يمكن أن يؤثر القلق على التعلم ونجاح الأطفال في المدرسة. ويمكن أن يساعدك فهم كيفية تأثير القلق على الأطفال والمراهقين في المدرسة على فهم المشكلات التي يواجهها طفلك. سواء كان طفلك يعاني من اضطراب القلق المشخص أو كنت تشك في أن القلق قد يسبب له مشاكل في المدرسة، فإن الوعي بالقلق سيساعدك على دعم طفلك في المدرسة. الجدير بالذكر أنه هناك العديد من الاضطرابات المختلفة المرتبطة بالقلق التي يعاني منها الأطفال والمراهقون.
التشخيص وأنواعه
تختلف المعايير المستخدمة لتشخيص الأطفال والمراهقين إلى حد ما عن المعايير المستخدمة لتشخيص البالغين. حيث تشمل الاضطرابات:
- اضطراب القلق العام
- اضطراب الهلع
- اضطراب قلق الانفصال
- اضطراب القلق الاجتماعي
- الصمت الانتقائي
- الرُهاب
تشترك كل هذه الاضطرابات في الميل إلى القلق المفرط أو الشعور بالخوف أو بالذعر. وهذه الميول هي التي تسبب اضطرابات القلق، وبالتالي تُعطل كفاءة التعلم والتحصيل المدرسي.
كيف تتداخل اضطرابات القلق مع التعلم والإنجاز المدرسي؟
- مشكلة المشاركة: قد لا يتمكن طفلك من المشاركة في نشاطات الفصل أو العمل مع طلاب آخرين في مشاريع جماعية إذا شعر بالخوف. حيث أنه قد ينتقل من كونه متوتر بشأن الاختبار إلى كونه غير قادر على إكمال الاختبار إذا شعر بالقلق الشديد. قد يخاف طفلك من دعوته لتقديم إجابة أو القراءة أمام الفصل.
- الأوجاع والآلام: مشاعر القلق والذعر والخوف تؤثر سلبًا على الجسم. يعد اضطراب المعدة وآلام الجسم أمرًا شائعًا لدى الأطفال والمراهقين الذين يعانون من اضطرابات القلق. إذا حدث وظهرت عليه الأعراض في كل يوم دراسي، ولكنها اختفت في عطلات نهاية الأسبوع أو في فترات الراحة، فقد يكون القلق المرتبط بالمدرسة هو سبب الآلام.
- تشتت الانتباه كثيرًا: القلق والخوف يستحوذان على انتباه الطفل حتى أنه لا يتمكن من الانتباه إلى ما يدور حوله.
- الشعور بالتعب في كثير من الأحيان: القلق والخوف يمكن أن يمنعان الطفل/المراهق من النوم، مما يسبب له النعاس. قلة النوم تقلل من الأداء الإدراكي، وقد تؤدي إلى نوم الطفل في المدرسة.
- الامتناع عن التحدث: الأطفال والمراهقون الذين يعانون من القلق غالبًا ما يتجنبون التحدث في المدرسة، ويتجنبون طرح الأسئلة عندما يحتاجون إلى المساعدة، وقد يرفضون حتى المساعدة التي يتم تقديمها. هذا يمكن أن يتسبب في تخلف الطفل عن باقي زملائه؛ لأنه لا يستطيع التعبير عن نفسه.
- رفض الذهاب إلى المدرسة: من أجل تجنب كل مسببات القلق الموجودة في المدرسة، سواء كانت اختبارات، أو مجموعات اجتماعية، أو مرتبطة بالأداء المدرسي، سيمتنع الأطفال أحيانًا عن الذهاب إلى المدرسة على الإطلاق.
وفيما يلي الخطوات الأولى التي يمكنك اتخاذها إذا كنت تشك في أن القلق يسبب لطفلك مشاكل في المدرسة:
1- تواصل مع أخصائي الرعاية الصحية بشأن مخاوفك
بينما قد يشعر الجميع بالخوف أو القلق من وقت لآخر، فإن اضطرابات القلق تستمر وتتعارض مع حياة الشخص. من المهم البحث عن التقييم والمشورة مبكرًا. تمر سنوات الدراسة بسرعة، وكلما طالت مدة معاناة الطفل/المراهق من القلق، الذي يتدخل في مسار تعليمه، كلما تأخر في المدرسة. العلاج في وقت مبكر يمنع أي انتكاسة من القلق أن تكون أطول مما يجب. على الرغم من عدم وجود قاعدة صارمة، إلا أن هناك إرشادات جيدة تتمثل في التحدث مع طبيب الأطفال أو مقدم الرعاية الأولية لطفلك إذا استمرت المشكلات لمدة أسبوعين.
2- اكتشف ما تتعامل معه بالضبط
قرأت سابقًا عن مجموعة متنوعة من حالات القلق التي قد يعاني منها الأطفال والمراهقون. يمكن أن يساعدك انت والمدرسة فهم سبب القلق الذي يعاني منه طفلك في العثور على أفضل الاستراتيجيات للمساعدة. من المهم أيضًا أن ندرك أن القلق غالبًا ما يحدث مع حالات أخرى، مثل الاكتئاب أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. يمكن أن يظهر اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أيضًا بنفس أعراض القلق. كل شخص لديه تجربة فريدة مع القلق. تأكد من مراجعة مقدم الرعاية الخاص بطفلك إذا كانت هناك أي حالات أخرى موجودة.
3- ابتكر خطة لمساعدته بدلًا من تركه بعيدًا عما يقلقه
إذا أخبرك طفلك القِلق أنه لا يمكنه فعل شيء ما، فمن السهل أن تنصحه بتجنبه. إن التجنب التام للمواقف المسببة للقلق لا يعمل على المدى الطويل. لذلك، يجب عليك وضع خطة بديلة لمساعدة طفلك في التعامل بشكل كامل مع الموقف الذي يسبب له القلق؛ وهذا يسمى "علاج التعرض".
يمكنك العمل مع خبير في الصحة العقلية، مثل المعالج أو الأخصائي النفسي، للتوصل إلى خطة علاج التعرض المناسبة لطفلك. مثال على ذلك: إذا كان طفلك يرفض الذهاب إلى المدرسة، ابدأ معه بالذهاب إلى المدرسة لمدة ساعة واحدة فقط في اليوم، ثم قم بزيادة الوقت ببطء حتى يتمكن من تمضية يوم كامل فيها.
4- اجعل معلمين أطفالك يشاركون في خطتك وتابعهم
حدد موعدًا للقاء معلمي طفلك لشرح تجربة القلق لدى طفلك. بمجرد أن يفهم المعلمون كيف يمكن أن يؤثر قلق طفلك عليهم في الفصل، يمكنهم إيجاد طرق لدعم طفلك. تتضمن بعض الأمثلة ما يلي:
- إذا كان طفلك يعاني من قلق شديد من التحدث أمام مجموعة كبيرة من الناس. تحدث مع معلمه على مساعدته في البدء بإلقاء خطاب أو تقرير شفوي أمام مجموعة صغيرة فقط.
- تشاور مع المدرسة في جعل استخدام بطاقة "الاسترخاء" متاحًا حتى يتمكن طفلك من مغادرة الفصل والذهاب إلى منطقة هادئة محددة إذا شعر بقلق غير عادي.
5- قم بالتحدث بشكل متكرر مع طفلك حول كيفية سير المدرسة
قد يتجنب جميع الأطفال والمراهقين إخبار والديهم عن المشاكل التي قد تحدث في المدرسة. حيث يمكن للأطفال والمراهقين الذين يعانون من القلق أن يصبحوا خبراء في التستر على مشاكل المدرسة. من أجل جعلهم يتحدثون عن كيف تسير المدرسة بالفعل وما الذي يكافحون معه، يجب أن يشعروا بالأمان. فهم بحاجة إلى التأكد من أنه سيتم دعمهم وتقديم المساعدة لهم من خلال استراتيجيات عملية، بدلًا من مجرد العقاب أو الشعور بغضب الوالدين. سوف يمنحك التحدث معهم بشكل متكرر فرصة لمعالجة المشكلات بسرعة قبل أن تتفاقم. يمكنك أيضًا تنظيم المحادثات لمساعدتهم على تعلم إيجاد الحلول، بدلًا من الحكم على أنفسهم.
6- ابق هادئًا وكن حذرًا عند التعبير عن شكواك
يتعلم الأطفال والمراهقون الكثير عن العالم من آبائهم. لديك تأثير هائل على آراء طفلك وقيمه. ينظر الأطفال أيضًا إلى الحالة المزاجية لآبائهم وردود أفعالهم بحثًا عن أدلة حول كيفية رؤيتهم للعالم من حولهم. يمكن أن يكون الأطفال والمراهقون الذين يعانون من القلق حساسين بشكل غير عادي للتعليقات التي تدلي بها والتي قد تعبر عن أنك غير سعيد أو قلِق . على سبيل المثال، إذا لاحظت أن طفلك يبدو خائفًا أو قلقًا بعد إبداء تعليق يمكن اعتباره مخيفًا له، فتحدث معه وامنحه حقائق مطمئنة ولكن صادقة حول ما ناقشته.
كل طفل أو مراهق يعاني من القلق بشكل مختلف. من خلال قضاء الوقت في التعرف على تجربتهم ومعاناتهم، تستطيع أن تفعل أكثر من مجرد الدفاع عنهم. أنت أيضًا من خلال ذلك، تتعلم المزيد عن شخصية طفلك. فبينما قد يجلب القلق تحديات لطفلك في المدرسة والمنزل، يمكنه التغلب على هذه التحديات بمساعدتك ودعمك.