شركاؤهم في حالة حب معهم لدرجة أنهم على استعداد للتضحية بأي شيء، فسوف يستفيدون من ذلك. من ناحية أخرى، يمكن أن تكون التسوية بمثابة حماية لكلا الزوجين من سوء المعاملة والاستغلال، حيث سيسمح ذلك لك ولشريكك بوضع القواعد والقيود المريحة لكليكما. نتيجة لذلك، يصبح لكل منكما دور يلعبه في العلاقة، فليس هناك طرف واحد فقط يبذل كل جهده للحفاظ على استمرار العلاقة، وتصبح العلاقة قائمة على الأخذ والعطاء بين الطرفين.
هناك دومًا حاجة إلى التضحية والتسوية في العلاقة. التضحية هي جهد فردي يعبر عن حبك الشديد لشريكك. ومن ناحية أخرى، الحل الوسط أو التسوية هو قرار متبادل لجعل علاقتكما سلسة، بهدف تحقيق الاحترام والتفاهم. المهم أنه في النهاية، يجب على كلا الطرفين أن يعرفا أنه ليس من الصعب أو المستحيل إصلاح أي مشاكل أو خلافات في أي علاقة. ولكن، هذا يمكن أن يحدث فقط إذا كان بإمكان كل منهما التضحية بإيثار والوصول إلى تسوية من خلال الاتفاق والتفاهم. وبهذا الشكل، يمكن أن يدوم حبهما طويلاً.
