.png)
ربما قد تكون مهتمًا بتعليم أبناءك قول "لو سمحت" أو "شكرًا" في كل المواقف الممكنة، ولكن لم تعر انتباهك لبعض العادات الأخلاقية الأخرى التي يجب أن تغرسها فيهم منذ الصغر. فالأخلاق الحميدة بشكل عام لن تجعل ابنك محبوبًا فقط، ولكن ستجعل الحياة أسهل عليه، حيث سيكون الناس من حوله سعداء للغاية ليكونوا بالقرب منه ولمساعدته، وسيرغب الجميع في مصادقته، إلى آخره. ولأن الهدف النهائي لتربيتنا لأبنائنا هو أن يكونوا ناضجين ومسؤولين ومحترمين، قد أتينا لكم، أيها الآباء، بتلك المقالة لنوضح لكم بعض العادات الأخلاقية التي يجب تعليمها لأطفالكم.
إليكم العادات أخلاقية التي تنسون تعليمها لأبنائكم:
-
إلقاء التحية
كثيرًا ما نجد أطفالنا يخجلون من كلمة "مرحبًا" التي يُلقيها أحد عليهم، تجدهم يزحفون إلى قوقعتهم ويرسمون ابتسامة خفيفة على وجوههم دون الرد بشكل لائق على من يوجه لهم الكلام. وللأسف في الأغلب لا يتحدث الأب/الأم مع الطفل لتحسين رد فعله مع مثل هذه المواقف، ويتركه يستمر في اتباع هذه العادة السيئة حتى ينضج وهو لازال لا يرد السلام على أحد. وإن كان دافعه في الصغر هو الخجل، عند النضج، سيكون دافعه اللامبالاة، التي بالتأكيد ستُفهم من الآخرين على أنها وقاحة. لذا، عليك أن توضح لطفلك أن من لا يلقي التحية على الآخرين من حوله، سيبدو وقحًا، وأنك لا تريد أن يراه الآخرون بتلك الطريقة.
ومع ذلك، حذر طفلك من أن يلقي التحية على الغرباء، وأن يفهم جيدًا الفرق بين السلوك الآمن والضار بالنسبة له. حيث أن هناك تجربة اجتماعية أُجريت على عدد من الأطفال لدراسة عمليات الاختطاف، ووجدوا أن 15 من 17 طفل كانوا يبتعدون مع غرباء كانوا يعتزمون اختطافهم -ولكن في الواقع كان هؤلاء الغرباء متطوعين- لمجرد أنهم كانوا مهذبين وقدموا الحلوى أو المساعدة بشكل عام.
ملحوظة: لتعليم طفلك عادة إلقاء التحية، اجعله يلعب معك لعبة الأدوار. تخيلا أن رجل يلقي عليه التحية (وهو أنت)، واجعله يرد عليك التحية، وهذا في مواقف مختلفة.
-
إجراء محادثات ثنائية
علينا أن نُذكّر طفلنا بضرورة إجراء المحادثات مع الآخرين، بمعنى آخر، عندما يسأله شخصًا ما "كيف حالك"، عليه أن يرد بـ "أنا بخير، كيف حالك؟" بدلًا من الرد بـ "بخير" فقط. يجب أن يعرف أهمية مشاعر الآخرين وكيفية احترامها واحترامهم. فالعالم لا يدور حوله فقط. حتى وإن كان طفلك يرد بكلمة واحدة بدافع الخجل، عليك أن تكسر معه هذه العادة بطريقة فعالة وأن تعلمه كيفية المحادثة مع الآخرين بطريقة صحية ولائقة. كل ما عليك فعله هو أن تلعب معه لعبة، من الممكن أن نطلق عليها اسم "لعبة الذهاب والإياب". وهي أن تبدأ معه حديث وعليه أن يرد عليك في غضون 10 ثوان، وإذا لم يرد، يحصل الشخص الآخر على نقطة. وفي هذه اللعبة، من الممكن تعليمه كيفية الرد بطريقة لائقة على كل سؤال يُطرح عليه وكيفية فتح نقاشات بسيطة مع الآخرين.
-
الرد على الإطراءات
عندما يمدح شخص ما طفلك، يجب أن يقول "شكرًا" كرد عليه، لا أن يبتسم فقط. وإذا استطاع أن يرد بمدح هو الآخر بعد الشكر، سيكون ذلك أفضل بكثير. فبهذه العادة، طفلك سيكون قادرًا على ان يرى الجيد في الآخرين، وبالتالي سيكون محبوبًا بين الجميع من حوله. لتدريب طفلك على هذا، من الممكن أن تقترح لعبة على مدرس الفصل الخاص به، وهي أنه يضع ورقة لكل طالب على السبورة، وعندما يحصل الطالب على مجاملة أو يعطيها لأحد من زمايله، يأخذ نقطة، وعندما يحصل على خمسين نقطة، يحصل على حلوى أو هدية مخصصة له.
-
تعلُّم اتيكيت المحادثة على التليفون
يجب أن يتعلم الأطفال كيفية التحدث بتهذيب على التليفون. والطريقة المهذبة تتضمن كلمة "مرحبًا" عند الرد، وعبارة "دقيقة واحدة، من فضلك" عندما يريد المتحدث التحدث إلى الأب أو الأم. كما أن عليك أن تعلمهم أن يتركوا التليفونات المحمولة إذا كانوا يتحدثون إلى شخص ما أو في أثناء تناول الطعام. لتعليمهم ذلك، من الممكن أن تلعب معهم لعبة الأدوار والمواقف المختلفة، وتريهم كيفية التعامل في مثل هذه المواقف.
-
تعلُّم آداب الطعام
نعم، نحن نعلم أولادنا كيفية تناول الطعام بالشوكة والسكينة، ولكن كثيرًا ما ننسى أن نعلمهم آداب الطعام وكيفية التعامل أثناء الوجود بالخارج. يجب أن يتعلم الأطفال أن آداب الطعام شيء في غاية الأهمية، عندما يتعلق الأمر باحترام الآخرين من حولنا. التحدث بهدوء، وتقطيع الطعام بهدوء دون إحداث ضوضاء، والسؤال بطريقة مهذبة عندما يحتاج إلى شيء، كلها عادات هامة يجب أن يتعلمها طفلك وأن يمارسها في البيت وخارجه. فلا يوجد فائدة على الإطلاق من تعليم طفلك التعامل بشكل مهذب خارج المنزل، وليس بداخله.
ملحوظة: لتدريب طفلك على آداب الطعام، علّمه تدريجيًا، بحيث أن يتعلم كل بضعة أيام شيئًا جديدًا، مثل عدم وضع المرفقين على طاولة الطعام، ووضع فوطة الطعام في مكانها الصحيح، ومسح الفم بالفوطة بعد الانتهاء من تناول الطعام.
في هذه المقالة، وضحنا بعض العادات الأخلاقية التي قد ينساها الآباء في أثناء تربيتهم لأطفالهم، والتي قد تؤثر بشكل كبير في حياة أبنائهم. إلقاء التحية، وإجراء محادثات ثنائية، والرد على الإطراءات بشكل مهذب ولائق، والرد على المكالمات الهاتفية بشكل صحيح، والتعامل بشكل لائق على طاولة الطعام، كلها عادات أخلاقية هامة، بها يتعلم الطفل أهمية مشاعر الآخرين وكيفية التعامل معها. ابدأ من الآن، ولا تغرس تلك العادات بالطريقة العنيفة، دائمًا اتبع اللين، وابدأ بنفسك أولًا كي يقلدك طفلك، فالأطفال إسفنجة تتشرب بأفعالنا وأقوالنا.