ما هي لغات الحب الخمس؟

الدكتورة هبه الزعبي

الدكتورة هبه الزعبي

طبيبة

واحدة من أكثر قضايا العلاقات شيوعًا التي يواجهها الناس اليوم، هي النضال للتعبير عن الحب بطرق مقصودة وذات مغزى للشخص الآخر. يريد الجميع تقريبًا إظهار اهتمامهم لشريكهم. ومع ذلك، فإن الكثير من الناس يكافحون للقيام بذلك بطريقة تخاطب قلوب شركائهم. إذا وجدت أن هذا يصف موقفك، فقد ترغب في معرفة المزيد عن لغات الحب الخمس. فقد أظهر التاريخ أن تعلم كيفية تلقي شريكك للحب، سيساعدك على معرفة أفضل طريقة لإظهار حبك واهتمامك له. طورها الدكتور "جاري تشابمان"، مؤلف لغات الحب الخمس هي:

 

  • كلمات التوكيد
  • وقت ذات جودة
  • اللمسات الجسدية
  • أعمال الخدمة
  • تلقي الهدايا

نظرة عامة على لغات الحب الخمس

 

على الرغم من أن كتاب "جاري تشابمان"، لغات الحب الخمس​​. كُتب في الأصل عام 1992، إلا أنه يواصل مساعدة الأزواج حتى اليوم، حيث بيع منه أكثر من 12 مليون نسخة منذ نشره لأول مرة. قبل كتابة الكتاب، أمضى الدكتور "تشابمان" سنوات في تدوين الملاحظات مع الأزواج الذين كان يقدم لهم المشورة. وقد اكتشف أن الأزواج كانوا يسيئون فهم بعضهم البعض وفهم احتياجاتهم. بعد قراءة ملاحظاته، اكتُشف أن هناك خمس "لغات حب" يمكن للناس أن يستجيبوا لها ويتعرفون عليها.

 

من غير المحتمل أن تكون لغة الحب لك ولشريكك هي نفسها. لذلك، عندما يكون لدى الأزواج لغات أساسية مختلفة، فلا بد أن يكون هناك سوء فهم. في المقابل، إذا تعلّم شريكك التحدث بلغة الحب الخاصة بك، فغالبًا ما سوف يشعر بالحب والتقدير من ناحيتك. وفي النهاية يكون أكثر سعادة في العلاقة.

 

إذا كنت تتساءل ما هي لغة الحب لديك، فحاول إجراء اختبار دكتور "تشابمان" المكون من 30 سؤالًا، لمعرفة أي لغة للحب من اللغات الخمس السائدة لديك. على الرغم من حقيقة أن هذه النظرية موجودة منذ ما يقرب من 30 عامًا، إلا أنها لا تزال تلقى صدى لدى الناس.

 

نظرة فاحصة على لغات الحب

 

وفقًا للدكتور "تشابمان"، هناك خمس لغات حب أساسية يتحدث بها الناس. وتشمل هذه، كلمات التوكيد، والوقت الجيد، والتلامس الجسدي، وأعمال الخدمة، وتلقي الهدايا. فيما يلي نظرة عامة على لغات الحب الخمس، وكيف يشعر الناس بالحب من خلال كل منها.


1- كلمات التأكيد

 

بعبارات بسيطة، تدور كلمات التأكيد في لغة الحب حول التعبير عن المودة من خلال الكلمات المنطوقة، أو المديح، أو التقدير. عندما تكون هذه هي لغة الحب الأساسية لشخص ما، فإنه يستمتع بالكلمات اللطيفة والتشجيع. كما أنه يستمتع بالاقتباسات، وملاحظات الحب، والرسائل النصية اللطيفة. يمكنك جعل يوم هذا الشخص رائعًا، من خلال الثناء عليه أو الإشارة إلى ما يفعله بكلمات لطيفة.

 

2- وقت ذات جودة

 

يتم التعبير عن الحب والعاطفة من خلال لغة الحب هذه عندما يعطي شخص ما شخصًا آخر اهتمامه الكامل. وهذا يعني ترك الهاتف المحمول، وإيقاف تشغيل الجهاز اللوحي، والتواصل بالعين، والاستماع بنشاط لشريكك عندما تكون بجانبه.

 

يبحث الشخص الذين لديه لغة الحب هذه عن الكيف أكثر من الكم. لذلك، عندما تلتقيان معًا، فهو يشعر بالحب إذا كنت حاضرًا، وواضع كامل تركيزك عليه. تأكد من إجراء اتصال بالعين، وتأكيد ما يقوله الشخص الآخر.

 

3- اللمسات الجسدية

 

يشعر الشخص الذي لديه لغة الحب هذه بأنه محبوب من خلال المودة الجسدية. بصرف النظر عن ممارسة العلاقة الحميمية، يشعر أولئك الذين يستخدمون اللمسة الجسدية كلغة حبهم الأساسية بالحب عندما يُظهر شريكهم المودة الجسدية بطريقة ما، مثل إمساك أيديهم، أو لمس ذراعهم، أو إعطائهم تدليكًا في نهاية اليوم. بالإضافة إلى ذلك، قد تتضمن فكرتهم عن الموعد المثالي الاحتضان على الأريكة مع مشروب ساخن وفيلم جيد. إنهم يريدون ببساطة أن يكونوا قريبين جسديًا من شركائهم.

 

4- أعمال الخدمة

 

عندما تكون لغة الحب الأساسية لشخص ما هي أعمال الخدمة، فإنه يشعر بالحب والتقدير عندما يفعل الناس أشياء لطيفة من أجلهم. سواء كان الأمر يتعلق بالمساعدة في غسيل الأطباق، أو وضع البنزين في السيارة. فإن القليل من أعمال الخدمة تذهب مباشرة إلى قلب هؤلاء الأشخاص. إنهم يحبون عندما يفعل الناس أشياءً صغيرة لهم، وغالبًا ما يمكن العثور عليهم يفعلون أشياء صغيرة للآخرين.

 

5- تلقي الهدايا

 

بالنسبة إلى الشخص الذي تكون لغته المحببة هي تلقي الهدايا، فإن تقديم الهدايا هو رمز للحب والعاطفة في ذهنه. إنه لا يعتز بالهدية نفسها فحسب، بل يقدّر أيضًا الوقت والجهد الذي بذله مانح الهدية فيها. بالإضافة إلى ذلك، هو لا يتوقع بالضرورة هدايا كبيرة أو باهظة الثمن. لغة الحب في تلقي الهدايا هي المشاعر الموجودة وراء الهدية التي تروق له.

 

بمعنى آخر، عندما تأخذ الوقت الكافي لاختيار هدية خصيصًا لهم، فإنها تعبر عن مدى معرفتك لهم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأشخاص الذين لديهم لغة الحب هذه، أن يتذكروا في كثير من الأحيان كل هدية صغيرة تلقوها من أحبائهم لأنها تُحدث مثل نوعًا من التأثير اللطيف بداخلهم.


كيف تستفيد العلاقات من لغات الحب؟

 

كلنا نعبر عن الحب ونشعر به بشكل مختلف. وبالتالي، فإن فهم هذه الاختلافات يمكن أن يكون له تأثير كبير على علاقاتك. في الواقع، وفقًا لدكتور "تشابمان"، فهم الاختلافات تُعد من أبسط الطرق لتحسين علاقتك بمن تحب. وفيما يلي بعض الطرق الأخرى التي يمكن للغات الحب الخمس أن تحسن بها علاقاتك.



1- تعزز من نكران الذات / تقلل من الأنانية

 

عندما تلتزم بتعلم لغة حب شخص آخر، فإنك تركز على احتياجاته بدلًا من احتياجاتك. وهذه هي الفرضية المركزية لنظرية الدكتور "جاري تشابمان". يجب أن يعمل الأزواج على تعلم لغة الحب الخاصة بشريكهم، بدلًا من محاولة إقناع شريكهم بتعلم لغتهم. من الناحية المثالية، سيرغب كلا الشخصين في التعبير عن الحب بطريقة مفيدة للآخر. لكن الغرض الأساسي من لغات الحب، هو أنك ستتعلم كيف تحب شريكك بطريقة منطقية ومناسبة بالنسبة له.

 

2- تخلق التعاطف

 

عندما يتعلم الأزواج المزيد والمزيد حول كيفية تجربة شركائهم للحب، فهم يتعلمون التعاطف مع شخص مختلف عنهم. ويساعدهم على الخروج من أنفسهم للحظة، وإلقاء نظرة على ما يجعل شخصًا آخر يشعر بأنه مهم ومحبوب. وبالتالي، عندما يلتزم الأزواج بتعلم واستخدام لغات الحب، فإنهم يزيدون من ذكائهم العاطفي ويتعلمون كيفية وضع احتياجات شخص آخر فوق احتياجاتهم. بدلًا من التحدث بلغة الحب الخاصة بهم مع شريكهم، يتعلمون كيفية التحدث بلغة يفهمها شريكهم.

 

3- تحافظ على الحميمية في العلاقة

 

إذا كان الأزواج يتحدثون بانتظام عما يجعل حبهم قويًا، فإن هذا يخلق المزيد من التفاهم في العلاقة الحميمة بينهما. إنهم لا يتعلمون المزيد عن بعضهم البعض فحسب، بل يتواصلون أيضًا مع بعضهم البعض بطرق أعمق وأكثر وضوحًا. وعندما يحدث هذا، تبدأ علاقتهم في الشعور بالحميمية.

 

4- تساعد على النمو الشخصي

 

في أي وقت يركز شخص ما على شيء ما أو شخص آخر خارج نفسه، فهذا يؤدي إلى النمو الشخصي. في كثير من الأحيان، يشجع المجتمع الناس على أن يصبحوا منغمسين في أنفسهم وغير مدركين لأي شخص أو أي شيء خارج أنفسهم. ولكن لأن لغات الحب الخمس للدكتور "تشابمان" تتطلب من الناس حب الآخرين بطرق خارج منطقة الراحة الخاصة بهم، فإنهم بذلك مجبرون على النمو والتغيير.

 

5- تساعد على مشاركة الحب بطرق ذات مغزى

 

عندما يبدأ الأزواج في التحدث بلغة حب بعضهم البعض، فإن الأشياء التي يفعلونها لشركائهم لا تصبح مقصودة أكثر فحسب، بل تصبح أيضًا ذات مغزى أكبر. جزء من هذا يتعلق بحقيقة أنهم يقولون "أنا أحبك" بطرق منطقية لشريكهم. وعندما يفعلون ذلك، يشعر شركاؤهم بالرضا والسعادة.

 

نقاط أساسية يجب تذكرها

 

وفقًا للدكتور "جاري تشابمان"، تنطبق لغات الحب أيضًا على علاقاتك مع أطفالك، وزملائك في العمل، وحتى أصدقائك. لكنها قد تختلف إلى حد ما. على سبيل المثال، قد تفضل لغة قضاء وقت ذو جودة، ولكن مع أختك، قد تفضل لغة كلمات التأكيد.

 

يمكن أن تتغير لغة حبك أيضًا من حين لآخر. على سبيل المثال، إذا كان يومك سيئًا في العمل، فقد تفضل عناقًا من شريكك بدلًا من كلمة مشجعة. المفتاح هنا هو التواصل بانتظام، والسؤال عما يحتاجه شريكك للحفاظ على خزان حبه ممتلئًا. ثم، ضع موضع التنفيذ بالضبط ما يحتاجه شريكك.

 

بمجرد أن تعرف لغة الحب لبعضكما البعض، سترى أنه من السهل تنفيذها. إن التحدث بلغة حب شريكك يتطلب القليل من الجهد والسعي. تذكر أن العلاقات الصحية لا تولد، وإنما تتطور من خلال الاهتمام والجهد. الخبر السار هو أنه يمكنك تعزيز علاقتك من خلال تعلم لغة الحب لشريكك ووضعها موضع التنفيذ. وإذا كان كلاكما ملتزمًا بمحبة بعضكما البعض بالطريقة التي تتناسب مع الآخر، فستجد نفسك ليس متعمقًا في الحب فقط، ولكن أيضًا في علاقة سعيدة ومرضية.

في الأخبار